علي محسن والفرقة والثورة والدولة
بقلم/ د.فيصل الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و 4 أيام
الجمعة 19 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:02 م

مقولة ( الإسلام يجب ما قبله ) بإمكان تطبيقها على مقولة ( الثورة تجب ما قبلها ) ولكن بالتطهر العلني غير الموارب . والتطهر العلني يقتضي الاعتراف بالأخطاء ثم الامتناع عن ممارستها ورد المظالم إلى أهلها. 

في هذا اليوم حصل تفجير في الفرقة الأولى مدرع وهذا دافع للخوض في مناقشة الموضوع .

جوهر الموضوع هو إخراج المعسكرات من المدن والتجمعات السكانية . هذا المطلب أصر عليه شريك الوحدة منذ عام 92 ولم يتم الاستجابة إليه من علي صالح وشركائه في السلطة والقبيلة والجيش آنذاك.

لاحظوا : داخل صنعاء معسكر الأمن المركزي، وكلية الدفاع الجوي والطيران ، والكلية الحربية، ومدارس عسكرية ، ومعسكر الفرقة، ومعسكرات الحرس الجمهوري المتعددة ، وتحتل في مدينة صنعاء مساحات واسعة . هذه التجمعات العسكرية ينبغي أن يتم إخراجها بفعل الثورة الشعبية إلى ابعد من مائة كيلوا متر عن التجمعات السكانية أو إلى مناطق الحدود لحماية السيادة اليمنية من أي عملية اختراق ومنع التهريب ، وينبغي أن تتحول هذه الأماكن في العاصمة إلى مدن سكنية نموذجية للعسكريين والمدنيين على السواء والفائض منها يتحول إلى حدائق عامة.

علي محسن أعلن مناصرته للثورة ولكنه ليس ثائرا وإنما عمل بمقولة الإمام الشافعي

أحب الصالحين ولست منهم **** لعلي قد أنال بهم شفاعة

مرحبا بكل المتطهرين ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)

علي محسن خلال الثورة الشعبية أعلن انه من المطالبين بإخراج المعسكرات وانه سيحول أرضية الفرقة إلى حديقة عامة وهو كلام بحاجة إلى براهين . وهو كلام اعوج أيضا بحاجة إلى محاسبة .

المطلوب من علي محسن إن أراد من الشعب اليمني أن يصدقه وان يدخل في قانون ( الثورة تجب ما قبلها ) وعفا الله عما سلف ، عليه الإسراع إلى رد المظالم والحقوق إلى أهلها وهو أدرى بها من غيره، ولا ينتظر من الناس أن يفضحوا مظالمه على الملا ، ويا حبذا أن يبادر إلى تقديم استقالته من أي منصب عملا بقانون الخدمة والتقاعد ويترك البلاد والعباد مثله مثل المخلوع .

من السخف والبلاهة أن يظل يقنعنا بان الثورة والدولة والاستقرار والرئيس هادي والوطن بحاجة إليه ، فقد سبقه إلى مثل هذا القول علي عبد الله صالح عندما ربط بقاءه في السلطة بالأمن والاستقرار والوحدة والديمقراطية والتنمية وحماية المكتسبات التي لم نراها بعد ، وان الدولة بعدهما ستذهب إلى الجحيم ، نحن نرحب بحياة الجحيم بدونهما ونرفض جنة النعيم في ظل وجودهما ومن يتصل بهما عائليا وقبليا وعسكريا ومصلحيا.

من أهم المظالم العاجلة التي تعنيني أنا كأستاذ جامعي هو تسليم مقر الفرقة الأولى مدرع إلى أهلها وهي جامعة صنعاء ولا نريد أن يحولها إلى حديقة كما أعلن عن ذلك فهذا ليس من شانه لأنها ليست ملك خاص له ليقرر التصرف به ( وهذا ما قصدت بكلامه الأعوج التقرير بشيء ليس من حقه ولا تحت أملاكه ) ولكون مقر الفرقة يعد امتدادا لجامعة صنعاء ، فالجامعة التي تبني الإنسان أهم من الحديقة ليتنزه فيها الإنسان الذي لم يولد بعد .

كما أطالب علي محسن أن يسلم الأرضية التي اقتطعها لنفسه وبنى فيها منزلا داخل حرم جامعة الحديدة إلى الجامعة كي نرفع أصواتنا عاليا للدفاع عن ثورية علي محسن أو مناصرته للثورة ، والقبول بتطبيق ( مقولة الثورة تجب ما قبلها ) على علي محسن وجميع المناصرين للثورة .

هذه من مظالم علي محسن في الشأن العام ومن لديه من القراء مظالم أخرى ادعوه ان يسهم بالإفصاح عنها كتابة أو تعليقا.

وعلى من يدافع عن علي محسن كأنه نبي الله مثلما فعل بعض المغفلين عندما نشروا مقطعا من فيلم الرسالة في النت جعلوه بمثابة حمزة للرسول في فيلم الرسالة فكانت الثورة هي الرسول وكان علي محسن هو حمزة ، انه تفكير في قمة الابتذال ، نقول لهؤلاء اعشقوا علي محسن كما شئتم لكن لا تطلبوا من الشعب أن يعشقه مثلكم .

علي محسن في تاريخنا المعاصر هو شريك أساسي للنظام الفاسد خلال 33 عاما وهو احد أركانه وحماته وبناته ويجب محاكمته عاجلا أم آجلا باعتباره المسؤول الأول باعترافه هو وبالتالي فنظام علي صالح والقبيلة والعسكر هي من صنائعه باعتباره المسؤول الأول العائق والحائل دون الدولة المدنية والتقدم الاجتماعي.

نقول بصوت عال : إن المغل الذي يدافع عن علي صالح لا يختلف عن المغفل لدى الطرف الآخر الذي يدافع عن علي محسن لان كليهما شريك في سرقة البلاد والعباد وبسببهما ظهر الانفصال وظهرت الحوثية وانتشر وباء الفساد في البر والبحر بما كسبت أيديهم وتفشت مظالمهم في كل مكان، واندلعت الثورة في 11 فبراير 2011 إنما من اجل بناء دولة مدنية لكل المواطنين خالية من العاهات والتشوهات تكون النخبة الحاكمة في هذه الدولة خادمة للشعب وليست سيدة عليه ونهابة لثرواته.

فالثورة اليمنية هي ثورة شعبية من اجل بناء دولة القانون لكل المواطنين، الدولة التي يستظل بحمايتها كل الناس ولا يبحثون لأنفسهم عن حماية مراكز القوى القابضة على السلطة والمال والعسكر والقبيلة والبلطجة.

hodaifah@yahoo,com