رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
منذ أكثر من 3 أشهر بدأت عمليات منظمة في محافظات جنوبي اليمن لاغتيال مسؤولين أمنيين وتنفيذ هجمات مختلفة على مقار الأمن، في تطور ملفت يضع العديد من علامات الاستفهام، حول الجهة المستهدفة والهدف من هذه الهجمات، ومآلات الأزمة في الجنوب برمتها..
وعلى الرغم من السلطات أعلنت عقب عدد من هذه العمليات أن الهجمات تحمل بصمات القاعدة، إلا أنها اتهمت في عمليات مماثلة مسلحي الحراك الجنوبي.. وهناك العديد من العمليات الفاشلة التي وقعت في مناطق نستطيع أن نقول أنها حراكية بحتة، كالضالع..
السلطة تتهم الحراك والقاعدة، والحراك يتهم السلطة، والقاعدة تعلن مسؤولياتها عن بعض تلك الهجمات، التي تتزامن مع تصعيد أمريكي في اليمن ضد ما يسمى تنظيم القاعدة، والقاعدة بنظر الكثير في اليمن، عبارة عن قواعد بعضها تابع لأمريكا، وبعضها للسلطة، وربما هناك قاعدة تابعة لبن لادن..
وبدراسة الفرضيات الثلاث، التي يمكن أن تقف وراء هذه الاغتيالات، وهي (السلطة، القاعدة، الحراك).. وبالنظر إلى تزامن هذه العمليات مع الحدث الهام الذي من المقرر أن يقام في عدن نهاية العام الجاري وهو بطولة "خليجي 20".. وكذلك مع التصعيد الأمريكي ضد القاعدة، والقرصنة الغربية المفتعلة في خليج عدن، بالإضافة إلى وقوع تلك المحافظات خارج سيطرة الدولة نجد ما يلي:
فرضية القاعدة:
القاعدة تبدو الحمار الأقصر، الذي يمكننا أن نضع عليه جميع التهم، لكن وجودها في الإعلام، على ما يبدو، يفوق مئات المرات تواجدها على الأرض، ولا يستبعد أن يكون لها يد في بعض الاغتيالات فعلاً، لكن من المستحيل أن تكون بهذا التواجد الذي يمكنها من تنفيذ أكثر من 3 عمليات اغتيال في الأسبوع الواحد..
بالإضافة إلى أن القاعدة أيضاً عليها علامات استفهام طويلة عريضة.. وعلى افتراض أنها تقوم بكثير من ذلك.. فهل تقوم به بدوافع ذاتية، أم بتوجيهات استخباراتية إقليمية وغربية؟ للدفع باليمن نحو الانفلات الأمني وصولاً إلى التدخل الغربي المباشر في اليمن؟ وهذا يحتاج إلى بحث...
فرضية الحراك:
هل بدأ الحراك بتنفيذ استراتيجية معينة في التصعيد المسلح؟.. فرضية الحراك المباشرة تبدو باهتة نوعاً ما، باعتبار أن الحراك ليس تنظيماً واحداً، ذا رؤية موحدة، وهدف واحد، بل هو مجموعة من الفصائل والمصالح، وهذه هي نقطة الضعف التي يمكن من خلالها، أن نقول أن فصيلاً في الحراك بدأ بعملية تصفية منتظمة لضباط الأمن، سواء لأهداف انفصالية، كإضعاف التواجد الأمني في المحافظات الجنوبية، تمهيداً لمزيد من العنف، أو لضغوط سياسية أو لثارات شخصية مع بعض الضباط .. الخ..
الأمر الأخر وهو الأخطر، أن الحراك الذي اندلع في المحافظات الجنوبية لدوافع حقوقية وسياسية، أغلبها نظيف وشريف، أدى بمجملة إلى وجود وضع خارج القانون، وتحول الحراك لدى الكثير من الذين تركتهم صنعاء في بيوتهم بدون عمل، إلى مهنة ووظيفة، يتحصلون منها على قوت يومهم، وحتى وان استجابت السلطات لكثير من المطالب تظل وظيفتهم التصعيد ثم التصعيد باندفاع عاطفي ثوري لا يراعي الواقع..
