قصير القامة شامخ الهامة , ضعيف البنية طيب النية , عالي الهمة دائم البسمة , حافظ القرآن عذب اللسان , حلو المعشر خدوم للبشر , طلق الوجه مستقيم التوجه , أسمر المظهر أبيض الجوهر , نقي السريرة محمود السيرة .
هذا هو محمد عبد الغني والملقب ب " الشلهوب " . شاب طيب خلوق ’ لا تلقاه إلا وهو مبتسم بشوش يتلقاك قلبه قبل أياديه . خلف المرحوم " محمد صالح باجمال " في رباط الأذان بجامع عمر بن عبد العزيز بمدينة " عتق " عاصمة محافظة شبوة , والتي عاش فيها وأحب ترابها وتلحف سماءها وتعطر بنسيمها , فهو منا وفينا لأن الإنتماء ليس ببطاقة الهوية ولا بمكان الميلاد وإنما هو بمقدار الحب والعطاء حيث تتواجد وتعيش . قاده الشوق إلى الجنة ليلتحق بأبطال الدفاع عن العقيدة مرابطا في صرواح بمحافظة مأرب . وهناك لقي ربه , التحق بركب شهداء القرآن , فكأني به يخطو شامخا بين ( القراء ) 70 من خيرة صحابة النبي " صلى الله عليه وسلم " , أهل تلاوة القرآن والتهجد . ذهبوا دعاة ومعلمين فغدر بهم عامر بن الطفيل عند بئر معونة , كما غدر اليوم بأمة القرآن والحكمة والإيمات تحالف " الحوفاشي ) , الحوثي وعفاش , طاغية وصاحب منهج دخيل .
ـ علمنا الشهلوب معنى صدق الرجولة والبطولة . نحن من نجيد نثر الحروف ولا نفقه سل السيوف , نعرف فنون الكتابة والخطابة ونجهل سمو النجابة والتشبه بالصحابة . ـ لقد حزت ـ يا محمد ـ مالم يحزه كثيرون . أنت حافظ ومؤذن وإمام وداعية وعامل للخير وأنت شهيد , فأي فخر لم تحزه بعد في دنياك . ولعلك في حياتك لم تتميز ببروز اجتماعي ولا بظهور إعلامي ولا بجاه ومال ولا بمركز ومنصب , وحسبك ـ حيث أنت ـ أن الله يعرفك ويقربك إليه , ويكفيك فخرا ومنزلة أنك ـ ولا نزكيك على الله ـ في قصرك بالفردوس الأعلى مميز مشهور مرفوع المقام , نقولها بلسان الواثقين برحمة الله : هنيئا لك صحبة شهداء " بئر معونة " , وكأني أسمعك قد قلتها كما قالها حرامَ بن ملحان " رضي الله عنه " : فزت ورب الكعبة . نعم .. فزت يا محمد فكيف بنا نحن المساكين .
اللهم أغفر له وتقبله واجعله منهم ومعهم " وحسن أولئك رفيقا " . وألحقنا بهم أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين .