مؤتمر الرياض وعصابة المؤتمر
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 9 سنوات و 5 أشهر و 21 يوماً
الأحد 17 مايو 2015 03:12 م

يعتقد البعض أن الحوثيين وراء مايحدث الآن، ويتهمونهم بانهم السبب في إقحام اليمن وتوريط اليمنيين بحروب داخلية وخارجية عبثية، وهذا يحمل الكثير من الزيف والمغالطات والكل يعلم ذلك..

ان الحقيقة التي يعلمها الجميع ولا يصرحون بها هي التي يجب ان تعلن بعيدا عن كل المغالطات، ان من أقحم البلاد في حروب اهلية ودمر ركائز الدولة ومقوماتها هو حزب المؤتمر الشعبي العام ممثلا برئيسه المخلوع علي عفاش وقيادته وأعضاء اللجنة العامة واللجنة الدائمة، وانتهاءً بالبرلمان والمجالس المحلية في المحافظات والمديريات والقيادات العسكرية ومحافظي المحافظات..

شبكة عنكبوتية سرطانية لا يمكن الشفاء منها إلا بإستئصالها من الجسد اليمني، انهم مجموعة من الحثالة واللصوص والمتربصين الذين أنتزعت منهم كل المبادئ والاخلاق وأبسط معاني الانسانية. ماكان للحوثي ان يخرج من صعدة لولا عفاش وزبانيته وحزبه اللعين، لقد تدثر عفاش واتباعه وقياداته العسكرية ممن تنازلوا عن شرفهم العسكري والمدني وباعوا اليمن واليمنيين، تدثروا برداء الحوثي واستدعوه واتباعه ليكونوا عنوانا للفتنة في اليمن، ومايحدث ليس بمستغرب فقد سبق وان هدد به عفاش حين هدد الشعب بالصوملة والحرب من طاقة لطاقة.. وكان الناس يعتبرونها لحظة انفعال ولم يطرأ على بالهم بان هناك خطط وتدابير اعدها عفاش وحزبه ليضع اليمن واليمنيين امام خيارين، إما بقاءه وحزبه في الحكم وإما الحرب الاهلية والخراب والدمار.. نيرون كان اشرف منه عندما احرق روما فقد كان بتفكيره المجنون يريد إحراق مدينة روما لبناء مدينة جديدة وليس تدمير بلد وشعب.

اليوم خرجت لنا عصابة المؤتمر الشعبي بطبخة قذرة قذارتهم ولا تقل نجاسة عن نجاستهم تلك المجموعة من عصابة المؤتمر الشعبي هي نفسها التي انقلبت على الوحدة وطوعت الشعب لحرب 1994م الاهلية، تلك المجموعة بعينها حافظت على بقاء عصابة المؤتمر بعد حادثة النهدين واقنعت المخلوع بالبقاء، وخاطبته بكل صراحة ووقاحة "الى أين ستذهب وتتركنا".

منذ أسابيع بدأت خلايا تلك العصابة تهرول الى الرياض في خطة مرسومة ومحكمة، انطلقت من ديوان بيت الطاعة (بيت المخلوع)، انهم يحملون اصراراً غريباً على المشاركة في الحكم ومستقبل اليمن بأي شكل من الاشكال، وعلى استعداد لإعلان ولائهم الظاهري للشرعية، بل تمخضت قريحة المخلوع بالطلب من عصابته إعلان عزله، وحين انكفت لعبته تغاضى عنها.. هو غبي وعصابته أغبى وهذه الالاعيب الهبلة لم تعد تنطلي حتى على الأطفال، لقد خلع من الرئاسة، خُلع واستمر مسيطر على البلاد والجيش من خلال عصابته السرطانية بوزراءه وقياداته العسكرية.

الحوثي حدوده الحقيقية بالكاد لا تتجاوز صعده، انه عفاش وقياداته العسكرية والمدنية ارتدوا ملابس الحوثي وسرقوا الاسلحة من المعسكرات باسم الحوثي، والحرب يخوضها في حقيقة الامر الحرس الجمهوري بثوب الحوثي، وحول القناديل الى زنابيل لجرائمهم، الحرس الثوري درب ومازال يدرب فرق من الحرس الجمهوري، لا تتركوا الحمار وتمسكون البردعة.. لا تتركوا المخلوع أو أياً من حاشيته ومستشاريه يغدروا باليمن مرة اخرى، لا تتركوا القيادات العسكرية والامنية والحزبية تغادر اليمن لكي تنظم للشرعية فمن يريد اعلان ولاءه للشرعية عليه ان يعلنها من أرض اليمن، ويساعد القيادات والحكومة التي اجبرت على مغادرة اليمن للعودة.

