المونديال .. المتنفس والامل
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: سنة و 11 شهراً و يومين
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 07:06 م
 

‏ توشحت قطر بالوان الفرح والابتهاح باستضافة كاس العالم 2022، ومجرد القبول بتنظيم هذا التجمع العالمي في بلد عربي، كان قد أثار جدلا واستياء واسعا في كثير من بلدان العالم (قريبين وبعيدين)..

حساسية بعض بلدان النفط (جيران قطر) من قطر، كانت كبيرة.. وكانت "المصالح" هي احدى البواعث لمعارضة بعض عواصم اوروبا.. فبدأت روائح الحملة تفوح منذ العام 2010، مباشرة بعد تصويت "الفيفا" بالموافقة على استضافتها للمونديال 2022، الذي ظهر أكثر من مشرف وناجح، واكثر من مبهر. التحدي: ‏ ‏الوصول إلى يوم المونديال كان تحديا قطريا كبيرا ..

فقبل 12 عاما بدات حرب اعلامية، وقانونية وسياسية شعواء .. تشكيك (كاذب) بنزاهة تصويت "الفيفا" ورشاوى، وشراء الذمم، ثم طلبات بسحب استضافة المونديال، وانتهاء بدعاوى انتهاك حقوق العمال المشاركين في البناء والتهيئة والتنظيم..

وهكذا، جاءت الحرب ضد مونديال قطر بتحريض اولي "لئيم" من ذات بلدان النفط المجاورة، التي مولت ونسقت لحملات تشهير في كبريات الصحف الغربية، ولكن ولأن قطر، تمتلك ذات الادوات، وتجيد استخدامها ايضا، فقد استطاعت ان تحارب، واستطاعت ان تنتصر ايضا.. ‏

‏كانت حرب المونديال سجال.. وكلهم لغايته يمارس الرشوة وشراء "الذمم" وكلهم يفسد الضمائر ولكن بيننا وفي بلداننا..

ومعاناتنا نحن اليمنيين بالذات، وكل بلدان الحرائق العربية، التي اشعلوها هنا وهناك جاءت عبر هذا المسلك القذر، الذي يحاربون بعضهم به، ولكنهم أدمنوه فينا قتلا وتدميرا..

‏ ناقذة جديدة للأمل: مونديال قطر، فتح نافذة جديدة للأمل .. فكانت الفرحة، التي رسمت على وجوه ابناء شعوب أمتنا، في النادي، والمنتزه، والقهوة، والشارع، والبيت..

‏ ‏فرحة كبيرة، وابتسامة عريضة، طبعتها قطر بدقة التنظيم والترتيب.. البنية التحتية المدهشة ..

روح الانتماء للارض والثقافة والتاريخ، كلها عوامل عكست حجم الآمال العريضة، التي لا تزال شعوبنا متعلقة بها رغم غيمات الألم وسحائب الظلام .. ورغم كل شيء. ‏ قرأنا ذلك في وجوه شباب العرب المنكسرة في اليمن، وسوريا، وليبيا، وفلسطين، والعراق، ولبنان، والسودان، والصومال، حيث الأطفال يعانون من نقص الغذاء والدواء، وحيث لا مدرسة، ولا مستشفى، حيث تتضور النساء والشيوخ جوعا..

وحيث لا كهرباء ولا ماء ولا حياة.. ‏ ‏

قرانا الفرحة بمونديال قطر في مخيمات وملاحيء العرب، الهاربين من لهيب الحرب، وظلم الحكام، وعصابات الموت ..

حتى "الروهينجا" في مخيماتها في اقاصي سيلانكا، كانت تصدح فرحا بانتصار كرة عربية، اربابها يمنون عليهم بصدقات"سلال غذائية" دورية لا تؤمن من خوف ولا تسمن من جوع، ولا تنقذ طفلا من موت، ولا مريضا من سقم. ‏فرحت قطر بالمونديال وفرحنا معها، وفرحت السعودية بفوز منتخبها وفرحنا معها ايضا..

ذلك لان الرياضة في اوطاننا اصبحت هي نافذة الامل الوحيدة، التي نتنفس منها، لكن الخيبة هي في منتخباتنا السياسية"الحاكمة" التي دائما تجرعنا الهزائم، وهي لا تخجل لهزائمها بينما تفرح لانتصارات الاخرين.

هذه النخب.. جميل ان تفرح هذه النخب وتهلل لانتصار "الكرة"، وان تفاخر ايضا بمنجزات "الغير" التنموية، لكن لماذا لم تقولوا لنا وانتم المسئولون، ماهي المنجزات التي حققتموها خلال ثمان سنوات من الحرب والقتل في وطنكم المدمر ؟! ‏ ‏طبعا .. نخبنا السياسية..

من يحكموننا ويتحكمون بمصائرنا، ويدعون تمثيل شعبنا، متواضعون، ولا يتحدثون كثيرا عن منجزاتهم، فهي مشهودة في "وسائل التواصل الاجتماعي"، وتتحدث عن نفسها ..

فقد حققوا الكثير من الانجازات:

• نهبوا الثروة، وشبعوا وجوعوا شعبهم. •

فرطوا بالقرار السياسي اليمني.

• ‏فرطوا بسيادة الوطن، وباعوا ترابه •

‏اكلوا مرتبات الموظفين • ‏احتكروا المناصب لهم ولاولادهم، وزوجاتهم، واقربائهم • ‏يبيعون ويشترون بكرامة الوطن كل هذا ولا يرف لهم جفن..

‏وانا لله وانا اليه راجعون ‏