آخر الاخبار

عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة

ديفد بدر الدين في العبدية
بقلم/ فهمي الزبيري
نشر منذ: 3 سنوات و شهرين و 26 يوماً
السبت 30 أكتوبر-تشرين الأول 2021 04:02 م
 

مثّلت زيارة المنسق الأممي للشؤون الإنسانية "وليام ديفيد" برفقة قيادات حوثية إلى مديرية العبدية بعد دخول مليشيات الحوثي الانقلابية' بعد تجويع ومحاصرة أبناء المديرية لمدة شهر أمراً صادماً لجميع ابناء اليمن، لاسيما أنها جاءت متزامنة مع قصف مليشيات الحوثي الاجرامية بالصواريخ الباليستية ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة على القرى الآهلة بالسكان دون أي مراعاة أو أخلاق للقيم الأخلاقية والإنسانية.

خلال اليومين الماضيين، أرسلت مليشيات الارهاب الحوثية عشرات المقذوفات على قرية "الجرشة"، والذي نتج عنها تدمير أربعة منازل ومسجد، وقتلت الأطفال والنساء والمدنيين، وقصفت منزل الشيخ عبداللطيف القبلي بالصواريخ الباليستية الذي يتواجد فيه النساء والأطفال والمدنيين ليرتفع عدد الشهداء بحسب آخر إحصائية إلى 13 شهيد والعدد مرشح للارتفاع، وهجرت قسرياً بحسب السلطة المحلية عشرة آلاف أسرة خلال الايام الماضية.

لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً في الوقت الذي كانت تحاصر فيه مديرية العبدية وتمارس ضدها أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات، وتجاهل جميع الدعوات والنداءات، توفي ثلاثة من المرضى بسبب عدم تمكن أقاربهم من توفير الدواء لهم ونقلهم إلى اقرب مستشفى في المديريات المجاورة بسبب الحصار، قتل اربعة من الشباب بالألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على أطراف المديرية والتي تقدر بأربعة آلاف لغم، نفذت المواد الغذائية والعلاجات والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال، توقفت المدارس والتعليم والكهرباء وتوقفت الحياة، سوى صواريخ ومقذوفات الحوثي التي تتساقط ليل نهار على المدنيين في المديرية.

لم تتوقف المآسي والمعاناة، بعد انسحاب المقاتلين لأسباب لوجستية، واستطاعت المليشيات الحوثية السيطرة على المديرية، ارتكبت الجرائم والانتهاكات على أوسع نطاق، مارست مليشيات الحوثية أعمال القتل والاختطاف والاختفاء القسري بصورة انتقامية، داهمت المنازل اقتحمت المحال التجارية، نهبت الأموال والممتلكات، أمعنت المليشيات في جميع أنواع الجرائم، ووصل الأمر إلى ترهيب النساء والتحقيق مع الأطفال في وحشية مفرطة لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلاً. بعد كل هذه الجرائم، وبدلاً من أن يتوارى المسؤول الأممي "ديفيد" بسبب الخذلان والصمت المخزي الذي صاحب كل تلك الانتهاكات، ذهب ديفيد ليلتقط الصور التذكارية إلى المديرية التي لم تجف من الدماء، وصل ديفيد إلى البقعة المباركة التي صمدت في وجه السلالة الكهنوتية بترسانتهم العسكرية لشهر كامل، وصل ديفيد مع القيادات الحوثية المتورطة في سفك دماء الأطفال والنساء والأبرياء، وصل المسؤول الأممي وهو يقهقه ليؤكد دعمه ويمنح جماعة القتل الإرهابية صكاً مفتوحاً بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد أبناء اليمن الأحرار. زيارة المسؤول الأممي في هذا التوقيت

زيارة غير برئية، بل تأكيداً للمؤكد بتورط المنظمات الدولية وشراكتها في المعاناة الانسانية ودعم انشطة وفعاليات الحوثيين، واستمرار الحرب في اليمن، ولم تكن الزيارة سوى وضع مساحيق التجميل وتحسين للصورة المشوهة لمليشيات إجرامية ارهابية نكلت بالشعب اليمني قتلاً وتخويفاً ونهباً وقمعاً، وتعد إشارة واضحة على إقامة شراكات وعلاقات مشبوهة والتلاعب بالمساعدات الممنوحة للشعب اليمني والعبث بها.

تعمل المنظمات الدولية العاملة في صنعاء كأمين صندوق لجماعة الحوثي، وهو ما أثبتته العديد من الكثير من الوقائع، مثل دعم طباعة المنهج المدرسي المحرف والذي تم تغييره والعبث به بما يخدم معتقدات وافكار الجماعة التي تدعو للتطرف والتحريض وتمزيق المجتمع، بالرغم من التحذيرات والمناشدات المجتمعية لهذه المنظمات، ويتذكر أبناء اليمن جيداً تلك الأنشطة الثقافية السلالية التابعة لجماعة الحوثي ضمن سلسلة أنشطتها الطائفية والتي وثقتها الكاميرات وهي تحمل شعارات منظمات أممية وأوروبية. ماتزال سيارات الإسعاف التي منحتها المنظمات الأممية لجماعة الحوثي تترد حتى اليوم على جبهات القتال، وسيارات نزع الألغام التي استلمتها الجماعة وهي الطرف الوحيد والحصري في زراعة الألغام تقوم بدور كبير في نقل مسلحي الحوثي لزراعة الألغام في مختلف مناطق اليمن، تحاول المنظمات التابعة للأمم المتحدة لعب دور المحايد والحريص على الشعب اليمني، لكن افعالها على الأرض تثبت كل يوم انحيازها الكلي لجماعة تمارس صنوف الإرهاب ضد اليمنيين. مثل هذه المواقف الفاضحة تدعونا كمنظمات مجتمع مدني وناشطين وحقوقيين وإعلاميين ومؤسسات مهتمة، التحرك الجاد لمحاسبة هذه المواقف الداعمة للحوثيين

، وفرض مبدأ الشفافية والمحاسبة والمراجعة دقيقة للأموال والمصروفات، كما نتمنى من الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً اتخاذ مواقف أكثر حزماً أمام هذه الممارسات، والضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها التوقف عن التراخي والتعاطف المتناهي مع مليشيات الحوثي الإرهابية. *مدير مكتب حقوق الانسان بأمانة العاصمة*