|
الآن اتضحت الصورة.. تسير كل دولة عربية في طريق شبه إجباري إلى عراق أو صومال، وهذا المسار ليس ذاتياً، بل هو الجيل الرابع من الحرب الذي تتعرض له كل دولة عربية وإسلامية - ذات أهمية استراتيجية- منفردة، وهو نتاج عوامل تاريخية وسياسية وعسكرية وأمنية تقود بمجملها إلى أن خطراً وجودياً يهدد المجتمعات والدول العربية القطرية، أكثر من أي وقت مضى، بل هو في مراحل مفصلية حساسة وينذر بكوارث مأساوية قد لا يكون من الممكن تخيلها.
لقد تم احتلال أفغانستان وتحويلها إلى مزارع للموت والحشيش ومعامل تجارب لأجهزة المخابرات والعصابات التي تتحكم بدول عظمى، وجرى تحويل باكستان من دولة نووية إلى دولة فاشلة تتجول في سمائها الطائرات الأمريكية وتقتل من تريد من الباكستانيين، وتم تدمير العراق وقتل الملايين من أبنائه وتحويله إلى ساحة للموت الطائفي والميليشيات المتوحشة التي تذبح على الهوية، وقبل ذلك جرى إسقاط الصومال بالحروب الأهلية وتثبيتها كحدث مستمر وتحول الصومال إلى ساحة للموت والجوع والدمار والمرض.
ومع بداية العام 2011 كانت المنطقة العربية على موعد مع تحولات مفاجئة في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.. ظن الناس أنها غُرة فجر الحرية والدولة التي ستحلق بركب الأمم المتقدمة، فإذا بها تتكشف لاحقاً بأنها شعاع غروب الدولة القطرية التي تأسست على مبادئ عربية ووطنية-على ما يوضع من مآخذ عليها، ليبدو الآن وكأننا على أبواب الليل ومرحلة اللادولة والعصابات والحروب المدمرة.
هذا الواقع الأليم الذي اتضحت بعض ملامحه في مسارات التقسيم والفوضى في اليمن الذي يتخذ منحىً رسمياً، وبذات السياق وبتفاصيل لا تختلف كثيراً، تسير خطى التمزيق والفوضى الخلاقة في ليبيا، وبسياق متصل يموت شعب سوريا وتدمر مظاهر الدولة المتراكمة منذ عصر الأمويين.. ومصر عادت إلى الصفر.. فما الذي جرى؟
إن ما جرى في المنطقة يحتاج إلى إعادة نظر بطريقة هادئة وبدون تعصب أو تخوين لأحد.. نتفق جميعاً على فساد الكثير من القائمين على الأنظمة السابقة وسياساتهم الاستبدادية، ونتفق أيضاً، على حاجة الشعوب أو بعضها إلى الثورة والتغيير نحو الأفضل، وعلى أن ذلك الخروج الشعبي كان مبرراً، وكانت الأغلبية المطلقة من الحناجر المدوية بالصيحات والشعارات تسعى نحو الأفضل.. فلا نخون الشعوب أو القوى المشاركة بالثورة ولا نبرئها جميعاً، لكن العبرة ليست في التفاصيل بقدر ما هي في النتائج.
النتيجة، إلى اليوم، انضمام اليمن وليبيا بشكل أوضح إلى دوائر الفوضى الخلاقة وطريق العراق والصومال والسودان، وفقدان مؤسسات دولتها السيادة على أجزاء من البلاد ووقوف شعوبها على أبواب شبح التقسيم والمزيد من الحروب الأهلية.. أما في سوريا فقد اُستهدف الشعب والدولة وتم الإبقاء على النظام الطائفي الدموي، ولا يزال الدمار والقتل مستمراً، بينما كانت مصر قد بدت الطرف الأنجح والذي يمد الآخرين بالحلم.. سرعان ما بدأت الفوضى تشق طريقها بعد صعود رئيس محسوب على طرف يقابله العديد من الأطراف المناهضة التي خرجت للمطالبة بإسقاطه بعد شهور من انتخابه، وسواء سقط أو بقي سيشتبك أنصاره بمعارضيه، وسيخرج أنصار أحد الطرفين على أي رئيس يمكن أن يأتي من بعده من الطرف الآخر، أي أن مصر كانت ستدور في حلقة مفرغة تؤدي بها إلى اللحاق باليمن وليبيا وسوريا.. وقد دفعت ثمناً مؤسفاً إلى الآن، لكنها لم تزل في يد المؤسسة العسكرية المصرية، بغض النظر عما يؤخذ عليها.
