مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله
مأرب برس ـ خاص
ليست فقط كتب الأدب الإسلامي ملأى بالحديث عن الحب والغزل ، بل حتى كتب التزكية والرقائق والتاريخ الإسلامي ، ولم يكن العلماء والفقهاء بعيدون عن الشعر والغزل النظيف والعفيف ، ولعلّ من أبرز الكتب القيّمة التي أفردت هذا الموضوع بالحديث والتحليل وبيان أوجه الحل والحرمة فيه ، كتاب الإمام ابن القيم "روضة المحبين" حيث تعرض فيه للشعر العربي في أوصافهن وأنواع جمالهن ، وما يحل وما يحرم من النظر ومتعة العين ، وأحكام العشق بين الذم والمدح ، واختلافات العلماء والفقهاء في ذلك ، وختم الكتاب بقوله ق
دس الله روحه: "الباب التاسع والعشرون في ذم الهوى وما في مخالفته من نيل المنى" وكتاب الإمام ابن القيم هذا يعدّ من نفائس الزمان العزيزة ودرر العلم المكنونة في هذا الباب ، لما فيه من علاج لأسقام القلوب وأدوائها ، فعليه رحمة الله .
على أن العلماء ابتعدوا عن هذا الفن في الأزمنة المتأخرة ، نظراً لما حاق بالأمة من مدلهمات وفتن ومصائب ، تجعل الحليم حيران ، ونظراً لهذا الانقطاع الطويل ظن البعض حرمة الغزل العفيف والنظيف ، الذي تفتقر إليه ساحتنا الإسلامية ، بعد أن لبّدها البهائميون بشعر الفسق والإلحاد والزندقة والحداثة والمروق من الدين .
ولعلّ هذا الانقطاع الطويل هو عينه أحد أسباب ثورة بعض العلماء على كتاب الإمام يوسف القرضاوي "الإسلام والفن" أو كتابه: "حكم الغناء" أو فتاويه وأقواله المختلفة .
لقد كان الأدب والفن القديم ليس على هذا النحو المعاصر ، لقد كان الأدب والشعر بل والغناء وحتى الطرب وألوان الفن والجمال ، قائمة في الأغلب الأعم على الحشمة والعفاف والحياء ومكارم الأخلاق والشيم والمروءات العربية الأصيلة ، بل كانت هذه هي أبرز سمات الأدب والشعر الجاهلي عموماً ، كما أشار إلى هذا الإمام ابن القيم في كتابه الآنف الذكر.
ألا ما أحوجنا في عصر طغيان الشهوة والأهواء الفاسدة العليلة والمريضة ، إلى معاني الفضيلة والعفاف وأن نعيد الأمور إلى نصابها وأصولها وأسسها الصحيحة .
لعلّ من أشهر القصائد قصيدة الحب والغزل التي قيلت بين يدي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير ، كما أخرج الحاكم في المستدرك: عن ابن جدعان قال : أنشد كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا * إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة * لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت * كأنه منهل بالروح معلول
إلى أن قال:
إن الرسول لنور يستضاء به * و صارم من سيوف الله المسلول ..
(المستدرك رقم: (6477) وسنن البيهقي رقم: (20931) وغيرهما .
يا لله ما أروعها وأحسنها وأجملها من أبيات تكتب بماء الذهب الخالص .
إن الإسلام لم يأت ليكبت الأحاسيس والمشاعر ، أو ليزهق القلوب المليئة بفيضان العاطفة النبيلة والحب العفيف ، لقد سمع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكر على الرجل ، أو يعنفه أو ينال من مروءته وشهامته ودينه وخلقه .
على أنّ هناك في واقعنا الإسلامي المعاصر تيارات ثقافية تغريبية ، أحست أو شعرت أن هذا الدين يأبى ويرفض الإباحية والمجون والفسوق والضلال والإلحاد والضياع والإغراق في الشهوات ، فتنكرت لهذا الدين ، الذي يسع كل قلب نظيف وعقل واع ، وعاطفة جياشة ، وغريزة تؤرق صاحبها .
فسعت جاهدة لتقنين هذا الهوى الفاسد في الإلحاد والزيغ والضلال ، تارة باسم الشعر الحر ، وأخرى باسم الحداثة والتحديث ، وحيناً آخر باسم الحرية وحرية الفكر والرأي ، وأنه لا يجوز أن يتقيد الأدب بقيد أو شرط ، كما قال أحدهم ، في حلقة إذاعية "إن الأدب "الإسلامي" بهذه التسمية فيه إثارة للعصبيات الدينية والمناطقية ، فالمجتمع العربي فيه النصارى واليهود ، وغيرها من الديانات ، وكذا القول الأدب "العربي" أيضا فيه إثارة للعصبية الكردية والفارسية، والصواب ألا يتقيد الأدب بقيد أو شرط " فهو يريد أدباً منحلاً لا خطام له ولا زمام .
ولا يخفى على كل عاقل ما في هذه الدعوات من مسخ للهوية الإسلامية ، وتدمير للثقافة العربية الأصيلة ، وما تحمله هذه الدعوة من إعلان لتمرير قصائد الإلحاد والزندقة والفسق والفجور .
لقد وضع الإسلام ضوابط للكلمة الطيبة شعراً وأدباً ونثراً ، وأحاطها بسياج متين من الصدق والعفاف والفضيلة ، وسربلها بجلال وجمال الشعور والإحساس النبيل والنظيف ، فقال تعالى:
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ{217} الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ{218} وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ{219} إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{220} هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ{221} تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{222} يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ{223} وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ{224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ{225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ{227} .
فتأمل كيف مهّد تعالى للحديث عن الشعر والشعراء الذين في كل واد يهيمون ، بالكلام عن علاقة العبد بربه وسيده ومليكه الذي يراه ويسمعه ، يرى قيامه وركوعه وسجوده ، وسائر أعماله ، ويسمع كلمات عبده ومناجاته ودعائه وذكره وشكره له ، وتقلبه بين عباد الله الساجدين الراكعين العابدين الحامدين الذاكرين .
ثم بيّن جل جلاله ما يشغل القلب عن الله وذكره وطاعته من لهو الحديث وشعر فاسد ، وسفاسفٍ للأمور ، وهو ما يفعله الشعراء الأفّاكون الكذابون ، فأعذب الشعر عندهم أكذبه .
ثم لما ضاقت النفوس وخشيت ووجلت بذلك ، بين سبحانه وتعالى أن من الشعر والأدب ما هو خلاف هذه الحقيقة ، وهو شعر الإيمانيات والعمل الصالح واللهو المباح والذوق الرفيع ، والكلمة الطيبة ، والنخوة الأصيلة ، واللحن الجميل ، في غير ما إغراق أو غلو ، أو شطط ، أو مجون أو فسوق ، وهو أيضاً شعر الكرامة والعزة والنخوة والنصر والإباء والشموخ ومقاومة الفساد والظلم والحيف .
"إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" .
والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل ،،،
Moafa12@hotmail.com