صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
عقب حادثة تفجير المدمرة الأمريكية «يو.إس.إس.كول» في 12 أكتوبر2000 وضعت السفيرة الأمريكية السابقة بصنعاء باربرة بودين «رجل على رجل» خلال لقائها بالرئيس السابق علي عبدالله صالح , في إشارة لكبرياء أمريكا الجريح وسخطها على نظام صالح وهشاشة أجهزته الأمنية والاستخباراتية في مواجهة عمليات القاعدة والتنظيمات الإرهابية التي تنشط في البلاد.
وخلال الأسابيع الأولى للأزمة وحركة الاحتجاجات الشبابية المطالبة بإسقاط النظام , أطلق البعض لقب «الشيخ فايرستاين» على السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين حين توسط لدى شيوخ قبائل للإفراج عن شحنات من الغاز المنزلي وإنهاء أزمة غاز خانقة في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى.
..وبين «كعب» باربرة بودين الذي ارتفع توبيخاً وسخطاً , و«شماغ / شال / غترة» فايرستاين التي رمى بها لشيوخ القبائل ولسان حاله يقول «بجاه الله» تفكوا القطاع ..أعتقد ان الولايات المتحدة الأمريكية قد استطاعت إلى حد ما أن تفهم التركيبة القبلية والاجتماعية والعسكرية والسياسية في اليمن بقدر ٍ مكنها من التعاطي الذكي مع الوضع اليمني وهو ما بدا لافتاً منذ بداية الاحتجاجات وحتى الانتخابات الرئاسية المبكرة التي وصف البعض ترويج السفير فايرستاين لها وكأنه يحمل برنامجاً انتخابياً خاصاً به.
بطبيعة الحال فإن ما بذله السفير فايرستاين من جهود ليست لوجه الله أو من أجل سواد عيون اليمنيين، وإنما من أجل سياسات ترى في استقرار اليمن حاجة وضرورة تخدم مصلحة أمريكا في منطقة استراتيجية وحساسة جداً بالنسبة للملاحة الدولية وحقول النفط والحرب على القاعدة وعلى القرصنة البحرية . وبالتالي فإن من يظن أن أمريكا خذلت شباب الساحات أو أن فايرستاين تعاطف مع صالح وأقاربه , يكون قد بالغ في التفكير بمنطق عاطفي أو حمّل «الديمقراطية الأمريكية» أكثر مما تطيق .
الأمريكان يتعاملون دوماً مع الواقع كرقعة شطرنج ولاعبين كثر لهم أوزان وثقل وحضور لا يمكن تجاوزه.. وبالتالي كان فايرستاين ينظر الى أن الرئيس صالح له نفوذ قوي من خلال مؤسسة الجيش والأمن التي يمسك أقاربه بكثير من وحداتها وأيضاً حضور سياسي كبير من خلال حزب المؤتمر الشعبي العام والتحالفات القبلية التي ترتبط به عبر شبكة مصالح , ناهيك عن أن صالح كان رئيساً منتخباً وهو بحسب توصيف مسئولين أمريكان له «عنيد» وكان لا بد من التعاطي معه بخطوات ونقلات تطبخ على «نار هادئة».
ونفس الشيء بالنسبة للواء علي محسن الذي قالت عنه الكاتبة الأمريكية «جين نوفاك» الكثير واعتبرته علي كيماوي في حربه مع الحوثيين , ورجل القاعدة حين الحديث عن رموز القاعدة في اليمن وقرب بعضهم منه كما هو حال «صهره» طارق الفضلي ..ولو تعامل السفير الأمريكي بما يقوله خصوم اللواء محسن وصنفه ضمن قائمة الداعمين للإرهاب , لأصبح على «أبي حنيفة» أن يمد قدميه ولا يبالي ساخراً من السياسات الأمريكية الغبية .
وبنفس القدر لم يكن السفير فايرستاين أو الشيخ «فايرستاين» يصدق الرئيس السابق عند وصفه للمحتجين بأنهم لا يتجاوزون المائتين أو الألف شخص ..وأيضاً لم يصدق قيادات المشترك بأن كل من في الساحات هم ربيع يمني وليس أغلبهم شباب أحزاب .. لم يصدق صالح وهو يقول إن الإخوان المسلمين هم قاعدة وخطر على أمريكا , ولم يصدق صادق الأحمر بأنه سيخرج صالح حافي القدمين ..وآخرون اعتبروا إزاحة صالح أمراً سهلاً ولا يحتاج أكثر من «سائحتين أمريكيتين».
الولايات المتحدة وعبر سفيرها الشيخ فايرستاين تعاملت مع رقعة شطرنج يمنية ولاعبين كثر , وأدارت الأمور بذكاء مع لاعبين إقليميين آخرين لا يمكن تجاوزهم بالنسبة للملف اليمني وأوصلت الوضع إلى نتيجة لم يكن معها أفضل مما كان.
وأقول مجدداً إن ذلك ليس دفاعاً عن فايرستاين أو البيت الأبيض , وإنما حقائق ينبغي أن لا نتجاهلها ..هي ليست «ماما أمريكا» ولكنها بالنسبة لليمن لعبت دوراً ايجابياً في منع الفرقاء من الانزلاق إلى الحرب الأهلية.. وروضت الراقص والثعابين في التسليم بأن هناك سقفاً لطموحات كل منهم ..وعصاً غليظة يمكنها أن تكبح جماح من يغامر أبعد من ذلك .