ويجانب الصواب من يعد الدول العربية 22 دولة، فالدول ذات الشعوب والجيوش أو المساحات المعتبرة لا تصل إلى نصف هذا العدد، وعند التحديق في الخارطة السياسية نجد أنه لم يعد هناك سوى دولتين في المشرق العربي تمتلكان سيادة كاملة على أراضيهما، وهما مصر والسعودية.. أما بقية الدول فإما أنها سقطت وتسقط في الفوضى أو في طريق أن تصبح ساحة للمخابرات الدولية والعصابات، وأخرى دول صغيرة لا تستطيع أن تصمد في مواجهة عدوان خارجي ولا تمتلك ما يؤهلها لرفض الضغوطات الأجنبية عندما يجد الجِد.
استهداف السعودية
نعبر من خلال المدخل السابق، إلى الحديث عما يدور من جدل ونقاشات حول العلاقات الأمريكية السعودية، ونوضح بداية إن هذه العلاقات لم تتدهور أو تتأزم بقدر ما أنها خلافات عميقة أو معركة سعودية أمريكية ظهرت إلى السطح بعد أن كانت تحدث في أرض الواقع منذ سنوات بعيداً عن أضواء الإعلام وتحركات وبيانات مسؤولي البلدين الرسمية.. وهي معركة دفاعية من حرب ليست ضد السعودية كنظام أو كبلد بعينه، بل لأن السعودية كغيرها تقع في دائرة مستهدفة يجب أن يعاد رسم خارطتها وإعادة مجتمعها إلى دوائر طائفية وإثنية متناحرة.
وبعيداً عما يقوله الإعلام الذي تتحكم به في نهاية المطاف جهات معلومة ولوبيات سياسية.. فإن مظاهر هذه الحرب تتجلى فيما جرى بباكستان، التي كانت حليفاً معروفاً للسعودية دعمت الأخيرة العديد من مشاريعه الاستراتيجية، إذ تحولت هذه الدولة إلى دولة صراعات لا تحمي سيادتها ولا تستطيع أن توقف أزماتها المحلية المتعددة الأوجه.. وكلها زادت وتضاعفت على خلفية حرب الولايات المتحدة الأمريكية على شبح الإرهاب، والذي خلف دماراً للدول المستهدفة وليس في «القاعدة».. ولنا أن نسأل: لماذا يزداد ويقل الإرهاب من دولة إلى أخرى بمقدار ما هو التدخل الخارجي في هذه الدولة؟.
الصورة الأخرى، والأكثر وضوحاً، هي احتلال العراق، وليس فقط تسليمه لإيران؛ بل إن احتلاله كما كشفت الأيام، لم يكن إلا كسراً للبوابة الشرقية وفتح الباب للسعار الطائفي الإيراني الذي تدفق إلى المنطقة، لإقامة وإحياء بؤر توتر وصراع طائفية في العديد من الدول، الأمر الذي وجدت السعودية نفسها معه، واجهةً للمعسكر الآخر الذي يحاول مقاومة المد الطائفي الدموي إلى المنطقة تحت عباءات وشعارات مزيفة، صبغت الكثير من الأحداث والتطورات بعد 2003. بينما كان الإعلام وظل إلى ما قبل فترة قريبة، يقدم إيران كقائد للمانعة والسعودية كحليف لأمريكا.. والواقع يقول إن هذا الإعلام بقوته الأسطورية أستطاع أن يزيف حتى وعي الكثير من السياسيين، بل وبعض المعنيين!
