آخر الاخبار

إسرائيل تزعم تصفية أمين عام حزب الله الجديد هاشم صفي الدين..قنابل خارقة للتحصينات تمحو عدة مباني من الضاحية الجنوبية عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان مسئول ايراني كبير يتحدى إسرائيل ويصل بيروت لدعم حزب الله فيفا تدرس طلباً فلسطينياً بمنع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم العالمية محافظات يتوقع أن تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الـ24 ساعة القادمة حقوقيون يتحدثون عن احكام الإعدام خارج القانون التي يصدرها الحوثيون هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة

قافلة الحرية..الفحولة الكاذبة
بقلم/ عبد الله زيد صلاح
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 23 يوماً
الجمعة 11 يونيو-حزيران 2010 07:07 م

يعتقد كثير من أهل الفكر والحصافة أن أعظم شيء أثر بشكل سلبي على وضع الأمة العربية على مدى تاريخها القديم والحديث هو مبدأ الفحولة الكاذبة، فقديما قالوا الشاعر الفحل، والخليفة الفحل والفارس الفحل، وحديثا الزعيم الفحل والعالم الفحل، والمفكر الفحل ،والناقد الفحل، وهكذا ارتبط كل شيء في الذهنية العربية بالفحل وإن كان بينه وبين الفحولة بعد المشرق والمغرب.

استذكرت هذا المبدأ / الفحولة الذي أصاب العقل العربي بوابل من الخبل والهوان والهامشية وأنا أرى وأسمع ما أحدثته قافلة الحرية من صدى لا يقبله العقل ولا المنطق ، فأي نصر تحقق من وراء هذه الرحلة سوى الموت والسجن والإهانة ، أي شيء خلفته هذه الرحلة حتى نصفق في الهواء ونزغرد بالأناشيد الحماسية ونجلجل بالخطب العصماء ... إنها عقلية الفحولة التي تحول الهزيمة انتصارا، والذل والهوان عزة وفخرا .

إن صورة الشارع العربي وهو ينتشي طربا وإعجابا بفرسان الرحلة، تعكس مدى تخلف هذه العقلية ، فهي تحتفي بالفراغ وتشغل نفسها بالأوهام، وكأن فرسان القافلة عادوا بمفاتيح فلسطين ..إنه وضع معيب للغاية ،إذ يفقد صواب الإنسان في التمييز بين الجوهر والقشور، بل يصيب البصيرة بالعمى فلا تستطيع رؤية الحقيقة من الزيف، كيف لا ونحن نشغل أنفسنا ببطولات مخترعة لا مثول لها في الواقع ؛ بدلا من الانشغال بالبحث عن أسباب الهوان الذي لحق بالأمة، وعدم امتلاكها إستراتيجية أو حتى مجرد رؤية تستطيع من خلالها التعامل مع معطيات السياسية الدولية الراهنة، على الرغم مما يشعر به الجميع من تحالفات وتشكل أقطاب وسطوع هويات تعمل جاهدة لطمس الهوية العربية، إن هذا الصنيع يعكس عقم الوعي لدى الإنسان العربي في التعامل مع قضاياه المصيرية التي لا يكفي معها الصراخ والتنديد وفن الخطابة، بل هي في أمس الحاجة للعمل المنظم الذي يستند إلى آليات محكمة الإعداد وقابلة للتنفيذ تشترك فيه كافة القوى المؤثرة في الوطن العربي، بدلاً من التقوقع وراء التحزب أو التمذهب أو التحالف غير القابل للاستمرارية. .

إن المواطن العربي العادي ـ للأسف الشديد ـ مدجن تتحكم في مصيره القوى الرجعية من مشائخ دين وسياسة وقبيلة، ولذلك فهو لا يعي مصلحته ولا يعرف أين وجه الصواب، وكان الأولى به أن يفكر في المسلمات والأساسيات وأن يعمل جاهدا من أجل تحقيقها على أرض الواقع باعتباره لبنة مهمة من لبنات البناء في المجتمع ، من ذلك التفكير في حقيقة وضع الأمة وموت هويتها مقابل تصاعد هويات تتصارع فيما بينها من أجل التسيد واستعباد الآخرين، التفكير في ضبابية الفكر العربي وتشظي عناصره، وعدم قدرته على مسايرة مستجدات العصر واستيعاب نواتجه، وقبل ذلك كله التفكير في شئون حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ودوره ومدى فاعليته ، التفكير في كيفية نيل حقوقه المسلوبة ، ... إنه لا يستطيع أن يفكر في هذه الأشياء وسواها من أساسيات هي أحوج بالبحث؛ لأنه مسلوب الإرادة ولا يتحرك إلا بموجهات تخدم أرباب السياسة والدين .

إن الأمة العربية اليوم تعيش حالة هوان لا مثيل لها ، ومع ذلك فهي ما تزال تفكر بعقلية الفحل ، غير متوائمة مع الواقع وصوره وأحداثه والمتغيرات التي تتلاحق في الاتجاه المعاكس لسير الأمة وطموحاتها، فالأمم الأخرى بلغت مبلغا من القوة والعزة ، والأمة العربية تلهو بسفاسف الأمور وتشغل نفسها بأوهام كاذبة؛ ولذلك فهي لن تلحق الركب ما دامت تؤثر الدعة على العمل، والارتماء في حضن الآخر بدلا عن السمو الفكري والبحث عن أسباب العزة، إنها ستظل كذلك إلا في حالة نزع لباس الفحولة ، والابتعاد عن تحويل الهزائم إلى انتصارات ، أو تقديس الأشياء التي هي في الحقيقة السبب في هزيمتها وهوانها ، كتقديس الزعامات المحنطة من سياسيين وعلماء لا علم لهم بفقه الواقع.

وحتى لا يؤول الكلام ويوضع في غير مواضعه، فإن الغرض من طرح هذه الرؤية هو الاعتراض على تجاوب الشارع بطريقة مبالغ فيها مع عودة المشاركين في قافلة الحرية، وبتوجيه حزبي وسياسي لا صلة له بصدى القافلة أو ما أنتجته من ردود فعل، وإنما من أجل إظهار القوة وإرسال رسائل سياسية للداخل والخارج معا، وهذا زيف يكشف عن خواء في الفكر وجهل في تقدير الأمور.