آخر الاخبار

شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟

مقارنة هادئة بين سعد الكتاتني ويحي الراعي
بقلم/ د. محمد معافى المهدلي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 21 يوماً
الجمعة 03 فبراير-شباط 2012 12:14 ص

عقد مجلس الشعب المصري جلسته الطارئه إثر مقتل نحو من 74 قتيلاً، في الأستاد الرياضي، إثر مباراة كرة قدم في بورسعيد، الأمر الذي جعل رئيس مجلس الشعب المصري الجديد، سعد الكتاتني يدعوا المجلس إلى جلسة طارئة عاجلة لمناقشة الوضع، وشاهدتُ وشاهدَ عشرات الملايين مجريات هذه الجلسة.

تسمّرت أمام الشاشة الصغيرة، وأعلنت حظر التجوال في البيت، لأستمتع بهذه الجلسة التاريخية، لأرى ما يمكن أن يقرره مجلس الشعب المصري الجديد برئاسة سعد الدين الكتاتني، إزاء هذه الجريمة الشنعاء.

بيد أني كلما شاهدتُ أو سمعت كلمة للكتاتني، يطير عقلي إلى مجلس النواب اليمني، برئاسة يحي الراعي، وأحاول المقارنة البائسة بين الكتاتني والراعي فخرجت بما يلي :

أولاً : عتبتُ كثيراً على سعد الكتاتني هذه الدعوة الطارئة والعاجلة لمجلس الشعب المصري، لعدم وجود ما يبرر هذه الدعوة لهذه الجلسة الطارئة والعاجلة، فما الخطب !!! إنه مجرد مقتل 74 بني آدم، لا راحوا ولا جم، فنحن في يمن الإيمان والحكمة، ومجلس النواب اليمني المحروس الموقر، كم وكم يُقتل من اليمنيين كل يوم، ولم يحرك لا الراعي ولا مجلسه بنت شفة، ولم تهتز لهم شعرة واحدة، قتل من قتل في مجزرة المعجلة بأبين، عشرات القتلى من النساء والأطفال، وبالتحديد نحوا من 60 قتيلاً قتل، وكأنّ راعي الحظيرة، لم يعلم بها، ثم قُتل في مصنع للذخيرة بأبين، نحوا من 150 - 200 شخص، ولم يكلف راعي الحظيرة حتى لجنة من لجانه لتقصي الحقائق، أو توجيه الحكومة بإقالة محافظ المحافظة أو مدير الأمن، ومرت المجزرة البشعة بسلام، مثل هذا جرى في مجزرة جمعة الكرامة، قتل نحواً من 58، من خيرة شباب اليمن ورجاله، ثم قتل المئات من شباب اليمن الميامين على مدى عام كامل، ليس آخر هذه المجازر بالطبع مجزرة مسيرة الحياة، خلا الآلاف من المعوقين والجرحى من شباب الثورة، بل في كل يوم نسمع عن مجازر ومجازر، ويحي الراعي، لم يفهم ولم يعي ولم يسمع ولم ير ولم يحس ولم يشعر، ولم يدرك ...رغم أنّ بهائم الراعي وأبقاره، في مزرعته بجهران، صاحت وصرخت، لهول هذه الجرائم، ولكن يحي الراعي ومجلس نوابه، لم يحرك لكل ذلك ساكناً .

فهلاّ جاء الكتاتني إلى اليمن في زيارة عاجلة إلى يحي الراعي، ليأخذ على يديه هذا العلم وهذه الحكمة، فلله در يحي الراعي، ما أشد وطنيته وما أعظم إخلاصه، فلو قُتل الشعب اليمني عن بكرة أبيه أو أبيد أو شرد منه مئات الآلاف في حجة وصعدة وإب والحديدة وأبين، لما اهتزت له شعرة، المهم عنده هو فخامة الأخ الرئيس، وبس، فالرئيس هو الوطن والوطن هو الرئيس، وصدق من قال لكلٍ من اسمه نصيب، وما عسى الكلمات أن تقول إزاء مجلس النواب اليمني ورئيسه الراعي، فمجلس النواب اليمني هو المجلس ربما الوحيد في العالم الذي صار مظلة لكل جرائم الرئيس وفساده، فكل جريمة يعجز الرئيس غير الصالح أن ينفذها لجأ إلى الراعي وحظيرته وأغلبيته الكاسحة من الأنعام، لتمريرها، وفي سبيل ذلك يعدل الدستور والقانون ألف مرة ومرة.

(وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم).

