|
يجهل الأمريكان والغرب شخصية محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والعدل والحرية والتسامح ..ويجهلون أيضاً أن كل مسلم سوي في اعتقاده والتزامه يعتبر محمد صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وأهله وماله وولده .
إذن فالخلاف هذه المرة يختلف ..ورغم أننا ندين وبشدة ونرفض تبعاً لعقيدتنا وقيمنا العنف المادي الذي يطال السفارات والمصالح الأمريكية و الغربية كرد فعل عفوي متهور من البعض او من أطراف أخرى خبيثة حضرتها الفرصة وتعمل على توجيهها حسب أجندتها...إلا انه كان يجب ان يُفهم سابقا ويُعلم الآن ..أن الإساءة لنبي هذه الأمة سيخلق ردة فعل عاصفة ومستعرة يصعب كثيرا على القيادات المبصرة والعاقلة الاحتواء ، زد على تراكمات سابقة من الغضب ما زالت تأجج جراء إساءات سبقت ومظالم هذا أوارها .
كان السيد اوباما على وشك ان يُعيد الاعتبار الأخلاقي نسبيا للأمة الأمريكية عقب الأداء الفج المتطرف لإدارة بوش السابقة ، غير ان الفيلم الأمريكي المُقزز الذي أساء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم حرّك وبعث من جديد حالة من الكراهية تختلف هذه المرة تجاه الأمريكان في العالم الإسلامي قد تُصَعّد من القاعدة وتُوجد إشكالا أخرى من جماعات العنف .
ندرك أن الفيلم ومن قام به لا يمثل الولايات المتحدة الأمريكية لكنه يُحسب عليها في كل الأحوال كما حُسبت القاعدة على المسلمين وعليها مواجهته تماما بالمنهج والأسلوب الذي تُواجه بهما القاعدة اليوم في العالم .
إن التطرف الذي يقوده غلاة الصهيونية واليمين المسيحي تجاه العالم الإسلامي سيواجه طبيعيا بمثليه وأشد ...فمن الذي ينشئ ويُحرك العنف والتطرف والإرهاب في العالم ؟
عندما ظهر الغلو في العالم الإسلامي وولد العنف في نموج القاعدة وغيرها لم نكتف بالقول ان السبب الرئيس خارجي متمثلا في السياسات الخارجية الأمريكية والغربية تجاه المنطقة بل أسرعنا إلى المراجعة وذهبنا نتحسس أسبابنا الداخلية فوجدناه خلل بنيوي يتموضع في الاستبداد السياسي ودكتاتوريات مفرطة في التسلط وفي استخدام أدوات القمع والإكراه والإلغاء ساهمت في نشأة الإرهاب وتطوره فكانت جماعات العنف نتيجة لما سبق فأخطأت هذه الطريق والتصور والفهم وكان أن أساءت لديننا وحضارتنا العظيمة إذ قامت وسارت على العنف في التفاعل مع الآخر على غير طبيعة هذا الدين .
عندها سارع المجتمع المدني والحركي في الدول العربية والإسلامية على تصحيح الحالة الخطأ والسبب فكان هذا الربيع الأخضر ورغم تكلفته المهولة فقد قبلناها كثمن لا بد منه .
وها قد اشترينا الحرية بشلالات دم على ارض بور أوشك الدكتاتور أن لا يبقي عليها حجر ولا زلنا في الطريق لاستعادة الذات وهويتنا الحضارية ذات الرحمة والمحبة والعدل والتسامح ..
ولكن هل سيتحرر في المقابل الأمريكان من الاستبداد القذر الذي تمارسه عليهم الصهيونية العالمية ؟
وهل ستمتلك الأمة الأمريكية قرارها المستقل ذات يوم ؟.
مادام اليهود هم من يتحكم بالقرار والمزاج الأمريكي فإن النزيف الأمريكي المختلف سيظل مستمر في كل بقعة من العالم ..
كلما أوشكنا على الانتهاء من ملف الغلو والعنف في المنطقة وأوشكت القاعدة على ان تُغادر ، تحرك غلاة التطرف المسيحي الصهيوني فأعادوها جذعة و على حال أشد وأنكى .
إن التطرف الغربي كان وما زال السبب و المحرك للتطرف والإرهاب العالمي ، فكما واجهناهم بحزم وقوة في بلداننا فعلى الولايات المتحدة والغرب ان يواجهوا غلاتهم ومتطرفيهم بذات الأداة والفكرة والصورة.
وكما تصطادهم بطائرتها الولايات المتحدة في مدننا وحاراتنا عليها قبل ذلك ان تصطاد غلاتها وإرهابيها بذات الطائرات في أزقتها ومدنها .
إذا استمر الغلو والتطرف والعنف الغربي تجاه عالمنا الإسلامي ومقدساته وأراضيه ولم يواجه بحزم من هذه الدول فلا نستبعد ان يتحول هذا التيار الهادر في المنطقة إلى شكل آخر للقاعدة في مواجهة الولايات المتحدة والغرب ، وهذا ما لا نتمناه ولا نرغبه .
إنه حينما يكون الاستفزاز على هذا النحو وتكون ردة الفعل هذا السيل الجارف ، فإنه من الصعب إيقافه او التحكم به
فهل سيستوعب اللحظة والحال العم سام فيبادر بتقديم اعتذار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته بصورة عملية وبسياسات وتقنين دولي يُجرم النيل من الأديان والمقدسات والحضارات ، وتبادر النخب المثقفة بترشيد الفكر والعقل الغربي ؟
في السبت 15 سبتمبر-أيلول 2012 04:51:50 م