مصرع مشرف حوثي بارز في الجوف ومصادر تكشف التفاصيل مصر تعلن خسارتها 6 مليارات دولار جراء هجمات الحوثيين ضد السفن تحذير البنك الدولي من انزلاق اليمن نحو أزمة إنسانية واقتصادية حادة تقرير أممي يكشف تعزيز قوة الحوثيين نتيجة دعم غير مسبوق تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء
الإسقاطُ ( Projection ) حيلةٌ دفاعيةٌ من الحيل النفسيةِ ، يحمي الفردُ أو المكونُ بها نفسَهُ ، وذلك عبر إلصاقِ عيوبِهِ ونقائصه وأفعاله المستهجنةِ بالآخرين ، ويحيلُ عليهم اللومَ فيما فشل هو فيه ، متحججا بما يضعونه أمامه من عقباتٍ وعوائقَ .
وهو آليةٌ شائعةٌ يعزو الفردُ أو المكونُ عن طريقها للآخرين احاسيسَ ورغباتٍ يكون قد كبتها بداخلِه ، ولا يعترفُ بوجودِها في نفسِه ، وحينما يمارسُها أو ينفذُها يُسقِطُها عليهم مبعداً عن نفسه اللومَ والعقابَ . ظانين بذلك أنَّهم يتخلصون من تأنيب الضميرِ ومشاعر الذنب ، إن كان بقيَ شيءٌ من ضميرٍ لديهم .
وهذا موجود قديما ، استخدمه فرعونُ مع دعوةِ موسى ( عليه السلام ) ، فبدلا من مراجعة ما هو فيه من التكبر والظلمِ ، وبدلا من استيعابِ تلك الدعوة وتفعيلها بما يحققُ له حبَ وإخلاصَ رعيته ، ذهبَ يحملُهُ ما لم يقله ولا يهدف إليه ، جاعلا من ذلك حجةً لتصفيته " ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ " .
وهذا ما يمارسه بشغفٍ وإعدادٍ محكمٍ الطغاةُ ومجرمو السياسة اليوم ، يُسقِطون أخطاءَهم وجرائِمَهم على جماعةٍ هنا أو هناك . وهذا هو ما يفعله حكامٌ أعرابٌ بإسقاط فشلهم على الإخوان . فبدلا من استيعاب طاقاتِهم وكوادرهم ، تمادوا في سجنهم واغتيالهم ونفيهم ، بحجةِ محاربة الإرهاب . وبهذه الحجةِ العالية التسويق ، يمارسُ الطغاةُ أشنعَ إرهابٍ ضد معارضيهم . وكم هو عجيبٌ أمرهم حين يحاربون الإرهابَ بتوظيفِ الإرهابيين ، وتأجيرِ المرتزقة ، وتشكيلِ مليشياتِ التمرد والعنفِ ، فَيُحْدِثون إرهاباً حقيقيا ، بحجةِ محاربةِ إرهابٍ وهمي .
وفي وطننا لا يخلو يومٌ من حيل الإسقاط . هذا ما فعله صالحٌ (رحمه اللهُ) ، حينما ألقى فشلَه وفسادَ إدارته على الإصلاحِ وشركائِه في المعارضة . فبدلا من استيعابهم والاستفادةِ من خبراتهم وعمقِ تجربتهم ، أخذَ يقصيهُم ويحملُهم كلَ فسادٍ لدى مكونه السياسي . هذا ما يفعله اليوم الامتدادُ المؤتمريُ ( الانتقاليُ ) ، رَوَّجَ للعامةِ خطرَ مليشياتِ الإصلاح الإرهابيةِ . وعدمَ وطنيةِ رجاله ، وتبعيتَهم لتركيا وقطر وغيرها من المسميات .
وفسادَ كوادره واستغلالَهم للدين ، ونهبَهم لموارد الوطن وأملاكِ الغير . وكلُ ذلك الإسقاطِ منه ما هو إلا محاولاتٌ فاشلةٌ لصرف الأنظارِ عن مساوئه ومخططاته . فهو الذي يمتلك حقا مليشياتٍ خارجةً عن سلطة الدولة ، وتقوم بالاغتيالِ الإجرامي والخطفِ القهري والاعتقالِ القسري لخيرة أبناءِ الجنوب ، من كافة فئاتِ المجتمع والسلطة .
وتبين أنه هو من رهن قادتَه وأهدافَه تبعا لدولةٍ خارجيةٍ ، ولمطامعَ غيرِ وطنيةٍ . وهم من طردَ رجالَ المقاومةِ الحقيقية ، وآوى غيرَهم من بهلوانات السياسة ، ومحترفي ألعاب الخفةِ واسترهاب العقول والبصائر . وتبينَ مدى استغلاله لقضية الجنوبِ فجعلها حصانَ طروادة ، ليحققَ مزيدا من الظلمِ لأهله ، والإفسادِ لقضيته .
وتبين من الذي نهب الأملاكَ العامةَ وبسط على الملكياتِ الخاصةِ ، ومن دمرَ بُنْيَةَ عدنَ وصنع لها الأزماتِ . ومن تمردَ على الشرعية ، جاعلا من نفسه نسخةً مطورةً من الحوثي وتبعيته . إنَّ حيلةَ الإسقاطِ هي الفشلُ المدمرُ الحقيقيُ لصاحبِها ولمن حولَه ، ويتضررُ منها الأبرياءُ والمجتمعُ عامةً .
وليعلمَ هؤلاء أنَّهم وإن نجحوا حيناً في تحميل فشلِهم وجرائمهم للآخرين ، مبرئين أنفسهم من مسؤوليةِ ما كسبت أيديهم وألسنتُهم ، وما أحدثوه من ظلمٍ وإفساد بكل أبعاده وآثاره ، فَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ يومٌ لابد لهم فيه من سقوطِ أقنعةِ زيفِهم ، وكشفِ حقيقةِ أمرِهم ، وليَمِيزَ اللهُ الخبيثَ من الطيبِ . حينها يتحسرُ الإمعاتُ التوابعُ ، ويفخرُ كلُ من على الحقِ صبرَ ودافعَ . وعند اللهِ تجتمعُ الخصومُ ، وما أشدَ هولَه من يوم !.