رجالات اليمن المنتظرين.. أحد هؤلاء سيكون رئيساً لليمن !.
بقلم/ طارق فؤاد البنا
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 26 إبريل-نيسان 2011 11:15 ص

لا شك أن ثورة الشعب اليمني لن تعود إلى الوراء ، وأن هذه الثورة قد أسقطت النظام ولو أنه ما زال أمامها الكثير لكي نحكم عليها بالنجاح التام ، وأن الزمن القادم سيُبرز شخصيات فرضت نفسها واحترامها على الجميع ، فهذه الشخصيات التي سيكون موضوعنا حولها هي من سيكون لها التأثير الكبير في بناء اليمن الجديد بعد رحيل نظام الفساد والاستبداد الذي جثم على صدور الشعب اليمني طيلة 33 سنة ، وقد حاولت أن أختار أكثر 10 شخصيات سيكون لها تأثير كبير في بناء اليمن الجديد ، ومن خلال هذه الشخصيات سنعرف الكثير عن مستقبل اليمن ، لأن المستقبل يتحدد بمعرفة صانعيه ، فإن كانوا على قدر الثقة التي أعطيت لهم ورصيدهم يحمل الكثير من الخير ، فإن الخير سيعم البلاد والعباد بإذن الله .

1- اللواء علي محسن صالح الأحمر :

يعتبر هذا الرجل والذي ولد في (سنحان) بمحافظة صنعاء سنة 1945 ، والحاصل على زمالة (الدكتوراه) من أكاديمية (ناصر) العليا في القاهرة سنة 1986 ، أحد أقوى العناصر ضمن حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو الساعد الأيمن الذي يعتمد عليه صالح في كل شيء ، بل يمكن القول أنه (قلب) الدولة النابض ، حيث يُزج به في كل الأمور ، ودائماً ما يثبت نجاحه .

يعمل قائداً للفرقة الأولى مدرع التي أنشأها هو ، ويعمل كذلك كقائد للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية ، ولعل تاريخه النضالي الكبير يدل على أهمية هذه الشخصية ، فهو أحد أبرز القادة في حصار السبعين ، كما كان القائد الميداني الأول لجبهة عدن إبان حرب الانفصال ، ومن أهم أدواره أيضاً أنه كان القائد لحروب صعده الستة والتي قامت ضد جماعة (الحوثي) والتي شجعها الرئيس صالح نفسه .

انتهج اللواء علي محسن لنفسه مساراً جيداً من خلال وقوفه بإيجابية في كثير من القضايا ، ولعل هذا ما يفسر (عدم رضا) الرئيس عنه وإن بشكل خفي لأن قوة الرجل تفرض على خصومه عدم إظهار عداوتهم له ، فتعرض بذلك لعدة محاولات للاغتيال منها ما سربته وثائق (ويكليكس) عن تقديم اليمن إحداثيات للقوات السعودية لضرب موقع قالوا أنه تابع للحوثيين ، واتضح أن الموقع كان بداخله اللواء علي محسن ، وأيضاً لا ننسى محاولة الاغتيال التي جرت الأسبوع المنصرم والتي حاولوا من خلالها إشعال الفتنة في اليمن ، وإدخالها في دوامة لا يستطيع الخروج منها أو تجنبها أحد ، وهذه عادة زعماء الاستبداد الذين يفقدون مصالحهم ، فيضطروا الى الاعتماد على قاعدة (عليَّ وعلى أعدائي) ولأن الشعب كله أعداءهم ، فهم سيدمرون الشعب بأكمله والوطن برمته .