كل من سافر الى الرياض أو غيرها منذ يوم 26 مارس 2015م وبعدها ينبغي رفض ولاءه للشرعية وادراج اسمه ضمن الخونه. من يريدون خلع المخلوع من رئاسة عصابة المؤتمر الشعبي العام ان كان هناك ثمة نوايا صادقة عند بعضهم ولا اعتقد ذلك، فعليهم اولاً إعلان حل حزب المؤتمر بكل مكوناته القذرة المتعفنة والاعتذار للشعب اليمني عن كل الجرائم التي أرتكبوها بحقه أو سكتوا عنها، والتواري عن الانظار، والكف عن اللهث للمناصب وعدم الاشتراك بأي حوار مستقبلي يتعلق باليمن واعتزال الحياة السياسية قبل ان يفرض عليهم ذلك، وان ينسوا انهم قيادات أو وجهاء أو مشائخ كونهم لم يكونوا في حقيقة الامر سوى أحذية بالية للمخلوع. حزب المؤتمر الشعبي العام يجب أن يُحل كما حُل الحزب الوطني الحاكم في مصر، فحين يتحدثون عن القاعدة العريضة للمؤتمر، لا نعلم مالمقصود بها!!!! قاعدة المؤتمر العريضة هي قاعدة عريضة من الصراصير والفئران والحيتان نهبوا البلد على مدى ٣٧ عاماً ومنذ ثورة فبراير ٢٠١١ لم يتغيروا أو يغيروا شيئ، بل أستمروا وتمادوا بقبحهم وأوصلوا البلد الى الحال المآساوي الذي وصلت اليه..

قاعدة المؤتمر الشعبي العام التي يزعمونها، هي من دمرت البلد، وهي من فرضت الفقر على هذا البلد عادت لتستغل فقر الشعب وعوزه وجوعه لتركيعه وشراء ذمم الضعفاء لتكوين قاعدة للمؤتمر، بشراء الذمم بالمال او بالدرجات الوظيفية او كلتاهما معاً، ان قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام لا تستطيع العيش خارج الايديولوجيات التي ابتكروها، لقد ماتت ضمائرهم الوطنية منذ اكثر من ٣٠ عاماً وهاهم الآن يسافرون الى الرياض، الان يظهرون كعقلاء، هكذا يسمون انفسهم، عقلاء المؤتمر الشعبي.

إن كان هناك قلة من الشرفاء والعقلاء ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام والذين بإمكانهم المشاركة في الدولة اليمنية القادمة ولكن ليس بإسم المؤتمر الشعبي، بامكانهم المشاركة بعد حل حزب المؤتمر الشعبي العام واعلان تبرءهم من افعال وجرائم الحزب ورئيسه، لا بد من حل حزب المؤتمر الشعبي العام ومنع اعضاء اللجنة الدائمة وكل من يثبت تورطه في إنتهاك حقوق الشعب ونهب المال العام ومنعه بامر قضائي من ممارسة أي عمل سياسي، وتقديمهم للعدالة لقول حكم الحق فيهم.. ان ذهاب بعض أعضاء اللجنة الدائمة للرياض بعد ان فقدوا الاوراق التي كانوا يلعبون بها يمكن الجزم بانه قد يكون من باب الدسيسة والمكر وحيلة من حيل الزعيم حتى اذا ماخرجوا من الباب يرجعوا من الشباك. وعلى نقابة المحامين ان تقوم بدورها الوطني لرفع قضية امام القضاء لحل حزب المؤتمر الشعبي العام ومحاسبة قياداته ولجنته الدائمة ولن يتطلب الامر من الجهد الكثير فوثائق الادانات وملفات القضايا ليست بعيدا عن المتناول فقد كانت ممارساتهم المنحرفة ولصوصيتهم علنية وبالادلة كونهم كانوا لا يخشون شيء فهم الدولة وهم القضاء وهم الامن وهم أجهزة الإستخبارات وهم الجيش والعسكر وهم البرلمان وهم مجلس الشورى وهم المالية والجمارك والضرائب، هم كل شيء، فقط لم يكونوا هم الآلهة، وماكان يخطر ببال أياً منهم ولو من باب مداعبة الخيال ان يكونوا خارج الحكم أو مواطنين عاديين، لان قاعدتهم عريضة كما يقولون، لا بارك الله بهم ولا بقاعدتهم ولا بقواعدهم..

حلوا حزب المؤتمر الشعبي العام لكي نبدأ ببناء يمن جديد، فأي حوار سيكون حزب المؤتمر شريكا فيه سيحبط ابناء الشعب اليمني، واي حوارات قادمة ينبغي ان يبدأ من حيث انتهى الحوار الوطني الذي شاركت به كل القوى الوطنية والسياسية، الحوار يجب ان لا يتجاوز آلية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والتصويت على دستور اليمن الاتحادي، ومناقشة نقل العاصمة لتكون عدن او اي مدينة اخرى، وكفى ماعانته اليمن والشعب اليمني من صنعاء والقبائل المحيطة بها.