إلى اليمن، الذي يصنف اليوم بأنه دولة مضطربة لا تسيطر على كل أراضيها ومهددة بالتقسيم، فإنه عام 2000 لم يكن كذلك، بل بدأ التدحرج بعد تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في أكتوبر/تشرين 2000، الذي تلاه تحرك أمريكي وصل إلى اقتحام العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بقوات المارينز التي تمركزت في أحد فنادقها، ما اضطر نظام علي عبدالله صالح إلى التفاوض معها والرضوخ للشروط التي اخترقت بها واشنطن الدولة وضربتها من جميع الاتجاهات وصولاً إلى اليوم الذي أصبح فيه اليمن تحت الوصاية الأمريكية شبه المباشرة، وأصبح المارينز متواجداً في أحد المنتجعات بإحدى ضواحي العاصمة صنعاء.
بعد أحداث الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001، طلبت الولايات المتحدة من اليمن تسليمها جزءاً من أرشيف جهاز المخابرات، ولما رفض ذلك تفاوضت معه على فتح مكاتب للمخابرات الأمريكية للعمل داخل اليمن بصورة "مسموحة"، وفتحت مكتبين أحدهما في صنعاء وآخر في عدن، ولكنها في مرحلة لاحقة أشرفت على إنشاء جهاز استخبارات يمني جديد.. والشاهد في ذلك أن اليمن الذي يواجه تمرداً مسلحاً مدعوماً من إيران في الشمال ويواجه حركات انفصالية في المحافظات الجنوبية والشرقية وما يسمى «تنظيم القاعدة».. هذا اليمن هو الذي فتح أبوابه للمخابرات الأمريكية فاخترقت الدولة والأحزاب سلطة ومعارضة وجعلت الجميع يتصارع فيما يصب بمصلحتها وفي خدمة الجماعات الخارجة على الدولة، والتي تهدد الآن بتمزيق اليمن وإدخاله في حروب أهلية وأنفاق مجهولة.
تعلم المملكة العربية السعودية أن ما يحدث في اليمن على حدودها الجنوبية يستهدفها تالياً، وأن جماعة الحوثي المسلحة التابعة لإيران والمسيطرة على مناطق حدودية معها، تقوى شوكتها وتتوسع بغطاء سياسي وأمني أمريكي، يحاصر السعودية من الجنوب.. وحتى في المحافظات الجنوبية والشرقية لن تؤدي الفوضى والانفصالات إلا إلى تهيئة أكثر من مسرح عملياتي لقوى تعمل ضد السعودية. وإن كانت بعض الأدوات المحلية الآن تحاول إعطاء تطمينات ومد جسور مع السعودية، إلا أن النتيجة حتما ستكون عكسية.. والعراق أكبر الدروس.
لقد كشفت تجربة العراق أن أمريكا لا تأتمن سوى العنصر الإيراني الشيعي، أما العنصر العربي السني (أو المنصف كذلك حسب تقسيمات ما بعد 2003)، فلن يؤتمن مهما كان صديقاً ومهما قدم من تنازلات فلن يكون سوى أداة سيتم التخلص منها عند إتمام الجريمة. وقد كشفت أحداث "الربيع العربي" أن الغرب الأمريكي يضحي بعملائه "السنة" أو بالأدق غير التابعين لإيران، لكن سوريا كانت نقطة الاختبار الحقيقية التي بينت أن من الصعب التخلي عن نظام يعد حلقة الوصل بين العدو الإسرائيلي الإيراني المشترك للعرب.
كل ما سبق، شواهد من الواقع العملي على ما تفعله واشنطن لإسقاط الدول العربية ومحاصرة السعودية ومصر من كافة الجهات، وربما أن السعودية بتركيز أكبر حالياً، الأمر الذي يجعل الغضب السعودي الأخير نتيجة طبيعية لوصول الأزمة إلى مراحل حرجة لم تعد تحتمل الصمت.