وعندما اندلعت ثورة الشباب اليمني ، تباينت المواقف حولها ، وقد انضم لها بعض المسؤولين ، ولكن كانت نقطة القوة الكبرى هي انضمام اللواء علي محسن الى الثورة وتأييده لمطالب الشباب ، ومن بعدها تحولت (قطرات) الاستقالة من دولة صالح المنهارة إلى (سيل) جارف ، فتكاثرت الاستقالات ، وانهار (بيت العنكبوت) الصالحي الذي عمل صالح على بناءه بالكذب والفساد والاستبداد ومختلف مفردات (الوضاعة) و(الدناءة) ، وقد كان لصدى تأييده للثورة أثراً كبيراً حتى على مستوى الدول الأخرى سواء الشقيقة أو الصديقة ، فبالتأكيد سيكون لهذا الرجل الذي كسب حب الملايين من أبناء الشعب حضورٌ كبير خلال الأيام القادمة ، ولا ندري ما الدور الذي سيقوم به بالتحديد ، لكن في النهاية بالتأكيد أنه سيكون دوراً عظيماً ، حيث أن كل الأدوار التي قدمها علي محسن هي أدوار بطولية يستحق عليها كل الشكر والعرفان .

2- د. ياسين سعيد نعمان :

يعد د. ياسين سعيد نعمان أبرز المرشحين لتولي منصب (رئيس الجمهورية) أو على الأقل (رئيس الحكومة) وذلك لما يتمتع به هذا الرجل من صفات ومزايا قلما تجتمع في رجل واحد ، ولما له من تاريخ سياسي كبير يدل على شخصية طموحة وعاقلة وذكية وقلما يصعب عليها تحقيق أهدافها . 

فالرجل المولود سنة 1947 في طور الباحة محافظة لحج ، والحاصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة القاهرة ، وحصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جمهورية المجر عام 1981 ، وتنقل بين عدة مناصب بين نائب وزير ثم وزير ثم نائب رئيس مجلس وزراء وعضواً للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، ثم رئيس لمجلس الوزراء وعضواً لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى عام 1986 ، ثم عمل رئيساً لأول مجلس نواب بعد تحقيق الوحدة في 26 مايو 1990 ، وهو الآن يمسك بمنصب أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني والرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك ، ومن خلال هذه اللمحة البسيطة عن تاريخ الرجل يمكن القول أنه أكثر شخصية سياسية يمنية مرشحة للعب أدوار كبيرة خلال الأيام القادمة .

ويحظى نعمان بتأييد كبير من مختلف الأطراف ، وحتى من طرف الرئيس صالح نفسه ، إذ لا يكن له عداءاً مثلما يكنه لعلي محسن أو حميد الأحمر ، وحتى على مستوى التأييد الدولي يُنتظر أن يحظى الرجل بتأييد واسع من مختلف الجهات ، لا سيما أن مستوى علمه الكبير وثقافته العالية تؤهلانه للتعامل مع كل خيوط اللعبة السياسية التي أجادها من هم أقل منه شأناً وعلماً وخبرة وثقافة وكاريزمية . 

ويعد نعمان أحد أكثر زعماء تكتل المشترك صراحة ووضوحاً وقدرة على التعامل مع الاحدث ، وقد جاء موعد رئاسته الدورية للمشترك في ظل الأحداث الراهنة ، فكان قوة كبيرة للمشترك ومواقفه ، خاصة أن بجانبه أيضاً الناطق الرسمي الأستاذ محمد قحطان ، فشكل الاثنين ثنائياً رائعاً يستحق الاحترام والتقدير .

3- الرئيس الأسبق : علي ناصر محمد :

يعد الرئيس السابق الأستاذ علي ناصر محمد أحد المرشحين المهمين للعب أدواراً كبيرة خلال الفترة القادمة ، خاصة أن ناصر يتمتع بشخصية كاريزمية جيدة ، ومستوى ثقافة عالية ، ويحظى بقبول عند كثير من الأطراف سواء الداخلية أو الخارجية .

وعلي ناصر الذي ولد في دثينة بمحافظة أبين سنة 1939 ، وعُين في 1968 عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية ، ثم تنقل بين وزارات التربية ثم الحكم المحلي ثم الدفاع ، وفي 1971 أصبح رئيساً لمجلس الوزراء وعضواً في المجلس الرئاسي ، وفي 1978 أطاح بسالم ربيع علي وتولى الرئاسة بالوكالة ، وفي 1980 تقرر تعيينه رئيساً شرعياً من قبل المجلس الرئاسي ، وبعد أحداث 1986 خرج ناصر من البلاد ، وهو يقيم الآن في العاصمة السورية دمشق ، ويشغل منصب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية .

