كواليس الهجوم على وزارتي الدفاع والداخلية
بقلم/ عثمان الصلوي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 19 يوماً
السبت 18 أغسطس-آب 2012 03:08 ص

بين الفينة والأخرى نطل عليكم في رحلة استكشافية لسبر أغوار مجريات الوضع اليمني فندرسه ونحلله لعلنا نجد إجابات شافية لتلك الألغاز التي ما لبثت تتراكم على عقولنا مما أدى الى تفاوت واضطراب الرأي العام بين شد وخطب وبين تريث وضجر خصوصاً من أداء الكادر السياسي الجديد المتمثل بالحكومة والقيادة السياسية برئاسة عبدربه هادي منصور .

وحتى لا نوسع في التحليل دعونا نتطرق إلى أهم حدث لفت إليه نظر المتابعين وترك استغراباً شاسعاً في الطبقة المتابعة وهو حدث الهجوم على وزارتي الداخلية والدفاع فلهذا التحول الخطير في ايدلوجيا حتى يصل الى وزارات سيادية بمقدار وزارتي الدفاع والداخلية أثرة وتحليلاته العميقة واستدلالاته التي تقلب الطاولة فقد يعبر عن محاولة انقلاب على السلطة والرئيس هادي .

اذاً هل يمكن ان يتخذ من تعمد قوى النظام العائلي الهجوم على وزارتي الدفاع والداخلية أنها محاولة لإجراء انقلاب ضد الرئيس هادي والحكومة الحالية ؟؟؟

أقول لا يمكن ان تفند تلك الأحداث ضمن أنها بادرة او محاولة للانقلاب على الرئيس هادي والحكومة لان صالح لن يمتلك الغطاء السياسي والشعبي الذي يؤهله لمحاولة انقلاب ناجحة فهو فاقد التواصل السياسي بالكامل وليس له أي منفذ دعم مع أي دولة متصلة بالشأن اليمني وايضاً ليس لدية الشعبية القوية التي تؤهله لعمل ذلك فهو لا يمتلك شعبية في الوقت الراهن تؤهله للانقلاب والسيطرة ويعلم أن أي محاولة انقلاب ستؤدي به إلى دخول صراع سيكون وبالاً عليه خصوصاً أن واجه الشعب والثورة بعد ان يتخلص من هادي ولذلك من كل ماسبق لا يمكن للنظام العائلي ان يقوم بمحاولة انقلاب لا اليوم ولا حتى في المستقبل ولن يستطيع اي منهم اعتلاء السلطة سواء كان صالح نفسه او احد أقاربه فقد سقطت العائلة من قيادة رأس البلاد وللأبد وهذه حقيقة محضة من دراسة كافة العوامل المحيطة الدولية والعسكرية والشعبية منها ايضاً و كلها تجمع ان صالح سقط إلى غير عودة ........

إذا كان لايمكن تصنيف ما حدث بمحاولة انقلاب فلماذا أقدمت قوى النظام العائلي على الهجوم على الوزارتين ما الداعي لذلك ؟؟؟؟؟

الإجابة أقدمت قوى النظام العائلي لعمل ذلك ليس لأجل إجراء انقلاب عسكري وإنما فقط لأجل الاستفزاز وتفجير الوضع وبالتالي هروباً من الدخول في الحرب سيعودون الى طاولة المباحثات و يفرض صالح ما يريد عبر مدخل الحرب ولكن فشل وكان سيناريو ما حصل كالتالي :

لنقل أن الإسراع في خطوات العملية السياسية داخل البلاد يقتضي في محتواه إقصاء رجال النظام العائلي وحتى بالمبادرة فهي تصب في إسقاط رجال النظام العائلي ومن هذه الخطوات إعادة هيكلة الجيش وهنا كان رأس الخيط إذ أن صالح لايريد ان يتنازل عن بقية الأوراق التي في يده ويحاول الاستماتة في بقائها ومنها المناصب العسكرية التي يتولاها المقربين وكان يظن أن إعادة هيكلة الجيش ستأتي بقرارات تحتاج لدخول تسوية سياسية مثل ما حدث مع قائد القوات الجوية محمد صالح وقائد اللواء الثالث حرس طارق صالح وطبعاً إن دخلوا كواليس المباحثات سيفرض ما يريد بسهولة .

وخصوصاً أنه كان يتوقع إقدام هادي على إصدار قرار بعزل نجله من قيادة الحرس الخاص وتوليته منصب أخر وبمقدوره الرفض وفرض المباحثات السياسية والحيلولة دون حدوث ذلك باستخدام شماعة الحرب والتشرذم طبعاً

ولكن الرئيس هادي وقوى التغيير فاجئوه بما لم يحتسبه وهو إصدار قرارات تتضمن تغير التشكيلات العسكرية وسحب ألوية وضمها إلى ألوية أخرى واستحداث فرق وألوية جديدة وفي معنى ذلك أن هناك محاولة تفريغ وتشتيت لقوى الحرسين الخاص والجمهوري وخطوة جبارة لإفراغ قوى نجل صالح وبقايا رجاله بضربة واحدة .