الجيل الرابع من الحرب
إن كماً مترابطاً من الحقائق والأحداث والشواهد يشير إلى أن الجيل الرابع من الحرب بكافة مظاهره يشن على أهم الدول والعربية والإسلامية، وهذا الجيل هو حرب "إفشال الدولة" باستخدام مختلف وسائل الضغط والنفوذ السياسية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية والنفسية المختلفة وباستخدام مواطني الدولة العدو.. ويبدو أن واشنطن تقودها بالتنسيق والشراكة الكاملة مع إيران وبالتعاون مع دول إقليمية وغربية أخرى (فيما يشبه "سايس-بيكو" جديد).. وهذه الحرب لا تستهدف جماعة دينية أو حزباً سياسياً أو نظاماً استبدادياً ولن تكون نتيجتها في صالح أي الأطراف المحلية، فالمطلوب هو إنهاء عصر الدولة القطرية والدخول في صراعات طائفية ومناطقية تتدخل فيها الدول الخارجية وتسيطر على المواقع الاستراتيجية الحساسة، وليس المطلوب تثبيت أنظمة عميلة أو الدفاع عنها. فمهما خضعت أي دولة عربية أو نظام، فلن يستخدم خضوعه إلا في إسقاط الدولة.
المطلوب «شرق أوسط جديد» -أسوأ مما أعلن عنه، يتقسم ويتصارع حتى الموت وتسيطر عليه إسرائيل وإيران وأمريكا وشركاء آخرون.. واستهداف السعودية لن يحقق أحلام الناقمين منها أو من بعض مواقفها، كما هو حال بعض تيارات جماعة الإخوان الغاضبة من موقف السعودية مما حصل في مصر في يوليو/تموز الماضي، بل إن النتيجة لاستهداف أية دولة عربية أو نظام مع وجود التدخل الأمريكي لن يؤدي إلا لنتائج مستنسخة أو شبيهة بأنموذج العراق، والذي كان الإسلاميون من أول ضحاياه.
يمكن تشبيه مسألة تلاقي نقمة بعض الأطراف المحلية من بعض الأنظمة مع الهدف الأمريكي باستهداف الدول، بأنه صورة غير بعيدة مما جرى في أوائل القرن الماضي، عندما التقت الأهداف البريطانية مع "الشريف حسين" لمواجهة الدولة العثمانية، وعندما انتهت المهمة جاء الغرب واقتسم المنطقة العربية وقسمها إلى فتات.. والصورة يمكن طرحها على بعض المعارضات العربية التي قد تلتقي أو التقت أهدافها مع الغرب بإسقاط الأنظمة.. لكن النتيجة لن تكون إسقاط الأنظمة، بل سقوط الدول وزوالها تدريجياً من الخارطة إثر ما سيترتب على سقوطها من عودة للمجتمعات إلى حلقات صراع وضعف داخلية على أسس قبلية وطائفية ومناطقية وعصبوية يصعب حصرها.
وبحسب علماء الاجتماع فأن عجلة التقدم إلى الإمام تحتاج إلى أربعة أجيال لكي تعود مجدداً. فهذه المجتمعات التي تشكلت وتآلفت في ظل دول قطرية منذ منتصف القرن، إذا ما عادت إلى حلقات أضعف على أسس طائفية وانتماءات ضيقة، فإنها سرعان ما تؤدي إلى صراعات داخل هذه الانتماءات الضيقة، لأنها تحدث هزيمة نفسية في شخصية كل فرد بالمجتمع وتبعث "نزعة" الأنا وبالتالي يصعب التحكم بحدود الانهيار.
استراتيجية وجود
الخلاصة.. أن الدائرة الآن تدور حول مصر والسعودية.. آخر دولتين مهمتين تمتلكان سيادة كاملة في هذه المنطقة بغض النظر عمن يحكمهما.. والحرب جارية من مختلف الاتجاهات ولن تتوقف على الأرجح.
