عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً
أوقن بأنه لا يجوز قراءة أي كتاب مُقدس قراءة نقدية ، كون الكتب المُقدسة كُتب سماوية أُنزلت من عند الله عز وجل ، وليست نتاج مُخيلة قاص أو قريحة شاعر .
و لكنني اليوم عندما أتحدث عن " إنجيل " القرن الواحد و العشرين ، و تحديداً "إنجيل العهد الجديد" ؛ فإني أتحدث عن مؤلَف موضوع من بشر ، و تحريفاً لما أنزله عز وجل ، كما أنه - في رأيي - لا يحمل من الكتاب المُقدس غير الاسم و قليل من القواعد التي توحدت فيها جميع الكتب السماوية المنزلة ..!
كما أني هنا لن أتطرق للكم الهائل من المُغالطات التاريخية الذي حملها الكتاب ، من بداية افتراءات الكتاب حول نسب عيسى ابن مريم عليه السلام ، و السقطات الأخلاقية التي نُسبت لأنبياء الله - حاشا أن يكونوا كما قالوا- وصولاً إلى أكذوبة التنين و المرأة ، و سأحاول فقط ، تسليط الضوء على الجانب الأدبي للكتاب و الذي أستطيع أن أسميه المجموعة القصصية و التي بعنوان " الإنجيل العهد الجديد " دون التطرق إلى مجموعة الشخصيات التي شاركت في تأليف هذه المجموعة القصصية ، لأننا ببساطة لن نستطيع تحديدهم لكثرتهم على مر العصور فلكل زمان بصمة من مُعاصريه ، حتى تم اعتماد الأناجيل الأربعة المعروفة اليوم ، و المجموعة في كتيب الإنجيل ( متّى ، مرقس ، لوقا ، يوحنّا ) ، في حين قد تم إلغاء ما أسموها بالأناجيل المزورة من قبل قساوسة الفاتيكان..!
بدايةً .. استُهِل الكتاب بمقدمة من واضعيه ، كأي كتاب يحمل في طياته رسالة موجهة ، كما أشارت هذه المُقدمة إلى محتوى الكتاب بإيجاز .
و بعيداً عن التناقضات و الاختلافات الجوهرية فيما عدها المؤلفون حقائق ، لوحظ اختلاف نسبي في أسلوب الطرح و السرد للأحداث ، فقد غلب على الكتاب أسلوب السرد البسيط السهل ، و الذي يُشير إلى أن كاتبه عبارة عن هاوٍ لسرد قصص الأطفال و التي تُحكى غالباً قبل نومهم ، أو التي تُعلمهم على القراءة ..!
فمثلاً : لا يخلو سطر من الكتاب إلا و وجِدت أدوات و جُمل الإشارة للفعل أو الواقعة أو للقول أو الزمان أو المكان و بشكل ممتهن و ملفت في أغلب السطور مثل :
( و كان التلاميذ ، و كان رؤساء الكهنة ، و قال يسوع للجموع ، و خرج من هنا و جاء إلى بلده ، و كنّا في أحد الأيام ذاهبين إلى الصلاة ، فوقف بطرس مع التلاميذ ، و تمّت عجائب و آيات كثيرة ، إلى ما لا نهاية ).
و ما أعنيه هنا و كرأي خاص بي ، أنّ امتهان هذا الأسلوب في السرد القصصي غير مُحبذ و يُعتبر ركيك لدى القارئ الذي يقرأ لأي مؤلف من مؤلفي القصص و الروايات سواء كانت عالمية أو إقليمية ، في المُقابل قد يكون الكتاب مستساغًا من قِبل المبتدئين في القراءة ، و لن أجحف في حق أحد إن قلت أنَّ هذا الكتاب قد يكون مناسباً لصغار السن ، بالرغم أن مؤلفي هذا الكتاب حاولوا أنّ يظهروا كتابهم بشكل بليغ كما قالوا في مقدمة الكتاب ..!
كما أنه من الأشياء القليلة التي قد ترشح الكتاب للقراءة من قِبل البعض ، هو احتواؤه على أقوال فلسفية أو حكيمة ، تذكرني بأقوال بعض الحكماء و الفلاسفة و حتى المؤلفين مثل " سقراط ، و أرسطو ، و داون براون ، أو أوسكار وايلد ) و من هذه الحكم و المقولات :
( فمن يأخذ بالسيف بالسيف يهلك ) متّى 26 : 52
( أيأخذ إنسان نارا في حضنه ولا تحترق ثيابه. أيمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه. )أمثال 6: 27 و28
( ظالم الفقير يعير خالقه ويمجّده راحم المسكين.) أمثال 14: 31
( البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية ) مثال 14: 34
( مقاصد بغير مشورة تبطل وبكثرة المشيرين تقوم. ) أمثال 15: 22
و في رأيي أنه قد نتج عن هذا الخلط بين أسلوب السرد البسيط و بين الأقوال الفلسفية و التي قد تكون مقتبسة من حدود حُددت في كتب سماوية أو مقولات لبعض الحكماء و المفكرين ؛ مركّباً أدبياً يفتقر إلى ترابط المحتويات ، كما أن هذا الترقيع و التركيب يُضعف من موضوعية الرسالة التي يهدف إرسالها المؤلفين عبر هذا الكتاب .
من جهة أخرى ، و بهدف التأسي بالكتب المُقدسة و المُنزلة من السماء ، حاول مؤلفي كتاب الإنجيل الجديد حشو الكتاب بأمثلة بدا على بعضها الغرابة في الوصف و التشبيه ، ففي ( متّى 24، 25 ) شبهوا المسيح باللص كما جاء :
" فاسهروا ، لأنكم لا تعرفون أيَّ يوم يجيء ربكم .
43 و أعلموا أنَّ رب البيت لو عرف في أيَّة ساعةٍ من الليل يجيء اللص ، لسهر و ما تركه ينقب بيتهُ .
44فكونوأنتم أيضاً على استعدادٍ ، لأن ابن الإنسان يَجيءُ في ساعةٍ لا تنتظرونها "
قد تكون هذه الأمثلة محط إعجاب بعض المتذوقين ، لكن ستبقى هذه المؤلفات غريبة ، و لا تمثل إلا عقليات أصحابها ، ولا يمكن أن تكون منهجاً تقتدي به المُجتمعات .
hamdan_alaly@hotmail.com