حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
مأرب برس - خاص
لست ممن يعجبه تقديس الأفراد، كما انني لا أحبذ تحميل اي شخص شرور الدنيا كلها، لذلك احرص على التقييم المنصف قدر الإمكان، ولا أقول الإنصاف الكامل لأن هذا مستحيل، لذا فإن ما اعتقده من رأي أقوله وأكتبه حتى لو غضب من أقدرهم وأحترمهم، وقد سبق أن كتبت مقال نشر في صحيفة الوحدة بداية 2003مخلال فترة تواجد الأخ عبد الملك المخلافي أمينا عاماً للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، واعتبرت أن ما أصاب التنظيم الناصري من تعثر واختلالات عميقة أفقدته ما يقارب نصف عناصره وكوادره كان احد أسبابها هو شخصية عبد الملك المخلافي وإدارته الممنهجه لإضعاف التنظيم لصالح تقوية ذاته من مختلف النواحي اجتماعياً واقتصادياً وكذلك سياسياً، وحينها قلت ان المخلافي لا يتحمل ذلك لوحده لأن الضمير الجمعي(أو بتعبير آخر الصندوق الأسود) للتنظيم كان معطلاً وقد سلم التنظيم للمخلافي يتصرف فيه وفق هواه، وكأي إنسان سمحت له الظروف بذلك فإنه لم يتردد في استغلال التنظيم حتى آخر قطرة، ولم يتوانا عن ضرب افضل العناصر والقيادات التي يمكن أن تشكل خطر على مشروعه الخاص، الى درجة طلب رفع تقارير من عضو ضد آخر - وكنت أحد من طلب منه ذلك- وضربت مثل حينها بعناصر استهدفت من المخلافي مثل حاتم ابوحاتم وعلي سيف حسن وعبدالمجيد ياسين وآخرين.
وكان يقيني حتى لحظة انعقاد المؤتمر العام العاشر للتنظيم انه لن يتمكن احد من زحزحة المخلافي عن موقعه الذي يدعمه فيه رئيس الجمهورية بالسر والعلن، ويمهد له عن طريق إزاحة اي شخصية يمكن أن تهدد موقعه التنظيمي بالإضافة الى احتكار المخلافي للعلاقات العربية والمصادر المالية، لذلك فإن التنظيم الناصري قبل المؤتمر العاشر كان أمام خيار(الناصري تنظيم أو لا تنظيم) وهو العنوان الذي اخترته للمقال الذي نشر في صحيفة الوحدة، ولم اهتم لجوقة المتعيشين من الفتات الذي كان يتعطف عليهم به المخلافي ممن أجبرتهم قساوة الظروف وإغراءات ذهب المعز على الدفاع عن المخلافي ،حتى آخر نفس وقيل حينها ان من كتب المقال هو علي الصراري ولا أدري لماذا اختير هو دون غيره؟.
أقول انه حتى المؤتمر العاشر كنت أتوقع ان يبقى المخلافي اميناً عاماً، كاسراً بذلك كل قواعد وأعراف التنظيم بعدم تولي موقع الامين العام لأكثر من مرة، ولكن نخبة من الشباب والقيادات الوسطية الحريصة على التنظيم كانت قد بلغت مرحلة من الاستياء لم يعد معها السكون مقبولاً، بالاضافة الى نصيحة من احد القادة الناصريين في مصر ممن ندموا على تركهم للحزب الناصري هناك لضياء الدين داوود يعبث به، بأهمية التمسك بالتنظيم واقصاء المخلافي ديموقراطياً، وكان أن حدث انقلاب جزيئ استطاعت فيه القيادات الشابه زحزحة المخلافي عن موقع الامين العام بعد أن ظهر له ولمن معه ان فرصته لم تعد متيسرة للفوز بالموقع خاصة بعد السقوط الذريع لقائمة مرشحيه التي اقترحها لإدارة المؤتمر العاشر ونجاح الفريق الآخر بالتصويت لقائمة يرأسها د.سلطان الدبعي وهو القيادي الذي يحظى باحترام ومصادقية كبيرة داخل التنظيم.
رغم ابعاد المخلافي من موقع الامين العام لكن بعض الجيوب (ان صحت التسمية)بقيت في صحيفة الوحدوي وبعض المواقع القيادية، ولكن ذلك التغيير كان كافياً لأن يعيد الامل لدى كثيرين بأن إمكانية إصلاح أوضاع التنظيم أصبح ممكناً، وهكذا عادت العديد من الكوادر وبدأ شيئ من النشاط يعود تدريجياً الى التنظيم.
وفي برنامج زيارة خاصة الذي بثته قناةالجزيرة مساء الجمعة 27/4/2007م كان عبدالملك المخلافي صريحاً وواضحاً في التعبير عن ذاته وعما يريد، أقول واضحاً وليس صادقاً لأنه كان يقف متلعثماً أمام أسئلة معينة ويبحث عن مخارج تعفيه من تركة التاريخ ومن التزامات التنظيم الذي تحمل مسئوليته لفترة طويلة، ويترك لنفسه مساحة للحركة الواسعة اليوم لاستكمال مشروعه الخاص بعد ان استفاد الى أقصى حد ممكن من التنظيم.