ومن خلال ما قرأنا سابقاً من سيرة ناصر الذاتية وتجاربه السابقة يتضح أن الرجل يمتلك تاريخاً كبيراً وخبرة سياسية متراكمة ، ويمتلك القدرة على التعامل مع الدولة بشكل يجعله أحد المرشحين الهامين للإمساك بمنصب هام في الدولة ، ولربما يكون هذا المنصب هو منصب رئيس الدولة .

4- الشيخ : حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر :

يُعد الشيخ حميد الأحمر من أكثر المعارضين السياسيين لسياسة الرئيس ، ولأنه يعارض الرئيس وهو مقيم على أرض اليمن فإن أسهمه ترتفع بشكل كبير وأرصدة حبه في قلوب الناس تتنامى بشكل يومي .

وحميد الأحمر الذي ولد في صنعاء في أسرة (الأحمر) الغنية عن التعريف سنة 1967 ونال شهادة البكالوريوس من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء ، وهو الابن الثالث للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر (رحمه الله) ، ومؤخراً حصل الشيخ حميد على درجة الدكتوراة من كلية الاقتصاد بجامعة افريقيا العالمية في السودان ، وهو رجل أعمال وسياسي وذو شخصية كاريزمية آسرة ، ويتحدث الانجليزية بطلاقة ، وله الكثير من الشركات في مختلف التخصصات والمجالات ، حيث يُعد أحد أبرز الاقتصاديين اليمنيين وأحد أهم رجال الأعمال في اليمن ، وهو رئيس الهيئة العليا للحوار الوطني والتي أنشأها هو لمعالجة آثار حروب صعدة ولحل مشكلة الجنوب ، كما يرأس كثيراً من الجمعيات الخيرية ، وقد انتخب عضواً في البرلمان اليمني لثلاث دورات متتالية ، وعضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح .

وقد اشتهر حميد بمواقفه الصلبه وآرائه الشجاعة التي أذهلت الكثيرين ، ولا شك أن كثيرين منا قد استمعوا الى مقابلته الشهيرة مع قناة الجزيرة ، حيث سألته المذيعة عن عودته الى اليمن بعد كل ما قاله عن الرئيس ، فأجابها بكل ثقة أنه سيعود ، متحدياً بذلك جبروت الجائر الذي ترهقه كلمة الحق وتؤرق مضجعه .

وقد انتصب حميد كأكبر عقبه أمام مشروع توريث الرئيس للحكم لنجله أحمد ، حيث ظن كثيرون أن العداوة هي عداوة شخصية بين حميد واحمد علي أو ما صورها الاعلام الرسمي ، ولكن اتضح أن حميد لا يمتلك مشروعاً شخصياً بقدر ما يمتلك مشروعاً وطنياً هدفه الارتقاء بالوطن وتمكين المواطن من العيش بكل حرية وكرامة ، وقد شنت وسائل إعلام دولة (الصالح) حملة او حملات بالأصح على حميد ، ولكن كان الرجل عوداً طيباً يزيد بالإشعال طيباً ، فكسب الكثير من الناس بمواقفه الواضحة ، وكون لنفسه محلاً في قلوب الكثير من أبناء الشعب البسطاء ، أما المنتفعين من النظام السابق ، فكان كل واحد منهم يحاول التقرب من قدمي الحاكم عن طريق تعرضه لحميد بإساءة أو ما شابه ، وهدفه الأسمى أن يرضى عنه الحاكم ، وبعدها ستفتح له الدنيا الأبواب بمصاريعها .