فجن جنون صالح وحتى لا يدخل واجهة الصراع قام بتغير تقنية اللعبة وأمر بتوجيه الأفراد التابعيين من خلف الكواليس للزج بهم في عملية تمرد تكون نهايتها تفجير الوضع وذلك ان يوجه الأفراد للاعتداء على وزارات سيادية يستدعي ذلك أن يرد هادي ووزارة الدفاع بضربات قاسمة وقوية مع إدخال عوامل قبيلة وغيرها و ان تم ذلك سيتفجر الوضع وهو سيدعم المتمردين والدولة وهادي سينشغل عنه وعن باقي خطوات الهيكلة

إلا أن هادي وقوى التغيير فوتوا على صالح هذه الفرصة ايضاً وحدث ذلك بأنهم تحاشوا الاصطدام بهذه الجموع من المجندين والذين أكثرهم له انتماء قبلي وهذا يعلل مثلا انسحاب الفرقة الأولى مدرع بعد ان طوقت الأماكن المحيطة بوزارة الداخلية وكان بإمكانها مع المقاومين من المدافعين عن الوزارة تصفية هؤلاء المتمردين ولكن عواقب التصفية كانت وخيمة سندخل في صراع مع قبائل وغيره وخصوصاً ان كانت الفرقة أي علي محسن وأيضا لا نغفل ان أكثر هؤلاء المجندين المتمردين كما تشير الأنباء من القبائل المناصرة لصالح والتي لها حساسيات طويلة مع علي محسن فهنا آثر الجميع على عدم الاصطدام وانسحبت الفرقة الأولى وفك الطوق بينما فتحت وزارة الداخلية للنهب كل هذا تحاشياً لتفجير الوضع .

ولكن صالح لم يستسلم فصعد بشكل اكبر ووجه المتمردين نحو وزارة الدفاع وهنا استفاد هادي من غفلة السابق وكان الأمر تحت السيطرة وتوالت الألوية المدافعة عن وزارة الدفاع ولم تكن من الفرقة الأولى مدرع طبعاً حتى لا يتم الاصطدام واستثمار الصراع مع علي محسن للترويج على ذلك إنما كانت عبارة قوات شرطة عسكرية وهنا خنق صالح فهو كان بالسابق يستطيع ان يعلل انه يصارع علي محسن ولكن ان كانت القوات المحيطة بوزارة الدفاع من الشرطة العسكرية فهذا صعب والأمر واضح انه لا يصارع علي محسن وإنما يصارع دولة ويتمرد عليها ولهذا خطرة عليه فلم يملك إلا أن يسحب المتمردين ويعيدهم من حيث أتوا ..................

طيب لنسأل أنفسنا سؤالاً ماذا يترتب على هادي القيام به لمنع هذه المعمعة وإنها هذا المسلسل ؟؟؟؟؟؟؟؟

أقول على الرئيس الحالي عبد ربه هادي ان يستفيد من ورقة الشرعية التي يمتلكها وان يستفيد من وسائل الضغط الدولي والشعبي التي تدعمه ليمضى خطوات إعادة الهيكلة وعلى نفس النسق وهو تغير التشكيلات العسكرية حتى يتم تشتيت قوى العائلة مع إثارة عامل شرعيته كرئيس للبلاد والاستفادة من الزخم الشعبي المناصر له وقد بدأ هادي بهذا وصدر القرار الأخير بوصف أي خروج عن قرارات هادي بالخيانة العظمى مع ملاحقة المدبرين لأي تمرد وستتم عملية الهيكلة لا أقول أنها لن تواجه صعوبات فمازالت الصعوبات ممكنة خصوصاً في وجود صالح ...............

أخيراً هذا ما استطعت فهمة من متابعة ما حدث في وزارتي الدفاع والداخلية إذ أنها لا تعدوا بوصفها محاولات استفزاز لتفجير الوضع لا أكثر ولا اعتقد انه سيكون هناك محاولات أخرى فهذا الأسلوب فد فشل بسبب تريث وحنكة هادي والمساندين له من قوى التغيير ولم ينل منه النظام العائلي سوى خسارة الألوية وإمضاء قرار هادي فقد أكون أصبت أو أخطئت في ما كتب أنفاً ولكن هذا ما اجتهدت به ....

ولكن تأكدوا ( إن صالح لا يصارع لأجل العودة إلى السلطة فقد سقطت من ولكنه يصارع لأجل البقاء على الأقل بما هو عليه الآن )))