في زيارة خاصة خرجت كمتابع من داخل التنظيم بسبع ملاحظات يمكن ان اتحدث عنها من خلال انطباعاتي وليس ما قيل حرفياً على لسان عبدالملك المخلافي.
الملاحظة الاولى: يرى المخلافي أن الرئيس علي عبدالله صالح برئ من دم الشهيد ابراهيم الحمدي وهذا يخالف ما سمعته وسمعه آخرين في التنظيم على لسان قيادة التنظيم ومنهم عبدالملك المخلافي، فإذا كان صادقاً في الماضي فإنه لم يقل الحقيقة في المقابلة، وإن كان صادقاً في المقابلة فإنه لم يكن صادقاً معنا في التنظيم، وقد لا ألومة لأنه –كما قال- ليس لدينا في التنظيم معلومات عما حدث حينها أو بالاصح أنه لم يكتب تاريخ التنظيم حتى الآن لنعرف ماجرى وما هي طبيعة الادوار ومواقف الاشخاص خاصة وأن المخلافي كان من دعاة وقف النشاط التنظيمي خلال فترة مابعد حركة 15اكتوبر1978 وتحديداً في بداية الثمانينات، وهنا فإن شخصيات مثل محمد العفيف وهاشم علي عابد مطالبين أن يقولوا الحقيقة ولو على حساب علاقتهم بالمخلافي لنعرف منهم ماذا حصل وهم من كتبوا ومن اعتبروا (من الصندوق الاسود)، أما الاخ عبدالله الخولاني فلا ادري كيف سيرد وهو الذي كتب مقال يهاجم فيه حاتم ابوحاتم عندما قال في احدى الندوات أن التنظيم قام بحركة 15اكتوبر انتقاماً للحمدي وهو ما نفاه المخلافي في (زيارة خاصة) بالاضافة الى نفيه اي علاقة للنظام الحالي باغتيال الحمدي.
اننا تنظيم يريد بعض أطرافه إخفاء تاريخه، ويريد المخلافي تشويش تاريخه لحاجة في في نفسه.
الملاحظة الثانية: التي فهمتها من حديث المخلافي أن الرئيس علي عبدالله صالح برئ من دم الشهيد عيسى محمد سيف والآخرين، وإذا كانت السعودية وراء العملية فهل هي من شكل المحكمة وأمر بتنفيذ الأحكام؟. أنا لا أعرف والمخلافي ظهر في المقابلة كذلك لا يعرف، ولكن ما يعرفه هو فقط ان السعودية كانت وراء ذلك وربما هذا مايفسر استخدام صورة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر كثيراً في خلفيات الحديث عن الدور السعودي، والرجعية والقوي المتخلفة وكأن المقصود هو الإساءة للشيخ عبدالله وليس فقط الحديث عن السعودية كشماعة لتصرفاتنا.
وصلت الرسالة ولكني لست معني بالإجابة لان للشهداء تنظيم معني بالإجابة واسر لديها ما تقوله.
الملاحظة الثالثة: ان المخلافي لم يرى فيصل بن شملان منافساً قادراً على مواجهة شخص (مقبول) ومعروف مثل علي عبدالله صالح، ولا بأس إن عاد وصحح من اندفاعه لسانه في تقييم الرئيس، ولا مؤاخذة عليه فقد نزع من فوق كتفه عباءة التنظيم واعتبر موقفه رأي شخصي(وما اسهل الفصل لدى المخلافي بين الشخص وموقف الحزب الذي ظل يقوده لفترة طويلة ) وربما هذا يفسر قيامه بالدعاية على الصعيد القومي ممثلا للرئيس الى لبنان لتقديم الاموال التي تبرع بها التجار للحملة الانتخابية للرئيس، وليس مهماً معرفة هل المال وصل أم اكتفينا بالوعود، فالدعاية القومية كانت ناجحة لأن من قادها (احد رموز العمل القومي) كما وصف مقدم البرنامج المخلافي، لذلك فإنه عند سؤاله عن التصويت لأي مرشح فالإجابة كانت (صوت لقناعاتي) وهل تحتاج الاجابة بحث وتمحيص لمعرفة سر(لمن صوت المخلافي )ام انها واضحة!.
وإذا كانت مؤتمرات التجمع اليمني للإصلاح قد عبرت عن استيائها من موقف الشيخين عبدالله والزنداني في الانتخابات الرئاسية فهل احتج احد في التنظيم على تصرف المخلافي أم انه (ذات لا يجوز المساس بها؟) سؤال أضعه امام امين عام التنظيم واللجنة المركزية.
