من خادمة إلى نائبة في البرلمان العراقي
بقلم/ دكتور/حكمت الحلو
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 23 مايو 2007 08:47 م

مأرب برس ـ الدكتور حكمت الحلو ــ بغداد

هذه الاحداث روتها سيدة عراقية فاضلة قذفت بها ديموقراطية بوش والكلاب الاخرى السائبة في بلدنا الحبيب الى خارج الحدود لتنضم الى طوابير الهاربين بدينهم وانفسهم وشرفهم.قالت هذه السيدة :

في شتاء 1996 وقفت سيارة صغيرة امام منزلنا في حي ال ميكانيك بالدورة ونزلت منها السيدة (ام احمد) ومعها ا ثنتان من النساء ، وما ان شاهدتها حتى هرعت اليها مرحبة بها بعد غيبة طويلة عني ، فهذه السيدة هي زوجة مقدم استشهد على ايدي الغوغاء عام 1991 اثر انسحاب الجيش من الكويت وكان قبل استشهاده بأشهر قد شرع ببناء دار في الارض المقابلة لدارنا لكن الاشرار عجلوا بموته ليترك هذه الزوجة الصابرة المحتسبة وولدين كانا في حينها في الابتدائية ، ووفاءا من هذه الزوجة البارة لزوجها فقد قررت عدم اكمال البيت او السكن فيه وهجرته بعد ان هجر حبيبها الدنيا وما فيها .

وفي عجالة اخبرتني ام احمد انها قد تعرفت على هاتين المرأتين منذ فترة وترغب ان تؤويهما في هذا البيت لوجه الله وصدقة جارية عن روح زوجها الفقيد؛ وسرى الخبر في المنطقة فهب اهلوها الطيبون ليوفروا لهن ما تحتاجانه من لوازم واثاث، وخلال يومين كان البيت قد انير بالكهرباء ، ووضعت الابواب والشبابيك على بعض حجراته على نفقة المحسنين من اهل المنطقة ليصبح جاهزا للسكن.

المرأة الاولى هي الام ، واسمها (فالة) وهي اقرب للعمى منها الى البصر فبالكاد تستطيع ان تتلمس طريقها اما الثانية فهي ابنتها واسمها ( جرادة) امرأة غامضة في الثلاثين من عمرها كنت اتحاشى محادثتها لأنها كانت تتذلل في كلامها بطريقة تخجلني ورغم ذلك فقد كان لدي احساس لم ابح به لأحد الا مؤخرا وهو ان هذه المرأة تخفي سرا دفينا ان لم تكن مجموعة اسرار ، لذلك فقد كنت احاول – وطيلة سبع سنوات – ان اتبسط معها وأشعرها بألفتي ومودتي لها لكنها كانت تتخلص من اسئلتي بطريقة اعجب منها عندما اعود لنفسي، وكل ما عرفناه عنها انها من قرى طويريج ، توفي والدها وهي صغيرة وعندما كبرت امها وكف بصرها وجدن ان من الاوفق لهن الانتقال الى منطقة اخرى يجدن فيها لقمة العيش.

وبسرعة تمكنت جرادة من التغلغل في بيوت المنطقة عارضة خدماتها على من يحتاجها من نساء المنطقة لكنها كانت تتحاشى الكلام بأمورها الخاصة فقد كانت تعمل بصمت اكسبها عطف الجميع ومودتهم..في السنتين اللتين سبقتا الاحتلال كانت جرادة تغيب عن المنزل والمنطقة كثيرا(يومان او اكثر) وعندما كنا نسألها كانت اجوبتها حاضرة ومقنعة ومرتبة فلا نملك ازاءها الا السكوت ؛ وفي نفس الفترة هذه كانت تتردد عليها امرأة لها ملامح من ريف الجنوب وعندما سألناها عنها قالت انها قريبة لنا تعمل خادمة في البياع وتأتي كل فترة لتفقد والدتي.

في يوم 8/4/2003 وفي غمرة انشغال الناس وترقبهم لما ستصير اليه الامور وعندما كانت الاف القذائف تنزل على بغداد الحبيبة من اجل اسقاطها والاجهاز عليها وقفت سيارة اجرة على باب جرادة وخرجت المرأتان على عجل بعد ان ساعدهن السائق في وضع عدد من الحقائب والامتعة في السيارة وخلال دقائق معدودة انطلقت السيارة وعللنا نحن اهل المنطقة هروب المرأتين بخوفهن مما ستؤول اليه الاحداث لاسيما وهن مقطوعات وبلا رجل او وال.

