آخر الاخبار

وصول قاذفات نووية شبحية بعيدة المدى الى قواعد أمريكية بالقرب من إيران ووكلائها في المنطقة ... مشهد الحرب القادم مليشيا الحوثي تعترف بتدمير محطات البث وأبراج الاتصالات وخدمات الإنترنت في محافظتي صعدة وعمران .. تفاصيل حرب الجبال... ماذا وراء الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في اليمن؟ مقتل نحو 20 قياديًا حوثيًا في ضربة أمريكية استهدفت اجتماعًا بصعدة تدخل ملكي ...الامير محمد بن سلمان يوجه باتخاذ إجراءات لمعالجة ارتفاع أسعار العقار بالرياض إجراءات قمعية جديده تمارسها مليشيا الحوثي عبر مطار صنعاء الدولي .. تحت مسمى محاربة التجسس... اربع دول عربية تعلن أن غداً الأحد هو المتمم لشهر رمضان.. تعرف على الدول التي اعلنت ان غدا هو اول أيام العيد أجهزة الأمن السعودية تضبط يمني لاستغلاله طفلاً في عمليات التسول بطارية نووية قد تدوم مدى الحياة .. وداعا لعصر الشواحن العليمي: التحالف الجمهوري بات اليوم أكثر قوةواستعادة صنعاء صار أقرب من أي وقت مضى

البردوني.. حين لا يعمى القلب ولا البصر
بقلم/ عبدالرقيب الوصابي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 03 سبتمبر-أيلول 2013 11:48 ص
تعد تجربة الشاعر الرائي / عبد الله البردوني ، التجربة الأرقى والأنضج ، في العصر الحديث ، جميع قصائده الشعرية ، تؤكد بما لا يدع مجالا للزحاف ، أو اضطراب للمعنى ، أننا أمام شاعر أسطوري مجدد ، إصطفته العناية الإلهية ، ليعيد للحرف مجده ، وللمعنى توهجه وألقه، فكان يرى أكثر من اللازم وأعمق من اللازم ...... وكان وكان .... البردوني الشاعر ، شاعر فوق الاحتلال والتأثير ، لا تحتهما ، أخلص لتجربته الشعرية ، خطط جيدا لتحقيق المعجزة ، فأعطى الشعر كل ما يملك من صحة ووقت واهتمام ، فاختصه الشعر في المقابل بالمعنى المختلف العميق والبعيد والغامض / حد الاستبصار والتنبؤ الصادق والمدهش ، لم يكن الشعر بالنسبة إليه ، رغبة ثانوية ، بل كان بمثابة الشهيق والزفير، الألم ديدنه ، وبه ومنه شقّ للقصيدة دروبا كثيرة في أرواحنا ، كأجيال لاحقة تعتز بنتاجه الشعري والنقدي والفكري ، كل هذا لأننا وجدناه مثقفا حقيقيا ، حمل الحقيقة ، في وجه العنف والقوة والإلغاء ، قصائده ورؤاه تنمو كشجرة لا تدفع نفسها دفعا ، بل تشرئب بأعصانها وثمارها عالية فوق الروؤس ، مسلمة زمام نبضها إلى رياح الربيع القوية ..
الشاعر العملاق / عبد الله البردوني ، شاعر استثنائي هضم جيدا الموروث الروحي والفكري والمعرفي والشعري ، قديما وحديثا، على جميع المستويات المحلي والعربي والعالمي ، كتب القصيدة لغريب ما ، سيولد في بلد غريب بعد مئات السنين ، أسئلته الوجودية التي بقيت بدون جواب - حتى اللحظة - هي التي أشارت بدورها إلى هالة الإمكانات الإنسانية ، وهي التي رسمت وجودنا ، لم يكن ألمه الذاتي وتشظيه اللامحدود ، بأثقل بأثقل من الألم الذي عاناه مع الآخر ، ومن أجل الآخر ، وفي مكان الآخر ، وهو ما جعله يحمل الوطن على عاتقه ، في حله وترحاله حد التماهي ، فكان هو الوطن ، وكان الوطن هو ... . عبد الله البردوني الشاعر والعارف ، الذي اعتصر المتنبي ولوركا ، وجوته والمعري ، وسارتر والحلاج ، وآخرون فكان الأصالة والمعاصرة في آن ، ولم يكتف بذلك ، بل وزّع أسلوب وطرائقه الكتابية في أجساد شعراء كثر ، كما سعى إلى إعادة ترتيب العالم بالشعر ، وإذذاك يتحول العالم في قصائده الخالدة إلى حلم عذب ، والحلم يتحول إلى عالم راق وآمن ، لم يتفنن في ابتداع أسلوب حياته ، بل عاش الحياة بالأسلوب الذي كان يبدع به ، ترى كم سيتعلم الفلاسفة لو ساقتهم الأقدار لقراءة قصائد هذا الشاعر العملاق ...