آخر الاخبار

ترامب يوجه بتحريك قنابل جي .بي.يو-43 الشهيرة بأم القنابل ذات القدرات الفائقة لسحق كهوف صعدة ونسف تحصينات الحرس الثوري الإيراني ارتباك أمريكي ومبعوث أمريكا للشرق الأوسط يعلن متفلسفا: خطة ترامب بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى واشنطن تستعد لفرض عقوبات على بنوك وشركات مرتبطة بالحوثيين.. وجامعات تحولت لأوكار تدريب في مجالات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية هجوم جوي بالمسيرات وبري بالمليشيا مدعوم بكثافة نارية .. الحوثيون يتعرضون لإنتكاسة جديدة بمحافظة مأرب الحوثيون يقتلون طفلاً تحت التعذيب بعد رفضه المشاركة في دورة طائفية بالعاصمة صنعاء وزير النقل يوجه بتسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية وموظفو المطار يرفضون تسليمه وقوات الانتقالي تباشر الاعتداء عليهم الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 إلى البرلمان وتتحدث عن خطة إنفاق قتيلان و7 جرحى في صفوف قوات الجيش خلال تصديها لهجمات ''عدائية'' حوثية شمال وجنوب مأرب خلال يناير.. اليمن تستقبل 4 آلاف مغترب عادوا إلى الوطن وأكثر من 15 ألفًا من الأفارقة

على صقيع دمشق... تتسكع الحريات
بقلم/ فاطمة واصل
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 28 يوماً
السبت 22 سبتمبر-أيلول 2012 06:07 م

حورية كالصبح أو أجمل، تقص تاريخها غزلا في حضرة المساء، عبق النيلوفر والجوري ليس إلا غناء للجمال في بهاء دمشق. أنشودة دفء في ليالي الشتاء القارسة. مأأقول يا دمشق في حضرتك وقد اختزلت العالم كله في ضواحيك الخجلة،

أسواقك من الحميدية إلى الصالحية إلى باب توما تترجم الحب في جلابية تقليدية، أو طبق بوظة بلدية تزينها عرائس الفستق الحلبي. ..... بطيئة بنات أفكاري في تيار الوصف للفيحاء وما أظلم مسالكي حين تحكي في حُسن دمشق... هي أشف من روايات الجدات الشيقة وأرق من سلسبيل ماء ساعة عطش.... مآذنها وكنائسها وحدائقها ودورها ليست إلا تسبيحا للخالق على نعمة الوجود.

حين رحلت الأغاني يا دمشق رحلت لتبدأ بالشام "بلاد العرب أوطاني من الشام لبعدان" وكم غنيناك في الكتب ودفاتر التعبير، ولكن ،في وحل الصمت المريب، حتى الأغاني تاهت بين أوراق السياسات المرهقة. 

أنت.... يا فينوس الشرق يا حكايا الصدق في زمن المحال، نعلم يقينا وإحساساً لا تنبؤاً بأنك تتوشحين الحزن وتغفين عنوة بين قضبان الأنين... لانرى في الأفق إلا تراتيل السواد .. ما أبطأه وأنت لا تلونيينه، وما أضيقه وأنت لا تعزفين له ترانيم البقاء.

لن أطرق سراديب السياسة، لأنها الفن الذي لا تتقنه قارئة الفنجان ولا يسبر أعماقه حتى كوبرفيلد.... فكيف نحن... و الحياة تعركنا بين الفينة وأختها، ولكني سأرتب أرشيف الحب فيك كمعلقة تبحث عن جدار فكان هواك مرآها والسكن.

حين سقطت بغداد ظنناه كابوسا ، وستعود الحدائق المعلقة قريباً لتكتب أسفار حمورابي وينصت العالم لوقع خطوات بغداد، الأرض الأشمخ دوما في زوايا الأدب والعلم والفنون، لكنه طال كوشم الحزن في قلب الخنساء. نخاف عليك يا دمشق من أتون الحكايا الذابلات ومن طول أروقة البكاء فتبقين كقصيدة حب اغبرّت فتاهت معالم الحب فيها.