أما عن التأييد لحميد ، فإنه له رصيداً ضخماً من المؤيدين في اليمن ، وعلى المستوى الخليجي فإن السعودية ستكون من أوائل الداعمين له خاصة إذا عرفنا عمق العلاقة المتينة بين آل الأحمر والعائلة الحاكمة في السعودية ، وإن أخذت السعودية على حميد معارضته القوية للرئيس في السابق ، إلا ان متطلبات الواقع ستفرض عليها تأييد حميد ، وحتى على المستوى الدولي ، فإن شخصية حميد تجعل له هيبة واحترام لدى الدول المهتمة باليمن ، خاصة أنه من أسرة سياسية مشهورة ، ولديه تجارب ناجحة في الإدارة خاصة أن أغلبية شركاته تتصدر قوائم النجاحات في اليمن ، ورغم أن حميد قد أعلن سابقاً أن هدفه ليس كرسي الحكم ، إلا أن الرئيس صالح وانصاره يصرون على أن حميد يعشق الكرسي ويسعى اليه ، وهذا برأيي أنا حقاً من حقوقه ، وإن كنت أرى أن لا يمسك حميد بمنصب الرئيس ، وإنما يقدم له منصب آخر يضمن مشاركته في رسم وتنفيذ السياسة العامة للدولة .

5-الأستاذ : محمد عبدالله اليدومي : 

يعتبر الأستاذ محمد اليدومي أحد قيادات العمل الإسلامي في اليمن ، ويعتبر أيضأ أحد أهم الرجال الذين شاركوا في تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح ، وأحد رجالات اليمن المنتظرين خلال الفترة القادمة .

وعند العودة إلى سيرة اليدومي الذاتية نعرف أنه من مواليد محافظة تعز عام 1947 ، وقد تخرج من أكاديمية الشرطة في مصر سنة 1973 ، وتعين ضابطاً في الأمن العام ، ثم ضابطاً في الاستخبارات وتدرج في سلم الترقيات حتى وصل إلى رتبة (عقيد) ثم جمد عمله في الاستخبارات ، وفي 1985 أسس جريدة (الصحوة) لسان حال الإصلاح ورأس تحريرها ، وبعد قيام الوحدة انتخب اميناً عاماً مساعداً للتجمع اليمني للإصلاح ، ثم انتخب أميناً عام للإصلاح ، وفي المؤتمر العام الرابع للإصلاح انتخب نائباً لرئيس الهيئة العليا للإصلاح ، وبعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر انتخب كرئيس للهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح .

ويتمتع اليدومي بشخصية جذابة ، وبمستوى ثقافة عالي ، وبخبرة إدارية وحزبية كبيرة ، حيث ظل هذا الرجل هو المحرك الأساسي لحزب الإصلاح حتى قبل وفاة الشيخ الأحمر ، فهو راسم سياساته ومحدد أهدافه وواضع خطواته ، ويحظى اليدومي باحترام كبير في كافة الأوساط ، فشخصيته العسكرية كان لها تأثير كبير على شكله ، فدائماً ما يظهر بشكل جاد ، وسيلعب اليدومي بالتأكيد في قادم الأيام دوراً هاماً في الحياة اليمنية لما لشخصيته من خبرة وتأثير ، ولأنه أيضاً يمثل حزب الإصلاح أكبر الأحزاب اليمنية حجماً وأكثرهم أنصاراً .

6- الشيخ : محمد علي أبو لحوم :

ربما لا يعرف الكثيرين أن الشيخ محمد علي أبو لحوم هو أحد الرجال الذين سيلعبون دوراً مهماً في حياة اليمن القادم ، ولكن الأيام ستثبت أن لهذا الرجل الكثير من الكفاءة لكي يمسك بكل المناصب في هذا البلد ، وسنعرف ذلك قريباً .

فالرجل المولود سنة 1960 ، ودرس الاقتصاد والإدارة في جامعة واشنطن ، يحمل في طيات نفسه الكثير من الحب لوطنه ويحمل في عقله شحنات كبيرة من (ذكاء) لم يستغله انصار حزبه جيداً بحيث أنهم لم يستطعيوا تفعيله بالشكل الصحيح ، لذا فقد ثار الرجل على الظلم وعلى سفك الدماء وخاصة بعد مجزرة جمعة الكرامة في صنعاء ، فقدم استقالته من عضوية اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الذي يشغل فيه منصب سكرتير العلاقات الخارجية ، وقد تركت استقالته أثراً كبيراً على مختلف الجهات .

