آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

الصراع لا ينتهي .. ولكن بإمكاننا أن نُديره
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 26 يوماً
الخميس 04 إبريل-نيسان 2013 03:58 م

الآن وقد بدأ الحوار الجاد والمباشر بين الأطراف المعنية في اللجان المتخصصة يحتاج الجميع إلى الإحساس بالمسؤولية وتقديم التنازلات والخروج من ذهنية المماحكة والتوتر إلى ذهنية الحوار الخلاق والمثمر.

ينبغي أن يدير المتحاورون القضايا والمشاكل لا أن يدعوها تواصل إدارتهم ، وبوابة الإنجاز هي التركيز على الحل وليس إضاعة الوقت بالحديث عن المشكلة.

حرب 94 حدثت في الماضي ، وسياسة نهب الجنوب وتدميره في الماضي أيضاً ، والآن نحتاج إلى ابتكار الحلول لمداواة الجروح ، وإنجاز صيغة الشراكة الوطنية التي تلبي طموحات كل اليمنيين في العدالة والمساواة وحكم القانون وإعلاء الإرادة الشعبية كمصدر للعقد الاجتماعي والمنظومة القانونية وشرعية الدولة وفاعلية النظام السياسي.

الماضي لا يتغير ولا يمكن تغييره وقد حدث وانتهى، وبالتالي لا بد من النظر إلى الأمام ، إلى المستقبل.

 الصراع لا ينتهي إلا بنهاية الحياة ، وليس بإمكاننا إيقافه ولكننا قادرون على تنظيمه وفق الوسائل المدنية السلمية، لا أن يستمر صراعاً عدمياً يتمنطق بالسلاح وإرادة الإلغاء والغلبة والهمجية الرعناء التي دمرت اليمن في الخمسين عاماً الماضية.

كل مشارك في مؤتمر الحوار تحمل مشاركته قبولاً ضمنياً بالحوار والتزاماً بالوصول إلى حلول ، ومن بدأوا بالتلويح بالانسحاب قبل بدء فرق العمل نشاطها يظهرون وكأن القضايا لا زالت تديرهم ولم يرتقوا بعد إلى مستوى إدارتها والبحث عن حلول لمعضلاتها.

الحلول تقع في النقطة المشتركة لجميع الأطراف المتصارعة مما يحتم تقديم التنازلات ليس لأجندة طرف لصالح أجندة الطرف الآخر الصراعية وإنما الخروج من دائرة الصراع المدمر إلى التراضي على أسس الدولة الجديدة وتأسيس قواعد الصراع والتنافس بالأدوات المدنية السلمية.

بدأ التيار الحوثي بالتلويح بالانسحاب باكراً ، ونتمنى أن تكون هذه التلويحات فورة غضب آني اقتضتها حادثة محاولة اغتيال أحد أعضائهم بالعاصمة ، وأن لا تكون تحفزاً لا زالوا مقيمين بمربعه ، ولا استعداداً مسبقاً لإرباك مؤتمر الحوار في منتصف الطريق.

ولا أظنهم غافلين عن دلالة مشاركتهم في هذا المؤتمر الوطني الاستثنائي كونه يخدمهم كتيار ويعزز حضورهم وقبول الرأي العام لنشاطهم السلمي.

حتى الكاتب منير الماوري الذي سافر مئات الأميال من أجل المشاركة في الحوار إنساق وراء السؤال المقزز : متى ستقرر الانسحاب ، وحدد نقطة كافية لقرار انسحابه وكأن المشاركين حضروا وليس لديهم سلاح سوى الانسحاب وليس تصوراتهم وقضايا شعبهم العادلة.

ذهنية المماحكة واختلاق التذرعات لا مكان لها في الحوار الوطني المسؤول ، ولا جدوى منها ، ومن يتشبث بها ويقيم أسيراً في تابوتها فمكانه في الماضي وجولات الحروب والصراعات وليس مؤتمر حوار وطني يراهن عليه الشعب بكل فئاته وقواه السياسية وأطرافه المعنية وملايين الطلاب والشباب الحالمين بوطن آمن مستقر ، يكون ملاذ عيشهم ، ورافعة طموحاتهم ووعاء تطلعاتهم ، والمناخ الملائم لتفجر طاقاتهم الكامنة.

ذهاب بن عمر إلى دبي للقاء قيادات جنوبية ممانعة للحوار في ظل انعقاد مؤتمره الشامل في صنعاء يشوش على مؤتمر الحوار الوطني ويربكه ، ويساهم في ابتعاد تلك الشخصيات أكثر عن مؤتمر الحوار وليس جذبها للمشاركة في فعالياته.

تصريح الرجل الكبير أحمد بن فريد الصريمة كلام مسؤول ويعبر عن الواقع ومقتضيات المنطق.

فقد بذلت الجهود والتواصلات مع تلك القيادات ، والباب لا زال مفتوحاً لمن يريد أن يلتحق بمؤتمر الحوار كمواطنين يمنيين.

 أما رهن القضية العادلة بشخص أو أشخاص يقيمون في الوهم ويربطون القضية بأشخاصهم فمعناه إرباك الحوار وتعطيل مصلحة الشعب كله وفي مقدمتهم أصحاب القضية الجنوبية في مدن وقرى الجنوب.

لا بد أن ينضبط بن عمر بالنسق العام لمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء كأعلى هيئة يمنية تبلورت لإنجاز التوافق الوطني المأمول.

القضية الجنوبية هي المعيار وليس الشخصيات ، ومن يذهب بعيداً في التخوين واحتكار التمثيل وادعاء الحصرية في التعبير عن الجنوبيين، فإن الإنجاز الوحيد الذي يسعى نحوه هو عودة الصراعات القديمة المدمرة على مستوى الجنوب والشمال. 

musraj2003@hotmail.com