الأغبري سلبت منه وظيفته وبيته..و12عاما في السجن ينتظر عفو الرئيس
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر
الإثنين 02 يوليو-تموز 2007 12:07 م

سنوات وهو يعاني من القهر والذل, 12عاما وهو يقبع في السجون من المهرة إلى صنعاء بينما من كانوا معه قد أفرج عنهم ,,اسرته عرفت بعده الفقر والفاقة بعد أن سلب منهم كل شي حتى عائلهم الوحيد,, من المهرة بدأت المعاناة ولم تنته في صنعاء بل ازداد الأمر سوءاُ غرفة واحدة لعائلة دون مصدر للدخل,, لنبدأ الحكاية.. حكاية بجاش الأغبري الذي كان يعمل ضابط امن في مكتب هيثم قاسم بدأت قصته بعد حرب صيف 94م حين فصله رئيس الجمهورية من عمله دون وجه حق ودون سبب! فما لذي كان متوقع من رجل سلبت منه وظيفته وبيته وأصبح متشردا هو وأهله؟ أن يقدم لهم الشكر والعرفان؟ أسس منظمة العدل والمساواة وشكل مجموعة يقودها هو ..حملت السلاح واقتحمت سجن المهرة وأفرجت عن السجناء دون أن تسيل فيها قطرة دم واحدة وصعد الجبال ليقاوم من سلب منه حقه وشرده وعائلته ليقع ضحية خيانة سائقه ويزج به في السجن المركزي هو والمجموعة التي معه وأفرج بالطبع عنهم جميعا إلا هو!! هو ظل سجينا لان القائد والفاتح العظيم الذي لا تعرف الرحمة قلبه لا يزال منه غضبا لكلمة قالها أثناء المحاكمة سنوات والحقد والكراهية لم يبارحا قلب هذا القائد العسكري !! الذي لا يعرف معنى السلم والرحمة أصبح مدمن حروب وحياته لا تقوم إلا عليها منذ 94 وحتى حرب صعده الأخيرة !! وبصرف النظر اخطأ بجاش أم لا فإننا قلنا مرارا وتكرارا وسنظل نكررها أن الظلم تكون عواقبه مدمرة ومن تعرض للظلم والانتهاك لن يقدم الزهور لظالمه شاكراً إياه ظلمه وتعنته!! اعتقل بجاش في المهرة منذ ما يقارب الـــ12 عاما, أمضى شهر ونصف داخل زنزانة تحت الأرض في قيادة الأمن المركزي , تم التحقيق معه وتعرض للتعذيب بحضور وزير الداخلية آنذاك محمد حسين عرب ووكيل وزارة الداخلية يحي العمري ووكيل الأمن السياسي الصرمي , وصدر حكم ابتدائي بإعدامه تعزيراً بتهمة المساس بأمن الدولة وشرف هو الحكم وقال ساخرا ينفذ الحكم بحضور ولي الدم "رئيس الجمهورية".

نقل إلي السجن المركزي بصنعاء ومرة أخرى تبدأ رحلة المضايقات ومعاناة لم تنته. لسبع سنوات منعت عنه الزيارة حتى طفله "معاد" الذي كالسجن.ال جنينا في أحشاء والدته حين اعتقل والده لم يره إلا في 13/6/2006م وهو المولود في 11/5/95م لم يكتفوا بما فعلوه به بل كانوا يحضرون السجناء ضده ويضعون القيود على قدميه دون سبب ويسجن كل من يشاركه الطعام أو يتحدث إليه, وأكثر ما يؤلم ويحز في النفس أن يضعوه بين نزلاء الأمراض النفسية والعصبية ولفترتين عله يحقق مرادهم "ويجن" ليأتي احدهم يتساءل هل أصيب بجاش بالجنون؟ حقد لم تمحه سنوات القهر التي قاساها وعانى منها في السجن .