وبعد ان سُبيت بغداد العزيزة واستبيح العراق بكامله وتكشفت كل الاوراق وتم تفكيك مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والشرطة استطعنا ان نتبين حقيقة جرادة وامها فلقد اخبرنا السيد(ع.د) وهو ضابط برتبة كبيرة في جهاز الامن السابق ان لجرادة اخوين كانا ضمن زمر الغوغاء التي استغلت ظروف انسحاب الجيش من الكويت راحوا يقتلون ويدمرون ويحرقون وعندما تمت السيطرة على الاوضاع الامنية كان احد اخوي جرادة قد سقط قتيلا فيما هرب الاخ الثاني الى ايران .

ولكي تبعد جرادة وامها الشبهة عنهن فقد تركن المنطقة حتى تعرفن على السيدة الطيبة ام احمد زوجة الشهيد التي آوتهما وهي لا تدري ان دم زوجها ربما يكون قد هدره احد اخوي جرادة

كما افادنا السيد(ع.د)ايضا ان الجهات الامنية قد كشفت حقيقة هاتين المرأتين وكانت تتابعهن وعندما استقر بهن المقام في حي الميكانيك استدعيت جرادة وتم تجنيدها في جهاز مهمة ومفيدة في حينها كانت تمررها من خلالي وفي بيتي كما ان الامرأة الاخرى التي كانت تتردد عليها كانت تقدم المعلومات لنا عن طريق جرادة وبتسجيلات صوتية على اشرطة كاسيت تدربن على استخدامها.

التفاصيل التي قدمها السيد(ع.د) عن جرادة كثيرة والتفاصيل عن الاحداث التي وقعت بين خروجها من منطقتنا ولحين ظهورها ثانية كثيرة ايضا

ففي ذات ظهيرة تموزية قائظة سمعنا جلبة واصوات سيارات وافراد يتقافزون من هذه السيارات وفي لحظات كانوا يحيطون بأمرأة ترتدي بنطلون جينز وقد اطلقت فوقه قميصا حريريا فضفاضا يستر بدانتها وآثار (النغنغة) البادية عليها ، كنت الاحظ هذا المشهد وانا واقفة في المطبخ وفيما كانت هذه المرأة تصلح غطاء رأسها وتتأكد من وجود النظارات الطبية على عينيها وهي تتجه نحو بابنا ولأن القادمة الينا امرأة كما رأيت وتأكدت فقد اسرعت بتنبيه من في البيت وخرجت على عجل لأستجلي حقيقة هذه المرأة التي انتشر رجال حمايتها في الشارع فيما دفع اثنان منهما كانا يتقدمانها ضلفة الباب ودخلت ورائهم .

كنت في غاية الارتباك وانا لا اجد معنى او تفسيرا لما اراه الا ان المرأة فاجأتني وهي تناديني باسمي ثم جذبتني بدلا من ان تسلم علي وقالت لي هامسة( شنو مشايفة نائبة بالبرلمان؟) وما ان سمعت صوتها حتى تذكرت جرادة البائسة انها هي .... لقد ازدادت لحما واثرت فيها المساحيق ومواد التجميل والنعمة الظاهرة عليها وقبل ان اقول لها ما كانت تخشاه التصقت بي محذرة من أي كلام امام الواقفين عن الماضي واخبرتني انها الان (الست جنان) وكفى، ثم نادت على شخص اسمه رضا كان يبدو اصغر منها بعشر سنين وقدمته لي على انه زوجها والتفتت الى البيت الذي كانت تسكنه وهي تكلم زوجها:

هذا هو البيت الذي حدثتك عنه ثم خاطبتني بلهجة واثقة وهي تطلب مني الاتصال بصاحبة الدار لتحديد ثمن معقول للدار لأنها قررت ان تمتلكه مهما كانت العوائق فلها فيه كما قالت ذكريات لا تنسى كنت في الحقيقة مأخوذة وانا اسمع وارى شيئا كأنه الحلم لكن الست جنان ربتت على كتفي مداعبة ومستأذنة بالانصراف وهي تقول لزوجها : اعط (وسمتني بأسمي المجرد) ارقام الهواتف فلربما تحتاجني بخدمة فانا صاحبة اصول ولا انسى صديقاتي ثم قفزت الى السيارة ولم تترك لي فرصة توديعها بما يليق بمقامها..!! فلقد طارت بها السيارة وحلق خلفها عدد من الرجال المسلحين ولم تترك لي سوى الغبار الذي خلفته عجلات السيارات المسرعة.

انها جرادة التي اصبح اسمها الست جنان عضو مجلس النواب العراقي عن قائمة الائتلاف واسمها وارقام هواتفها الخمسة مطبوعة على كارت وردي لماع وبخطوط بارزة انيقة.

فمرحى للسيدة جرادة... ومرحى لمن تمثله جرادة

ولقد عُرف السبب عندما إعتمدوا نظام القائمة الواحدة والمغلقة أثناء الإنتخابات العراقيتة والتي أعتمدت أسماء الكتل السياسية دون أسماء الأشخاص كي لا ينكشف المستووووووووووووووووووووور.

 جرادة ماضلة سوبر فوق العادة.