فالرجل الذي يفضل الإنصات على الكلام ، ويفضل الحوار العقلاني على الخطابة المنبرية العاطفية ، هو أحد من قدموا مبادرات للرئيس من قبل ، وقد لاقت مبادرته رواجاً كبيراً ودعماً لا محدود من قبل كثير من الأطراف ، ولو كان الرئيس استجاب لمبادرته لما وصل إلى ما وصل إليه الآن من الذل والتشبث بأقدام كرسي الرئاسة !.

ورغم أن أبو لحوم (شيخ) وورث المشيخة أباً عن جد ، إلا أنه يفضل العيشة المدنية ، ويبدو عليه حبه للنظام ولبناء دولة مدنية مؤسساتية ، لذا فقد يجد الرجل دعماً من مختلف الجهات ، خاصة أنه أحد أعضاء المؤتمر المستقيلين الأحرار ، وهو أيضاً أحد المشائخ ، وتلقى تعليمه في أمريكا ، ويتمتع بقدر كبير من الحصافة والذكاء ، ولا ننسى أنه يعتبر شاباً بالمقارنة مع غيره ، وغيرها من العوامل التي ستشكل نقاط قوة في (الملف) الذي سيقدمه ليصبح من صناع السياسة اليمنية في قادم الأيام .

7- الأستاذ : محمد قحطان :

الأستاذ محمد محمد قحطان ، الناطق الرسمي باسم تكتل اللقاء المشترك حالياً ، أحد أبرز قيادات التجمع اليمني للإصلاح ، وأحد (الصقور) في هذا الحزب .

ويملك قحطان في رصيده سجلاً حافلاً من العمل الحزبي المنظم ، فقد انخرط في تنظيم الإصلاح منذ بداياته ، وشغل عدة مناصب فيه ، إلا أن وصل إلى منصب رئيس الدائرة السياسية فيه ، وعضو الهيئة لعليا له .

وقد اشتهر قحطان بصراحته المعهودة ، فاكتسب من خلالها حب الناس له ، حيث لم تسجل له مواقفه أي مهادنة للحاكم أو حتى مجاملة له ، وقد استبشر كثيرون خيراً حين تقلد منصب الناطق الرسمي للمشترك في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حالياً ، وقد أثارت تصريحاته الكثير من المواقف ، خاصة ما تعلق بدخول المعتصمين إلى (غرفة نوم) الرئيس لكي يخرجوه من قصره ، فشنت وسائل الإعلام حملة شعواء عليه ، لم تتردد خلالها في أن تشتمه بأقذع الشتائم ، وهذا ليس بجديد عليها ، فبين الفينة والأخرى تشن وسائل الإعلام الرسمية هجمات منظمة عليه ، هادفة تشويه سمعته واغتياله معنوياً بعد أن ثبت أن الرئيس ونظامه حاولوا اغنياله حسياً أكثر من مرة ، ولكن الله لم يكتب له الموت ، ربما ليؤخره لكي ينفع بلده ووطنه خلال الأيام القادمة التي ستثبت مدى حنكة الرجل ونجاحه الدائم .

8- الشيخ : حسين بن عبدالله بن حسين الأحمر :

يعد الشيخ حسين الأحمر أحد أبرز المشائخ الشباب في اليمن ، وأحد أكبر المهتمين بالعمل القبلي في اليمن ، وشخصيته من الشخصيات المثيرة للجدل في كثير من الأمور .