 حين اشتعلت الثورات العربية من تونس الغنّاء قرأنا على روح البوعزيزي الفاتحة، ورجونا أن تتلون الثورات القادمة برؤى العصر الليبرالية ، فكانتا مصر واليمن وكلتاهما من الروح فحوى وتمائم حب. ومهما تلى ذلكم من تواتر للمصائب وقرابين للحرية فكلها ثمن للخلاص من أنظمة سابقة ... أقصد مخلوعة. ثم أتيتِ أنت أيها الحسناء وقد قضيتِ من نخب الخوف دهرا وغطيتِ على ألحفة المجهول حقبة أو يزيد، ثوراتنا في ربيع التاريخ أسطورة ولكن ثورتكِ هي الثورة الأسد، هي الثورة الملك في تاريخ الثورات. كل ما يحيكه السلاح ليس إلا أنحناء في حضرة الحرية، وتصريحات النظام ليست إلا عويلا تحت مطارق الأرواح الثائرة.

أيها الإنسان في زمن الأنسنة، وقد تَلَوتَ من غرابيل الزمن أرطالا من الظلم، كيف يسقطك الخريف قبل إتمام الرواية؟، كيف تسحل الأماني بتهمة النضال، كيف ترتد الألسنة لتعقد ألوية الصمت، كيف ينتمي الاغتصاب والاغتيال للأرض والإنسان إلى قائمة الأغنيات، كيف للحريات أن تضل فتتسكع على صقيع دمشق ......كيف وكيف وكيف؟؟؟ هذه الأحاجي هي ما تعرف حلها سراديب السياسة، إنها النفق الذي يحفظ للمصالح ماء وجهها، والمواد التي ينص عليها دستور البقاء للأقوى....

وإن طرقت باب السياسة فما عساي أن أخترع أو أضيف... هل هو احتماء الأسد في بيت الفئران الذي تظلله إيران، أم أوركسترا روسيا التي تحمي قواعدها البحرية لنصرة ماضيها السحيق في الحرب الباردة، أم هي غربلة الماضي على حساب الحاضر لتحكم العالم أياً من تلك القوى التي حكمت الأرض ببلورة العولمة، أم أنه الانتصار للطوائف الدينية التي تصطف لنصرة الحق باسم الإسلام؟ أم أنه اختراع لدور تضيفة الأمم المتحدة لأجندة الفيتو، أم هو بحث عن السلام ليكون له معنى واشتياق بعد اغتيال الطفولة وإرهاق الأحلام...أم أنني يا سادة أغترف من بحور السياسة أجاجا لا يبتلع. 

فيا أيها اللاأسد في زمن الأسود دعني أهمس في أذنيك.... "أخاف عليك من جوقتك المزعجة، هل فكرت يوما أن ينقلب السحر عليك فترتجي الغرنوق والنوارس والغراب فلا مجيب؟!" أو دعني أعلنها إذاً....واهيةٌ براثنك، ركيكةٌ روايتك.... وبين محجريك ترتعد النوايا، وخلف ظهرانيك سكين تندس، وأسوار وخطاطيف ومقص لتنزعك من غدك إن كان لك ، هو غد مكتوب عليك سيأتي ليقتص منك. ففي حرب العولمة والحصون النووية لا ناقة لنا ولا جمل سوى البكاء والغناء، والدعاء عليك والرثاء، ستزول خيوط رداءك قريبا فتحتمي بقاسيون ليركلك ثم تلفظك بعدها حمص وحلب واللاذقية ودمشق، فلا عراء يأويك ولا سماء تسقيك ولاعين تأسف عليك..... فامضِ ثائرة يا دمشق، امض يا دعاء الأتقياء، يا زغاريد الثكالى، يا قبلة الصباح على جبين الحلم، يا لثغة طفلي ساعة مناجاة بريئة، يا قنديل اللاجئات وزئير الثائرات.... ثوري يا عيد الشرق..... يا كرنفال النصر في زمن الحسرات.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
دكتور/ فيصل القاسمدساتير أكلتها الحمير
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
زمن التافهين... حين يحتفل الساقطون بسقوطهم
سيف الحاضري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سلمان الحميدي
صباح الخير أيها الكفرة!
سلمان الحميدي
كتابات
عزالدين سعيد الأصبحيحكاية للتأمل
عزالدين سعيد الأصبحي
د. محمد حسين النظاريالرحلة (605) موت وظلام
د. محمد حسين النظاري
مشاهدة المزيد