الملاحظة الرابعة: برر المخلافي العلاقة الحميمة مع الرئيس صالح والتخزين معه بالخصوصية الاجتماعية وطبيعة الديمقراطية اليمنية، وأضاف ان جميع القيادات السياسية وأمناء عموم أحزاب المعارضة يخزنون مع الرئيس، وان هناك قضايا يتم حلها بالمقيل، ولا اعتقد أن هذا الحديث يحتاج نقاش كثير فقد قيل في المقيل الرئاسي الكثير والكثير، ولكن هل يستوي مقيل سياسي لقيادة حزب معارض مع الرئيس بالمقيل الأسبوعي للمخلافي الذي كان (ومازال) منذ سنوات،مما جعل التنظيم حينها حديث الناس وتم تصنيف التنظيم من قبل التنظيمات الناصرية في الوطن العربي بأنه تنظيم أقرب للسلطة منه للمعارضة وكان الشيء ذاته يقال في الداخل.
بالإضافة الى انه لم نعرف ان د.ياسين سعيد نعمان أو علي صالح عباد مقبل أو جارالله عمر أو محمد اليدومي كانوا جلساء دائمين للرئيس، ناهيك عن أن أي مقيل كان يجمعهم بالرئيس كان يعرف وتظهر نتائجه على أحزابهم في اليوم التالي، ولكن المخلافي كان لوحده الذي اشتهر بالمشاركة الدائمة في مقيل الرئاسة حتى ان الغيرة ظهرت على بعض قيادات السلطة من المكانة التي يحظى بها المخلافي، كما وعلق احد اعضاء التنظيم قائلاً ان المخلافي كان يتواجد في مقيل الرئيس اكثر من تواجده في مقر التنظيم.
عموماً فالمقيل الرئاسي ساعد في حل مشاكل المخلافي الشخصية وجعله عضواً في مجلس الشورى على حساب التنظيم.
الملاحظة الخامسة: عند سؤال المخلافي عن حالته المادية وهل استفاد مالياً من عمله السياسي الطويل فكانت الإجابة موحية بأنه فقير وعلى قد حاله، وقد اتفهم أن ذلك من باب منع الحسد أو تجسيداً للطبيعة اليمنية في عدم اظهار ما لدى الإنسان من اموال ولن اقول أن ما طرحه المخلافي غير صحيح، ولكن اطلب أن نبدأ حملة قومية تبدأ من بيروت ودمشق مروراً بالعراق (في فترة صدام) وليبيا القذافي وحتى محافظة لحج لمساعدة المخلافي في ان يعيش بمستوى لا يقل عن أي امين عام سابق للتنظيم، فالرجل مهدد بأن يحرم من الراتب (المتواضع) لمجلس الشورى وهو ليس لديه تحويشة، والبيت يكاد يتشقق والحديقة تعاني من الجفاف في الحي الشعبي الفقير حيث يعيش.
الله يلعن العمل الحزبي الذي يجعل المخلافي يعيش حدود الكفاف.والعهدة عليه
الملاحظة السادسة والأخيرة: وهي متعلقة بسؤال مقدم البرنامج عن خروج المخلافي من موقع الأمين العام وعن وجود خلافات وكانت الإجابة الواضحة من المخلافي أنه تعود على أن يخرج من قيادة التنظيم ويعود مرة اخرى وقد كان امين عام في 1982 وعاد بعد الوحدة، ولعل معرفتي بالتنظيم تجعلني اصدق ما قاله فقد كان امين عام للتنظيم من بداية الوحدة حيث أن الامين العام الشكلي حينها عبد الغني ثابت كان لا يظهر في اي فعالية واكثر من البقاء في السرداب، وترك المجال للمخلافي بدءً من صحيفة الوحدوي التي يسيطر عليها حتى الآن وصولاً الى اللجنة العليا للانتخابات بل بلغ الامر حينها أن يمنع أحد في القيادة من الكلام مع اي وفد خارجي زائر عدا المخلافي، ولذلك فإن عودة المخلافي لموقع الامين العام واردة في ظل وجود لوبي مصالح مستفيد منه وفي ظل بقاء صحيفة الوحدوي تحت سيطرته حتى الآن، بالإضافة الى استمرار المقيل الرئاسي وعدم استطاعة اللجنة المركزية للتنظيم محاسبة المخلافي عن عمله ضمن الحملة الانتخابية للرئيس صالح.
المقابلة مع قناة الجزيرة كانت مناسبة هامة ليعرف المواطن اليمني وحتى اعضاء التنظيم ماذا يدور ولماذا تراجع التنظيم الوحدوي الناصري في دوره السياسي.
ولكن هل تستطيع قيادة التنظيم الحالية ان تلتقط الفرصة وتعيد للتنظيم اعتباره مثلما فعلت عندما زحزحت المخلافي عن موقع الامين العام.هذا ما نتطلع إليه.
galjaabi@hotmail.com