الملكة العارية – والملك الأبله
بقلم/ عبدالقدوس السادة
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
السبت 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 05:41 م

متى يتوقف مسلسل تشويه التاريخ اليمني

بلقيس ملكة سبأ بنت الهدهاد بن شرحبيل سليلة حسب ونسب فقد ذكرها القران في عدد من الآيات وسميت سورة باسم مملكتها (سبأ) والقران حفظ قصتها من التحريف والتلفيق والتنميق والافتراء فقد خلد ذكرها دون أن يمسها بسوء ويكفيها شرفا أن ورد ذكرها في كتاب منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وتكفل الباري بحفظة فقال (أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ) فقد عُرفت برجاحة العقل وسعة الصدر وحسن التفكير وحزم التدبير وقصتها مع نبي الله سليمان عليه السلام أكبر دليل فلم تتخذ قرارات فرديه عشوائية بل جمعت وزراءها وشاورتهم في أمر هذا النبي رغم ما تملكه مملكتها من قوة اقتصادية وعسكرية وثقافية ما يجعل الممالك المجاورة تخشاها وتحسب لها ألف حساب مع ذلك استمعت لأراء وزراءها (نحن أولوا قوة والوا باس شديد) لكن ملكتنا صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة تقرأ ما بين السطور يعود لخبرتها وتجربتها في الحياة (أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا اعزه أهلها أذله وكذلك يفعلون ) رأت أن ترسل إلى نبي الله سليمان بهدية عله يلين أو يغير رأيه ..عمليه اختبار- ليس إلا- لتعرف أتغير الهدية الرأي فالملوك أصحاب دنيا وإذا دخلوا بلد أفسدوه ونهبوا أمواله و سبوا نساءه هذه الملكة العظيمة سيده نساء عصرها فقد ورثت الملك عن أبيها رغم استنكار بعض قومها لتوليها مقاليد الحكم. وازدهرت الحقبة التي حكمتها بلقيس أيما ازدهار واستقرت أيما استقرار وتمتع قوم سبأ بالرخاء والمدنية ووطدت أركان المملكة بالعدل وساست قومها بالحكمة وقامت ملكتنا بترميم سد مأرب وحكمت رغم اتساع المساحة الجغرافية للمملكة وهذا فخر لكل اليمنيين الذين أعطوا المرأة حقها ودورها الريادي والقيادي فالمرأة اليمنية تتمتع بحواس تمكنها من التبصر في نتائج الأمور وعواقبها . فلماذا لا تحكمنا امرأة ؟ فبلقيس الثانية لعلها تكون أفضل واحكم من بلقيس الأولى .

ما دعانا للتذكير بقصة بلقيس ملكتنا و غاليتنا مسلسل (بلقيس ملكة سبأ) الذي عُرض على بعض القنوات الفضائية خلال ليالي الشهر المبارك فقد أنتجته شركة أردنية وسورية وأيضا قام بأداء الأدوار السوريين أنفسهم وهم أيضا من شاهد المسلسل دون الرجوع إلى أصحاب الحضارة فقد أراد المخرج تقزيم الحضارة اليمنية وتشويه ملكة سبأ التي بدت بلهاء تهتم بجمالها وزينتها أكثر من مملكتها ورعيتها . ظهرت بلقيس بلباس عاري لا نعرف لماذا البعض يسعون إلى تشويه الحضارات؟ فهم من أنتج مسلسل الملك اليمني سيف بن ذي يزن (بن الجنيه) وهو أيضا أردوه أبله سخيف حتى زواجه بالجن كذب وكيف أرضعته غزال (ترهات).

يحاولون إلغاء تاريخنا وتقزيم ارثنا الحضاري هؤلاء أحفاد الروم لم يحترموا شهر رمضان ولياليه المباركة ولا مشاعر المسلمين فقد أظهروا الملكة بالملابس العارية وعلاقتها بقائد الجند مناظر مخلة بالذوق العام .

حضارة حكمت اليمن ما يقارب من 800عام ووصل حكمها حتى أصقاع الأرض .

المخرج السوري مسخ قصة بلقيس مسخا وحرفها تحريفا وذهب بما فيها من جمال فني رائع لا سبيل إلى الشك فيه . عندما نتأمل وننظر بعين الحقيقة إلى مسلسل نبي الله يوسف عليه السلام الذي أنتجته السينماء الإيرانية فقد أبدعت باختيار الشخصيات و أبدعت بتقمص الأدوار فعلا قاموا بأداء أدوارهم على أكمل وجه دون تلفيق وافتراء . حتى الزليخاء التي راودت يوسف عليه السلام ظهرت بلباس محتشم فلم يظهروا ادوار مخلة بالأدب أو انتقاص بحق الحضارة اليهودية رغم خلافاتهم والعداء التاريخي بينهم – احترام العظماء واجب-.

تأمل الأشقاء المصريين الذين ينتجون مسلسلاتهم التاريخية بأنفسهم فيختاروا نوابغ الممثليين للقيام بادوار ملوك الفراعنة .الاعتزاز بحضارتهم والحفاظ على ارثهم التاريخي – فمن لم يكن له ماضي فليس له حاضر –الزملاء أصحاب القلم الصادق والكلمات المضيئة لماذا لم تثيروا مسلسل بلقيس ؟كما أثرتم مسلسل سيف بن ذي يزن؟ أم أن الزملاء اقتنعوا بان ما عرض على القنوات هو تاريخهم ..