قد يبدو للبعض أن التفكك أصبح خياراً إجبارياً وشراً لابد منه، تتجرعه الدول والشعوب العربية كثمن لانغماسها في خلافاتها الداخلية وصمتها عن احتلال العراق، وكثمن لسياسات الأنظمة الحاكمة والقوى المعارضة خلال العقود الماضية، بالإضافة إلى أن هناك إرادة دولية لعالم يعيش ضمن قطب وحيد ينفذ خططاً استراتيجية لأهداف يتم تنفيذها عبر عشرات السنين.. وذلك صحيح بعض الشيء. لكن ما ينبغي علينا أن ندركه أن عوامل المقاومة لاتزال موجودة وإن كانت تقل كل يومٍ، وأن هذه الصعوبات والتحديات الكبيرة التي وصلنا إليها، ليست شيئاً مما يمكن أن يكون، بعد الوصول إلى مرحلة الصفر، (لا قدر الله).. إذ أن أي دولة يتم تفكيكها تتحول الى أرشيف التاريخ، وتكون الأقسام الناتجة أضعف من الموجودة وبالتالي يستمر التفكك حتى أضعف حلقة اجتماعية.. ولذلك عندما سقطت الدولة العباسية لم تعد من جديد، فتجارب التاريخ تقول إن أية دولة تسقط ويتفكك مجتمعها لن تعود إلا بعد فترات من الزمن كدولة جديدة بشخصية وحدود وتجمعات وأجيال مختلفة بعد أثمان باهظة.
إزاء كل ما سبق فإن خط الدفاع الأول، يتمثل في تقارب عربي-عربي، وتعاون وتنسيق على أوسع صورة ممكنة، بدءاً بالدول التي ما تزال كاملة السيادة كالسعودية ومصر، وفي التحرك غير الاعتيادي والدعم اللامحدود للدول التي تواجه الاختراق ومخاطر التقسيم وتجري محاولة إيصالها إلى الصفر، وعلى رأسها اليمن والسودان وليبيا. إذ لا يبدو أن من المفيد لأي دولة عربية المواجهة منفردة، خصوصاً أن ما سهل سقوط واختراق الدول الأخرى هو مواجهة كل دولة كل حدة، وإذا تركت هذه الدول تسير إلى الانهيار فسوف تكتمل بها دائرة الحصار على السعودية ومصر والدول الأخرى. مثلما كان سقوط العراق عاملاً مفصلياً في صيرورة المنطقة إلى ما صارت إليه.
وبصورة أوضح ينبغي الإعداد الحازم لخطوات تقارب جريئة ومدروسة بين الأنظمة العربية، سعيا لعقد اتفاقيات دفاع مشترك وتكامل اقتصادي وسياسي يجعل منها محورا صلبا في وجه التحديات ونواة قوية تجذب إليها دولا أخرى كالسودان والمغرب والجزائر واليمن.
ومن المهم الإشارة إلى أن الممانعة الدبلوماسية الحازمة والتي بدأت تتقنها الإدارة السعودية تعد من أهم خطوط الدفاع، باعتبار أن كثيرا من أدوات المقاومة لاتزال ممكنة، واستيعابا لدروس عديدة أثبتت أن الغرب المعادي استطاع تفكيك العديد من الدول بعد جرها بعامل "الإحراج" الى مربعات صار يصعب فيها إبداء الرفض أو الممانعة.
إلى ذلك يجدر مكاشفة الشعوب العربية بحجم الخداع الذي تمارسه إدارة البيت الأبيض تجاه العرب وأحلامهم ومكتسباتهم، ومهم أن تنبع المكاشفة من صميم الحرص على العلاقات السوية بين بلدان العالم وخصوصا الامتين العربية والامريكية وليس من قبيل الشعارات الجوفاء التي كان يمارسها المحور الايراني. والى جانب مكاشفة الشعوب العربية يتم كذلك مخاطبة الرأي العام الغربي والأمريكي لإيقاف عجلة الخراب الذي تقوده عصابات الحكم في بعض عواصم الغرب بالتحالف مع إسرائيل وإيران.
إلى ذلك، لا يزال في جميع الدول المنتقصة السيادة أبرز الإمكانات والقوى التي يمكن دعمها لمصالحات فيما بينها وتحفيزها لإنقاذ دولها، والإصلاحات الدستورية المرافقة لأية خطوات للتنسيق والتكامل العربي الذي سيكون مثمرا حتى في أبسط صوره، وسوف تلتف الشعوب حول أية جهود في هذا الاتجاه وتمثل سندا قويا له.
في الثلاثاء 22 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:08:11 م