والشيخ حسين من مواليد محافظة صنعاء سنة 1976 ، حصل على بكالوريوس تجارة واقتصاد من جامعة صنعاء عام 2001 ، ورغم عمره (الصغير) إلا أنه كان (كبيراً) بما صنع خلال هذا العمر ، فقد تقلد عدة مناصب ، ورغم أن اهتمامه الأكبر كان منصباً على الجانب القبلي والجماهيري إلا أنه مارس العمل الحزبي مع المؤتمر الشعبي العام من خلال ترؤسه لفرع المؤتمر في محافظة عمران ، وعضويته في اللجنة العامة للمؤتمر ، ثم اللجنة الدائمة ، ومن خلال هذه الأعمال اكتسب خبرة وعمل ميداني مكنه من التفرد بالأمور والخروج على الرئيس أكثر من مرة ، لكن الرئيس كان يسعى لكسب الشيخ حسين كي يفرق بيت الأحمر بين (حسين) الموالي له و(حميد) المعارض له ، فجعله رئيساً للجنة الوساطة مع الحوثيين بل وكلفه بإعداد الجيش الشعبي لحرب الحوثيين وقدم له الدعم الكبير ، وكان قبلها قد دخل في حرب كلامية مع الرئيس حيث اتهم بأنه يسعى للسلطة ، وأن له تعاوناً مع جهات خارجية ، وأنه يتلقى دعماً بملايين الدولارات من القذافي ، مما سبب سخطاً للشيخ حسين من الرئيس ، وبعد مد وجزر مع الرئيس وحزبه ، قرر حسين تأسيس مجلس التضامن الوطني الذي ضم في طياته الكثير من مشائخ اليمن وقبائلها ، وقد كان لهذه الخطوة أثراً كبيراً في نفس الرئيس ، فأحس بخطر أولاد (الأحمر) فحاول استمالة حسين الذي ربما لأنه ما زال شاباً ولم يكتسب تلك الخبرة الطويلة التي اكتسبها حميد ، فقد كان حسين متذبذباً في مواقفه ، إلا أن ثورة الشباب التي انطلقت خلال الأيام الماضية أظهرت المعدن النفيس لحسين الأحمر ، فقد انضم لها ، وأعلن دعمه لها ، لذا فالأيام القادمة ستبرز لنا وجوه شابه ربما تحقق لليمن ما يصبو إليه .

9- الناشطة : توكل كرمان :

تعمدت أن أُدخل الأستاذة توكل كرمان ضمن رجالات اليمن المنتظرين رغم أنها (أنثى) ؛ لأن الرجولة ليست في الجنس أي أنها ليست (الذكورة) ، وإنما الرجولة (مواقف) وتوكل بمواقفها فاقت كل (الذكور) رجولة .

وتوكل التي ولدت في مديرية شرعب محافظة تعز سنة 1979 ، اكتسبت السياسة منذ نعومة أظفارها عبر والدها السياسي والقانوني عبدالسلام خالد كرمان ، حيث أسست توكل جمعية (صحفيات بلا قيود) ورأستها ، وقد جعلت الشعب كل همها ، وكانت صوت الغضب الهادر الذي سلطه الله على الحاكم المستبد ، حيث اتسمت مواقفها بالشجاعة الكبيرة والغريبة أحياناً ، حيث كانت تسعى لأن يحكم هذا الشعب الطيب من يحترمه ويقدره ، فكان حب الشعب لها أكبر دليل على طيبة شعبٍ هم الألين قلوباً والأرق أفئدة .

وقد عملت توكل وهي الصحافية المشهورة ، والناشطة الحقوقية الفاعلة ، على مناصرة المظلومين دائماً في كل القضايا ، فقد برزت في الكثير من الأحداث من أهمها مناصرتها لأبناء (الجعاشن) حيث نظمت مسيرات أسبوعية للمطالبة بحقوقهم ، وبرزت أيضاً كأول من قادت المسيرات الطلابية أمام جامعة صنعاء والتي انبثقت عنها الثورة اليمنية الحالية ، وقد تعرضت للاختطاف هي وزوجها في منتصف ليل الأحد 23 يناير 2011 ، ولكن تنديدات العالم أجمع بهذه الحادثة وخروج القضية إلى العالم كقضية رأي عام جعلت الرئيس اليمني يفرج عنها ، ولم يكتفي باختطافها ، بل إنه في مكالمة هاتفية نصحها شخصياً أن تبتعد عن السياسة قبل ان تلقى ما لا يرضيها ، ولكن توكل (توكلت) على خالقها ، وأصرت على مبدأها ، فجعلت علي صالح يلقى ما لا يرضيه !.

