حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
لم يكن فجر السبت في الأول من يناير عام 2010 حين ووري جثمان بن شملان الثرى في بريقة عدن دون ضجيج رسمي، إلا ميلادا جديدا لفجر أمل اخترناه ليكون رئيسا لأجل اليمن.
ولأجل اليمن أيضا ختم الرجل السبعيني عمره الزاخر بالعطاء والنزاهة، كخاتمة طبيعية لمسيرة حياة قضاها في خدمة بلده نظيف اليد متجردا من نزعة السيطرة وطغيان الأهواء.
بين يدي ذكرى وفاة رئيس القلوب، تتزاحم الأفكار والخواطر، وترتسم في المخيلة حشود المناصرين من مختلف تضاريس بلد الإيمان والحكمة، وتصغي الذاكرة إلى إيقاع جرس الكلمات التي ختم بها أبو تمام حياته ليستهل بها الوطن ميلاد العهد الذي حلم به هو ورفاقه قيادة أحزاب اللقاء المشترك حين هوت أفئدتهم وعقولهم لاختيار وطن في ضمير رجل كان بن شملان.
على الأقل ومن بابٍ غير أبواب البكاء وتجويد المراثي، هل يحق لنا في الذكرى التي تصادف يوم وفاته،أن نسأل ذاكرتنا الجمعية عن المهندس فيصل عثمان بن شملان، المشروع، والأمل، والإجماع الوطني، والربان الذي مخر بسفينة التغيير عباب العصور المظلمة في تاريخنا ليشعل فيها جذوة النور، ويحرك ما استكن في أعماقها من دواعي الجبن والخوف والهلع، وكل مفردات التولي يوم الزحف في مواجهة الاستبداد.
لم يكن أبو تمام نكرة في هامش هذه الحقبة من عمر اليمن أو حواشي متنها، ليستدعيه اللقاء المشترك من بطاح عدن أو سهول سيئون ليرشح نفسه زعيما فيجيب!، بل كان حجر زاوية هم أركان بنائها. ولربما وليس من قبيل المبالغة بإمكاننا القول: إن أغلب شروط المشترك توافرت فيه فكان هو المطلوب. وبعد جهد كبير التأم شملهم به ليكون بطل المواجهة على رأس ستة أحزاب في هذه الجولة وليس وحده كما في الجولات السابقة التي كانت تؤول إلى إرسال مفاتيح مكتب وزارته وسيارته من سيئون إلى صنعاء على حسابه الخاص رحمه الله.
لقد عشنا وعاش معنا كافة أبناء اليمن بمختلف أطيافه تلك الأيام العشرين، أيام بن شملان بحق، عشناها بثوانيها ودقائقها الحاسمة، عشناها عرسا ديمقراطيا، وعشناها معركة انتخابية، وعشناها تجربة إصلاحية هزت العروش، ودحرجت الكرة في ملعب الديمقراطية اليمنية وأفلحت في تسجيل عديد أهداف لصالح منتخب اليمن.. ليس اليمن المنحاز في نصف ميدان تمثله المعارضة.. ولا اليمن الزاعم أنه يقف في الضفة الأخرى.. بل هو كل اليمن وعلى مختلف الأصعدة؟
لقد رسم بن شملان رحمه الله دربا للمناضلين بتصدره لهذه المهمة العظيمة، وسطر بخط يده واخدة من أروع صفحات الطهر والنقاء في قافلة النضال السلمي.. عشرون يوما هي فترة الدعاية الانتخابية لم يجرح فيها أيا من منافسيه ولو بكلمة واحدة تخرج به عن إطار النتافس الشريف، في ذات الوقت الذي أشهرت وفي وجهه كافة الأوراق والأسلحة ومنها الورقة الأمنية وتهمة الإرهاب.
ستظل المسي ة التي صاغها بن شملان وقادة المشترك، المظلة التي اجتمع في إطارها كل المطالبين بالحقوق والحريات، رافعين ذات الراية التي رفعها بن شملان ورفاقه (النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات). مدنيين وعسكريين، رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا.. كلهم باسم النضال السلمي الذي دشنه الفقيد مع كل التواقين للتغيير. لقد كانت المحطة الأولى ولن تكون الأخيرة، بإذن الله، إذ لا يزال موكب المشترك منذ تأسيسه، مرورا بتقديم مرشحه لرئاسة الجمهورية، وليس انتهاء بقاموس العمل النضالي الميداني الذي نتنفسه كالهواء في كافة المجالات، بالقدر الذي تطيقه سواعد بشر يعتور عملها الخطأ والنسيان وما استكرهت عليه.
وبموت بن شملان رحمه الله، لم تمت مطامح المفتونين بكي صفحته للأبد، ليعود العداد صفرا كما كان!!، وتغيب في اللاوعي الإنساني اليمني برامج النضال من الحقوق والحريات وملفات التحول الديمقراطي الشوروي إلى غير رجعة..
لكن كرة التغيير التي دحرجها بن شملان لا يمكن أن تتوقف أبدا بإذن الله..
رحمك الله أيها الرجل العظيم.
gom1978@gmail.com