ثانياً : أثناء مشاهدة النقاش الحضاري عبر شاشات التلفزة للجلسة الطارئة لمجلس الشعب المصري، لاحظت أمراً عجباً، يخلوا منه مجلس النواب اليمني، برئاسة الراعي، لاحظت مثلا من خلال الشاشة أن أغلب أعضاء المجلس عليهم سيماء العلم والمعرفة، وأكد ذلك حديث النواب الذي ينبئك عن الشهادات العليا والثقافة الجديدة التي يحملونها، وأنّ فيهم الساسة والأطباء والمحررون للصحف، والعلماء الأزهريون، وأساتذة الجامعات، والمهندسون، والخبراء والمتخصصون في كل ميدان، وطار عقلي مرة أخرى إلى مبنى مجلس النواب اليمني وأمية أعضائه المطبقة، ومدى جناية الرئيس غير الصالح، حين نقل أولاء الأميين والجهلة من مزارعهم وأسواقهم وأغنامهم ودكاكينهم إلى المجلس التشريعي، فعضو مجلس النواب على سبيل المثال في دائرتي أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولمخادعة الجمهور كان يظهر في بعض الأحيان بالنظارة، ليوهم من يراه أنه يستعمل النظارة لقراءة التقارير والاتفاقيات الدولية، وأن الأحرف اللاتينية الصغيرة بحاجة إلى نظارة لقراءتها، بشكل أفضل، فيما هو في واقع الحال لا يفرق بين الألف والباء، ولا يعرف من العلوم والمعارف إلا البصمة .

لذا سررت كثيراً حين شاهدت مجلس الشعب المصري ونماذج من خطاب أعضائه، وتألمت للوضع المزري الذي يعيشه مجلس النواب اليمني، وإنه لعار أن تنقل جلسات هذا المجلس في بعض الأحيان على شاشات التلفزة، ورئيسه لا يحسن نطق كلمة عربية فصحى واحدة، وتسود هذا المجلس الذي يمثل اليمن وحضارته وثقافته العريقة تلك المصطلحات السوقية، مثل الحلبة الحامضة وجمبر وسنّب واقطب ...الخ من مصطلحات السوق، التي لا تليق بمجلس نيابي، وربك يخلق ما يشاء ويختار .

ثالثاً: عجبت من نقل جلسة مجلس الشعب المصري على الهواء مباشرة عبر العديد من الفضائيات، الوطنية والعالمية، وحديث الأعضاء الصريح والواضح لشعبهم وأمتهم، وبيان كل الحقائق للجمهور، دون تغطية أو مداهنة، أو استعمال للألوان الخادعة، وأنّ أغلب أعضاء المجلس حمّل مسؤولية هذه المجزرة البشعة، المجلس العسكري والأجهزة الأمنية لعدم القيام بواجبها، وكشف أعضاء المجلس المتحدثون باللغة العربية الفصحى، مَن وراء الجريمة ووراء الفوضى العارمة في المدن المصرية، وأنّ أحداً من أعضاء المجلس لم يطالب بحصانة للرئيس المخلوع، بل على العكس من ذلك، طالب المتحدثون بسرعة محاكمة الفرعون وزبانيته وهاماناته، رغم أن ما يجري في مصر ربما لا يساوي واحداً من مائة مما يجري في المدن اليمنية، من فوضى وقتل وسطو ونهب، ولم ينبري شخص واحد كالبركاني ليدافع عن الحكومة، بل طلب غير واحد من الأعضاء بضرورة إقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ، وتساءلتُ مجدداً كم نحتاج في اليمن إلى هذه الشفافية والوضوح ؟!، ورأيت أن من يحول دون هذه الشفافية والوضوح، هو الراعي رئيس مجلس النواب اليمني، فكلما طالب الأعضاء باستجواب أو مساءلة للحكومة فيما مضى، سرعان ما يقرر الراعي وأغلبيته الفاسدة الكاسحة أن تكون الجلسة مغلقة وسرية للغاية، بالطبع حرصاً على عدم نشر غسيل فساد الحكومة واستمرار مسلسل الخداع والتزييف والتضليل الذي يمارَس على الشعب اليمني على مدى 33 عاماً أسود .

أخيراً لا يفوتني أن أشكر يحي الراعي فقد عرفنا من خلاله كم نحتاج إلى العلم والمعرفة، وكم هي نعمة العلم والمعرفة عظيمة، عند ذوي الحجى، وكم يجعلنا يحي الراعي وأمثاله في كل صباح ومساء نستعيذ بالله من عذاب الجهل وظلمته، ومن الفساد وزبانيته ، فما أشنع وأقبح أن يجتمع في امرئ الظلم والجهل، وإن كان الظلم لا يتأتى إلا مع الجهل، ولا يتصور اجتماع الظلم والعلم، بحال، ولذا قرن الله تعالى بينهما – أعني الجهل والظلم - في قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا) .

حفظ الله مصر واليمن وحفظ شعبيْها العظيمين، وسائر بلاد العروبة والإسلام، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين،،

Moafa12@hotmail.com