وقد حصلت توكل كرمان على العديد من الشهادات والجوائز تؤكد مكانتها الرفيعة ومعدنها الثمين ، أهمها جائزة (الشجاعة) التي منحتها السفارة الأمريكية لها ، وقد كرمتها منظمة (مراسلون بلا حدود) كواحدة من سبع نساء أحدثن تغييراً في العالم أجمع ، وإن كان هذا الشيء الوحيد الذي تستطيع توكل أن تفاخر به لكفاها ، ولعل الأيام القادمة ستقدم لنا (بلقيس) ثانية في اليمن الجديد !.

10 – النائب المستقل : صخر الوجيه :

النائب صخر أحمد عباس الوجيه ، ما إن يسمع اسمه أي مواطن يمني سرعان ما يشعر بالفخر ، لأن الوطن لا يزال فيه الكثير والكثير من الشرفاء ، وإن تعمد البعض تهميشهم إلا أن قوتهم تجعلهم يبرزون إلى القمة دائماً . 

وصخر الوجيه هو أحد أعضاء مجلس النواب عن حزب المؤتمر الشعبي العام منذ أكثر من 13 عاماً ، وهو أحد أبرز الأوجه في المجلس ، حيث دائماً ما اشتهر صخر بأنه (صخر) حقيقي تكسرت عليه كثير من محاولات الفساد ، وغضب عليه كثير من الفاسدين لدرجة أنه تعرض في إحدى المرات لاعتداء من قبل نائب رئيس المجلس آنذاك يحي الراعي وأثارت القضية لغطاً كبيراً ، وأيضأ عرفه الشعب اليمني واقفاً في وجه الفساد ، أعطاه الشعب ثقته ، فبادله الوفاء ، وكثيراً ما فضح صفقات الفساد في المجلس حتى وهو في الحزب الحاكم .

انتُخب صخر الوجيه رئيساً لمنظمة (برلمانيون يمنيون ضد الفساد) ، وقد جُمدت عضويته في المؤتمر عقب المؤتمر العام السادس للحزب على خلفية مواقفه المعارضة لسياسة الحزب داخل البرلمان ، فنزل في الانتخابات كمستقل ، وحاول الحزب الحاكم والرئيس شخصياً اسقاطه من دائرته إلا ان كل محاولاتهم لم تفلح ، وفاز الرجل بالأغلبية الكاسحة ، وقد اشتهر صخر بتعطيله لكثير من صفقات الفاسدين مثل (صفقة القطاع النفطي رقم 18 ، وصفقة حوش الخضار والفواكه ، والاعتماد الاضافي..الخ) .

ولأنه من ابناء تهامة وهم أصحاب القلوب الطيبة والرحيمة جداً ، فقد كانت مواقفه في القضايا الانسانية محمودة وشهد لها الجميع ، وكمثال فقط لمواقفه الانسانية نتذكر كيف كان موقفه في قضية التعامل مع سائقي الدراجات النارية ، فياله من (صخر) تقزمت امامه كل (حصى) الفساد الصغيرة وإن تعملقت بطونها وانتفخت كروشها !.

ختاماً.. هذا ما استطعت أن أصل إليه في هذه العجالة ، فبرأيي أن هذه الشخصيات ال10 ، سيكون لها دوراً بارزاً وكبيراً في المستقبل اليمني القادم ، خاصة أننا ننشد دولة مدنية حديثة ، يقودها أصحاب الخبرات والكفاءت ، وبرأيي كل من ذكرتهم هنا هم أصحاب خبرات وكفاءات ، ولا أخفي أنني أشعر أن أحد هؤلاء هو من سيتولى حكم اليمن ، وبإذن الله سيعملون جميعاً وبنو الشعب معهم لكي يبنوا يمناً جديداً ونعيش في مستقبل أفضل بأفعالهم لا بأقوالهم ، وليس كما قال الإمام الصالح – لا حفظه الله ولا رعاه- يمن جديد ، ومستقبل أفضل ، وقد عرفنا الآن ما هو المستقبل الأفضل ، ولكننا صبرنا كثيراً لنعرف ، فالمستقبل الأفضل هو برحيل هذا النظام الفاسد ، ومجيء أهل الشرف والحكمة والكفاءة والخبرة ، والأيام ستثبت الحقيقة ، وإن غداً لناظره لقريب !.