ما الذي يهدد أمن امريكا؟
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر و 30 يوماً
الأربعاء 25 فبراير-شباط 2009 05:35 م

كتبت صحيفة"نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا تحت عنوان "ماذا يهدد أمن أمريكا ؟"

صدر في الولايات المتحدة التقريرالاستخباراتي الذي يضم دراسة تفصيلية لأهم التحديات التي سيواجهها أمن البلاد في عهد الرئيس اوباما.

وأطلقت على التقرير تسمية " "المعالجة السنوية للمخاطرالتي قد تهدد أمن البلاد في عهد الرئيس باراك أوباما." ونشر التقرير الذي يطال المناطق الجغرافية العالمية كلها على 45 صفحة. و تم في التقرير التركيز الخاص على الاوضاع في باكستان وإيران والشرق الاوسط.. ويوجد فيه فصل خاص بروسيا.

وبحسب قول دنيس بلير رئيس الاستخبارات القومية الامريكية الذي يشرف على 16 مصلحة للاستخبارات في البلاد فان آلافاً من الخبراء والمختصين المحترفين عملوا على إعداد هذه الوثيقة. وبالفعل استعرضت في التقرير كافة القضايا العالمية . ومن ضمنها العواقب الجيوسياسية للازمة العالمية والارهاب والاوضاع الأمنية في العراق وأفغانستان وباكستان وفي اراضي الاتحاد السوفيتي السابق وأفريقيا والجرائم الدولية المنظمة والبيئة ورعاية الصحة. وتذكر روسيا في التقرير لأول مرة في قسمه الثاني المسمى ب " تقييمات". الذي لا يصنف روسيا كعدوٍ صريحٍ للولايات المتحدة . ويشير رجال الاستخبارات الى انه ليس هناك بلد منافس لامريكا يستطيع تهديد كيانها بقدرته العسكرية. مع ذلك فقد وردت في التقرير بعض جوانب السياسة الخارجية الروسية التي تثير قلقا لدى واشنطن ، وبينها تطورالعلاقات بين روسيا وكل من الصين وإيران وفنزويلا ، والمحاولات التي تقوم بها روسيا بهدف فرض السيطرة على توريدات الطاقة الى اوروبا وشرق آسيا ، وكذلك نشاط موسكو الرامي الى توسيع وجودها في السوق الاوروبية وبصورة خاصة عن طريق تأسيس منظمة الدول المصدرة للغاز.

 وجاء في التقرير ان موسكو كانت خلال السنوات الاخيرة تقوى قواتها المسلحة التقليدية بغية تحويلها الى أداة قوية لسياستها الخارجية واستعادة حيويتها السياسية لكي تهيمن على البلدان المجاورةِ لها كجورجيا مثلاً. وفي هذا السياق فان التقرير يتحدث بنوعٍ من الاستغراب عن انتصار الروس على الجورجيين في آب / أغسطس من العام الماضي. ذلك أن هذا الانتصار تحقق رغم تقلصِ عديدِ الجيش الروسي وتدني جودة المجندين فيه والمصاعب التي تواجهها عملية تحديثه.

 ويرى معدو هذه الوثيقة أن القادة الروس تفاعلوا بشكلٍ إيجابي مع احتمالات تغيير دينامية العلاقات الروسية الأمريكية. ولا يتضمن التقرير توصياتٍ محددة حول كيفية تحسين العلاقات مع موسكو، علماً بأنه يُقَدم توصياتٍ كهذه في ما يتعلق بدول أخرى.

 ويقول التقرير ان المسائل مثل توسع الناتو والنزاع بصدد الاقاليم الجورجية التي تسعى الى الانفصال عنها والدرع الصاروخية كانت ولا تزال تعقد العلاقات الروسية الامريكية. وعندما تعلن روسيا نيتها لعقد اتفاقية فعالة بعد انتهاء مفعول معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية فانها تشير الى ان انضمام جورجيا وأوكرانيا الى الناتو يخل بانظمة الرقابة على الاسلحة ويضر بالمباحثات حول هذا الموضوع وقد يتسبب في اتخاذ إجراءات مضادة وفي زيادة الضغط على تبليسي وكييف.

 ولا تتنبأ الاستخبارات الامريكية بتخفيف التوتر حول النزاعات المعلقة. بل بالعكس فانها تشير الى أخطار متعاظمة لوقوع استفزازات وقرارات خاطئة واستئناف الاشتباكات في منطقة ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية. ولا يعرف الامريكيون كيف ستتطور المواجهة بين رئيس جورجيا ميخائيل سآكاشفيلي والمعارضة والتي قد تؤدي الى تعزيز الديمقراطية في البلاد او إجهاضها.

ويرى معدو التقرير ان ثمة منبع آخر للتوتر في القوقاز وهو قره باغ . وتخشى اذربيجان من عزلتها بعد إعلان استقلال كوسوفو واعتراف روسيا بأبخازيا واوسيتيا الجنوبية وعلى خلفية تحسن العلاقات الارمنية - التركية.

وتقدم الاستخبارات الامريكية تنبؤات متشائمة بصدد تطور الاحداث في دول وسط آسيا. وتقول ان انخفاض الاسعار لموارد الطاقة قد يسفرعن اضطرابات اجتماعية في كازاخستان ويزيد من عدم الاستقرار في طاجكستان التي تعيش بجملتها على حساب تحويلات مواطنيها العاملين في روسيا.

ولا يتنبأ معدو التقرير بشكل عام بالتسوية لاي نزاع من النزاعات القائمة في العالم هذا العام. وفيما يتعلق بظهور نزاعات جديدة فان واشنطن تعرب عن قلقها بصدد آفاق المواجهة بين إسرائيل وإيران لوجود طموحات نووية لدى الاخيرة. ويؤكد التقرير ان إيران قد أوقفت القسم العسكري لبرنامجها النووي في خريف عام 2003. ومن المفترض ان الايرانيين لم يقوموا بيتطور هذا الاتجاه حتى عام 2007 على اقل تقدير . وجاء في الوثيقة : " لا نعلم ما اذا كانت إيران تنوي العمل على صنع السلاح النووي ام لا. الا انها لا تستبعد هذه الامكانية. وستستطيع إيران من الناحية التقنية إعداد كميات اليورانيوم المخصب الكافية لصنع قنبلة ذرية واحدة في الفترة ما بين عامي 2010 و2015 .

ويشير التقرير الى ان الخطورة تنبع من أراضي باكستان حيث يرجح ان يختبئ زعماء القاعدة ، وشمال أفريقيا حيث يعمل الارهابيون ، واوروبا حيث يتوقع ان يجرب الارهابيون هناك عملياتهم الارهابية المحتملة التي يمكن القيام بها لاحقا في الولايات المتحدة.

ووصف معدو التقرير الازمة المالية بانها تهديد رئيسي للولايات المتحدة . الا انهم لم يجيبوا عن السؤال متى ستصل الازمة الى نهايتها.