وهنا بالذات، بإمكان أي جهة غربية أو محلية، أن تستغل العاطفة المندفعة في استخدام فصيل معين لتحقيق أهداف تريدها، فلو فرضنا أن أمريكا أو أي دولة أخرى تريد أمناً منفلتاً أو ما إلى ذلك، فبإمكانها التواصل مع فصيل انفصالي معين توعده بدعم الانفصال، وجر الحراك إلى مربع العنف، الخ..
فرضية السلطة:
هناك من لا يستبعد، أن المخابرات، قد تقف وراء مثل هذه الاغتيالات لأسباب محدودة، منها أن السلطة تحاول التخلص من بعض الضباط لأسباب أو لأخرى، كتساهلهم مع الحراك أو القاعدة، وكذلك لإتهام الحراك بالعنف.. الخ..
وبمقارنة هذه المزاعم، مع ما يمكن أن تخسره السلطة من انهيار لسمعتها، فالأمن لم يستطع حماية نفسه، وكذا مع مخاوف خليجي 20، نجد أنه من غير المنطقي أن تقوم السلطة بعمل انفلات أمني يتزامن مع هذا الحدث.. ناهيك عن أن المستهدف قد يخفى علينا كصحافة لكنه لا يخفى على ضباط الأمن الذين ما زالوا على قيد الحياة ينتظرون الاغتيال.. بالإضافة إلى ذلك فإن وضع السلطة وأجهزتها الأمنية الهشة، في المحافظات الجنوبية، يجعلها في وضع المدافع لا وضع المخطط الذكي..
والقضية برمتها قد تحتاج إلى مراجعة لأسماء وسير الضباط الذين تم تصفيتهم، لفهم من يمكن أن يستهدفهم، وهل هو عملاً منظماً أم لا، فإن قالت سيرهم بأن لهم أدوار بطريقة أو بأخرى في ملاحقة القاعدة، فهذا قد يرجح لدينا مسألة القاعدة، وكذلك إذا كانوا أصحاب مهمات أمنية مع الحراك أو غيره..
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن.. هو: كيف ينظر ضباط الأمن في المحافظات الجنوبية إلى وضعهم وهم ينتظرون الموت في أية لحظة.. وهل ستؤدي تلك العمليات إلى جعلهم متحصنين بالمواكب والمدرعات؟ وابتعادهم عن الاحتكاك الميداني؟ وما مستقبل الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية، في ظل هذه التطورات؟
أسئلة محيرة جداً، لن تجيب عنها السلطة بدقة، وإن قالت، فالوضع يبدو خارج السيطرة، لكن الحراك يبدو اللاعب الأهم في الساحة الجنوبية، فهو متواجد ميدانياً، إن لم يكن مسيطر.. وبإمكانه أن يضع حداً لمثل هذه العمليات، باعتبار ذلك ليس في صالح أحد. وعلى قادة الحراك أن يعو أمراً مهما، أن المتضرر الأول والأخير من هذه الاغتيالات هو الحراك وقضيته.. ونحن عندما نقول للحراك إن عليه أن يلعب دوراً في إيقاف مثل هذه الأعمال التخريبية، فهذا ليس اتهاماً، ولكننا نقول هذا باعتبار الحراك قادراً على لعب دور.. وباعتبار أن بعض الأعمال قد ترتكب من قبل بعض من يتسمون باسمه..
وعلى السلطة أن تعي التأثيرات المستقبلية لهذه العمليات التي تقضي على الجهاز الأمني للدولة.. وتنهي سيطرتها، وكلمة الحق الذي يجب أن نقولها للمستهدف مهما كائناً من كان، وهي أن الجهاز الأمني للدولة، هو مؤسسة للدولة اليمنية وليست تابعة لأي حزب، وإن استخدمها الحزب الحاكم، فإن هذا لا محالة سينتهي، والضباط والجنود هم إخواننا وأقاربنا من جميع المناطق اليمنية..