هادي والمعضلات الست
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الأحد 19 فبراير-شباط 2012 08:49 م

أيام ويصعد هادي الى السلطة رئيسا لليمن الجريح.. نعم اليمن الجريح، والسعيد فيما مضى، وذهبت سعادته حينما ترك للفاسدين يعبثون به وتخلى عنه أبناءه لانشغالهم بتمجيد الأشخاص..

ولم يرق بعد الى مرتبة اليمن الجديد الذي نطمح إليه،فلا شئ استجد فيه لنطلق عليه هذه التسمية، فمازال الطريق طويلا الى بلوغه لمن صدق ومضى في دروب التجديد والتطوير والبناء..

 اليمن الجريح المثخن بالجروح وانتظاره من يداويه ويخفف آلامه، وإن يعيد له روحه المسلوبة وأمنه المضطرب، يعيد الكثير والكثير لشعب صابر محتسب.. ونأمل أن يكون القادم المنتظر فاتحة أمل لليمن الجريح ليبرأ من الجروح المتقرحة وتعود له السعادة ويصبح يمن جديد....

تنتظر المشير هادي بعد 21فبراير وصعوده الى السلطة مهمات جسام سيما واليمن تمر بمرحلة صعبة،مهمات تكشف قدرته ونيته في التغيير وعون الشعب له لتحقيق الحلم المرتقب حلم اليمن الجديد بعد ثورة وتضحيات..

إن أهم القضايا التي ستواجه هادي وأبرزها تتمثل بثلاثي الـ (ح)،وثلاثي الـ (ق):-

- ثلاثي الـ (ح): الحوثيون- الحراك الجنوبي- حرس العائلة.

- ثلاثي الـ (ق): القاعدة- القبيلة- القانون(غياب تطبيقه).

الحوثيون يشكلون خطرا على اليمن-إن تركوا- بمشروعهم الإمامي وأهدافهم الرامية الى فرض سلطة الأقلية على الأغلبية ،وها هم قد بدوا يخلعون جلباب الثورة ويتوسعون بقوة السلاح والعنف في محافظة حجة بعد فرض سلطتهم على محافظة صعدة،وعلى النظام القادم التعامل معهم وفق القانون لهم ما لباقي أفراد الشعب دون تمييز أو مساومة ،وإعادة ما تحت أيديهم الى سلطة الدولة...

القضية الجنوبية تحدي آخر لا يقل خطرا على اليمن ومستقبل وحدته، يتطلب من هادي إن لا يتركها دون حلول مجدية، وإزالة الأسباب التي يتذرع بها الحراك لتشطير اليمن، فالوحدة منجز لا ينبغي التساهل به.

حرس العائلة(الحرس الجمهوري والأمن المركزي) المنجز الأسري الصالحي-مع التقدير للشرفاء منهم- الذي يهدد المرحلة القادمة ،فيجب تنظيفه من قادته المواليين للأشخاص وتعين قادة ولاءاهم للوطن...

 القاعدة فكر دخيل، تركها يجلب تداعيات الخارج ويجعل اليمن مرمى لإطماعهم، وانتهاك للسيادة الوطنية، فلا بد من وضع الحد للقاعدة وحفظ السيادة اليمنية...

إن تدخل القبيلة بالشأن السياسي في اليمن يشكل حجر عثرة أمام أي رئيس يختلف معها، وتفرض الأيام القادمة لغة مختلفة عن اللغة التي الفتها القبيلة فيما مضى، لغة فرض القانون على الجميع، فينبغي إخراجها من اللعبة السياسية وترويضها على احترام القانون...

اختتم هذه السطور بسيد الأمر كله الذي بدونه لن تقوم للسلطة قائمة ولن يتحقق للشعب طموح، انه القانون وتطبيقه ضرورة ملزمة و التساهل فيه ضياع للبلد والعودة بها الى الوراء..

كان الله في عون هادي على تلك المعضلات الست ثلاثي الـ (ح) وثلاثي الـ(ق) ليقيم ]الحق[....