منتهى الظلم والإجحاف حين يصبح الجلاد ضحية والضحية جلادا؟! نعود لرحلة بجاش فقد نقل بعدها إلى الأمن السياسي ووضع في زنزانة انفرادية تحت الأرض لمدة أربعة أشهر ونقل إلى زنزانة في البحث الجنائي لمدة ستة أشهر, مدير السجن كما قيل لنا ومدير مكتبه يقومان بتوقيف زواره ويحذروهم من بجاش وانه خطير ومخرب يتواصل مع الانفصاليين ويحذرهم من الابتعاد عنه وإلا" فلايلومون غير أنفسهم" بين لحظة وأخرى يتعرض الأغبري للمداهمة والتفتيش دون سبب وفي منتصف الليل والنهار ومصادرة مذكراته الشخصية والعائلية وهي بحوزتهم حتى اللحظة, فمتى ما يحلوا لهم استفزازه ومضايقته فعلوا ذلك دون تردد هكذا هم اعتادوا على إذلال الناس وقهرهم بدلا من حمايتهم !! ويتساءل بجاش وهي أسئلة تحتاج فعلا للإجابة من رئيس الجمهورية والمعنيين بالأمر لما يتم العفو فقط عن سارقي المال العام والخاص لما يتم العفو عن مختطفي السواح وقاطعي الطرق ومحرم هذا العفو عمن يعارض الظلم والفساد وينشد سيادة القانون ؟!"الله سبحانه وتعالى يغفر كل الذنوب إلا أن يشرك به وهؤلاء يغفرون ويعفون عن كل الجرائم والمجرمين إلا أن يقال لا للفساد والفوضى"

كم من الذين ظلموا يقبعون في السجون وكم من المجرمين طلقاء أحرارا؟! لوفكروا بسجن كل مظلوم في هذا البلد لما اتسعت السجون ولكان غالبية أبناء الشعب يقبعون في السجون.

الأغبري كمثل القادة العسكريين في المحافظات الجنوبية قبل الوحدة حصل على منصبه ووظيفته بعد سنوات من الدراسة والكد والتعب لم تورث له من والده كما يحدث ألان ,فالرتب العسكرية تورث من الآباء العسكريين للأبناء وبجرة قلم يصبح ابن الشيخ فلان صاحب رتبة عسكرية وان كان جاهلا بهذا المجال لايهم فهو ابن متنفذ في الدولة أو ابن شيخ قبيلة!!

سيادة الرئيس الم يحن وقت العفو عنه من اجل "وعد ومعاد"ولديه اللذين شردا بعده وذاقا مرارة اليتم ووالدهما لايزال على قيد الحياة, الم يحن الوقت لتغفر من اجل زوجة تكافح من اجل البقاء والعيش بكرامة وعزة , زوجة تذرف كل يوم دموع الأسى والحزن من اجل طفليها وزوجها سندها في الحياة, دموع, دموع البؤس والفقر وقلة الحيلة بعد أن باعت "الذهب" الذي كانت تملكه لتعيش هي وطفليها, لامنزل كبقية الناس يأويهم ولا دخل يقيهم شر سؤال الناس وذلهم لعائلة ما عرفت الذل أبدا عاشت بعز فقدته بعد أن زج بمعيلهم السجن.

سيادة الرئيس كل راع مسئول عن رعيته وسيسألك يوما وعد ومعاد لما فعل بأبيهما هذا؟ ولما يدفعا هما ثمن غطرسة وتجبر المتجبرين, لما فصل والدهما من عمله, ولما طردوا من بيتهم ؟لما يعيشان الكفاف بينما الآخرون يعيشون في عز ونعيم من اللصوص وناهبي المال العام , ضع نفسك بمكان بجاش ما لذي ستشعر به وأنت ترى أولادك لايجدون ما يقتاتون به. شعورك وأنت تراهم جميعا في غرفة واحدة لا يستطيعون دفع إيجارها لأنه لا معيل لهم!! شعورك وأنت تراهم لا يجدون قوت يومهم ؟ وشعورك وولدك لا يذهب إلى مدرسته ويكفيه الانتساب لأنه لا يجد الوقت للذهاب إلى المدرسة فوالده في سجنه يحتاج إليه!!

سيادة الرئيس بجاش عانى الكثير من الظلم وهو أحق بالعفو من كثير من المجرمين وقاطعي الطريق وناهبي المال العام.. سنوات طويلة من المعاناة , سنوات من التعذيب النفسي والجسدي تكفيه وتكفي عائلته وعفى الله عما سلف.