تقل مسافرين ومعتمرين الى السعودية..حريق يلتهم حافلة نقل جماعي على الخط الدولي في محافظة أبين الرئاسي يجدد تحذيره للإتحاد الأوروبي من تجاهل مساعي المليشيات لتكريس تبعية اليمن لنظام ولاية الفقيه مليشيات الحوثي تفرغ كوابيس الرعب في سواحل الحديدة انفجاران يستهدفان سفينة قبالة السواحل اليمنية واشنطن بوست:المنطقة بأكملها على وشك الانفجار واليمن قد تكون نقطة اشعال الحرب الإقليمية عاجل: المحافظ بن ماضي يخاطب حلف قبائل حضرموت: لن نوجه بنادقنا أبدًا فيما بيننا وقد أتينا لنمد يد السلام ومطالب حضرموت يتفق عليها الجميع عدن: البنك المركزي يبيع 18 مليون دولار بسعر (2007 ريالات) بعد اشاعات إعتزاله الفن .. الفنان محمد عبدة يكشف عن أهم اعماله الفنية بعد اصابته بالسرطان شاب عربي ينافس على جائزة الأفضل في العالم علامات على الوجه قد تدل على مشاكل في صحتك!
منذ اللحظة الأولى التي ولجت فيها ارض المهجر بل منذ اللحظة الأولى التي غادرت فيها بلدي الحبيب وأنا أتأمل شكل وتركيبة وبنية البلدان الأخرى مقارنة مع بلدي وعادة أهم ما يشد انتباه اي شخص مسافر من بلد الى أخر هو المطار حيث وانه أول نقطه ومحطة يصل إليها المسافر لذلك تصمم المطارات خاصة بتصميم معين يعكس وضع وبنية ألدوله ومستوى التقدم والتكنولوجيا التي وصلت إليه .
كان الفرق شاسعا والبون واضحا يعكس مدى القصور بين ما نملكه مقارنة مع ما يملكه الآخرون من مطارات بين العشوائية لدينا والنظام لدى الآخرين في كل شي في حجم المطار وطريقة تصميمه وتعدد مدارجه والتقنيات الرائعة الموجودة به والتي نفتقد الى ابسطها كل ذلك يعكس البعد التفكيري لدى الآخرين وضيق الخافق لدينا.
ولأن المطارات تبنى عادة خارج المدن للكثير من الاعتبارات فهناك نقطة اخرى تشغل ذهن المسافر ايضا وهي كيفية الوصول من المطار الى المدينة وماهي التسهيلات الموجودة والمتاحة التي تضمن للمسافر التنقل بسهوله ويسر دون عناء ومشقه ودون ان يتعرض لأي ابتزاز او نهب في بعض الأحيان.
فالتباين واضح بين وجود سكة حديديه وباصات كبيره مكيفه واسعة على مدار الساعه وبين ما يوجد لدينا في اكبر مطاراتنا الدولية وهو مجرد فرزه لسائقي التكسي او الباصات يتحكموا بها كيفما أرادوا خاصة اذا وصلت في أوقات متأخره من الليل.
ما لفت نظري أيضا في بلد ألغربه هو الأسلوب الراقي في التعامل مع الإنسان واحترام كرامة الإنسان والمحافظة على وقته وعلى أوقات الآخرين وذلك عن طريق وجود انظمه مدروسه ومعده لهذه الأغراض وحسب احتياجات الموسسات ناهيك عن التحديث والتجديد والتنويع في هذه البرامج والانظمه لتلافي القصور او العجز الذي قد يظهر فيها.
لله در الشاعر احمد شوقي حين قال
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبنى ملك على جهل وإقلال
ان تقدم ونمو الأمم يقاس بالعلم وحده وبمستوى ما وصلت اليه البلد في مختلف العلوم والعلم كما يقال يجر بعضه بعضا اي ان الدول التي تحترم العلم وتأخذ به تنهض في كل الجوانب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا وكذلك الجهل. ذلك يبدوا واضحا حين نتامل بلد ما نهض في مجال الصناعه والتكنولوجيا فستجد ذلك يعطيه دفعه كافيه كي يحسن وينهض بمستوى اقتصاده ككل ثم يتجه لينهض بالبنية التحتية ثم لينشأ ويؤسس جيش قوي يحمي البلد وكل ذلك ينعكس على حياة الفرد في النهايه ومستوى الخدمات التي تقدم اليه وتصله باعتباره من أبناء تلك البلدة وله نصيبه من خيراتها مع انه في نفس الوقت لا زال الكثير منا من حملة الشهادات العليا في بلدي يعاني من قسوة العيش وصعوبة الوضع الاقتصادي في حين ان بلدان اخرى قد كفلت هذه المشكلة وأمنت السبيل أمام المواطن البسيط لينال ويحصل على كل الضروريات دون جهد يذكر.
استوقفتني الكثير من التساؤلات واستغربت من وجود واستمرار هذه الحالة وذلك الوضع المخزي والعشوائي في بلدي وتسالت في نفسي هل يعقل ان حكوماتنا المتتالية والمتعاقبة لم تنظر ولم تسمع عن مستوى النهضة الموجودة لدى الشعوب وتحاول ان تسايرها او اقل شي للمجتهد ان لم يستطع اللحاق ان يقلد فلم أجد اجابه البته تقول ان وضعنا سليم وان أمورنا على ما يرام.
لا ندري متى سنصل الى ذلك اليوم الذي ينعم فيه الإنسان العادي والبسيط بكل مقومات الحياة دون عناء وتعب باعتباره ممن قدر له ان يكون من سكان تلك البقعة المعمورة على هذه البسيطة وله حق في خيراتها وثرواتها كما كان يحدث في عهد الخلافه الراشده.
لم تكن تلك الأخلاقيات التي وجدت في فترة ألخلافه الراشدة عشوائية ولا عن جهل حينما كان يعطى الفقراء والبسطاء من بيت مال المسلمين وتغطى نفقاتهم بل ويزوج المعسورين من الشباب من بيت المال بل كان كل ذلك عن علم ودراية بان الأرض لله وقد قسم أرزاق خلقه فيها قبل ان يجدوا أنفسهم على هذه البسيطة وبالتالي فهم متساوون في الميراث الدنيوي وفي تقاسم خيرات هذه الأرض كل حسب موضعه او مكانه.
اندهشت كثيرا حينما رأيت وشاهدت مستوى ومقدار الإنفاق في مجال الأبحاث والدراسات ومقدار الدعم والتعاون الذي يقدم للطلبة في سبيل تميز وتقدم البحث العلمي في حين ان ذلك منعدم في بلدي تماما وأمام من يرغب بالدراسات العليا اما ان يستلف او ان لا يفكر في الدراسه كون الجامعه لا يهمها الموضوع لا من قريب ولا من بعيد بل حتى لا تعرف سبب إنشائها .
فهل يا ترى مازال هناك أمل في تجاوز مثل هذه الأوضاع والنهوض بالبلد للمستوى المطلوب في شتى مناحي الحياة وإعادة الاعتبار الى المواطن البسيط ليعيش بأمن وسلام لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.