عاجل.. مؤتمر مأرب الجامع يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى سرعة دعم وزاراة الدفاع ونقل مقار البنوك الى عدن وتنفيذ قرارات الرياض .. استثمار الفرصة التاريخي الحوثيون يفشلون في التقرب الى ترامب وتوسلاتهم ذهبت أدراج الرياح .. تقرير أمريكي: الغد ليس جيدا بالنسبة للحوثيين طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل اليمن تودع السياسية والأكاديمية اليمنية وهيبة فارع التكتل الوطني للأحزاب السياسية يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى استثمار الفرصة التاريخية لإنهاء الانقلاب أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب بدمشق الأمم المتحدة تعلن تعليق جميع تحركات موظفيها الرسمية في مناطق سيطرة الحوثي مكتب مبعوث الأمم المتحدة يكشف عن لقاء مع وفد سعودي عسكري لمناقشة وقف اطلاق النار باليمن وتدابير بناء الثقة من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟ من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما
من الواضح أن الوضع السياسي في السودان يزداد سوءاً وأن الأحداث ترجّح كفّة انفصال جنوب السودان كما أشار إلى ذلك مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع مؤخراً عبر وسائل الإعلام.
العالم العربي اليوم يتألم لألم هذا القطر العربي الكبير إلا منظري المشاريع الانفصالية فيه، فهم يعتبرون انفصال جنوب السودان عن شماله بمثابة انتصار للفكر الانفصالي المنتشر في بعض الدول العربية والإسلامية.
الحركة الانفصالية في اليمن، إحدى هذه الحركات التي تبتهج كلّما سمعت عن انفصال هنا أو تقسيم هناك، ويحاولون اليوم الاستفادة مما يحدث في السودان، ويعتبرون نجاح الحركة الانفصالية بجنوب السودان نموذجاً حياً على إمكانية تقسيم الدول العربية في زماننا هذا، فيستخدمون ذلك في تحفيز بعض أتباع الحراك في عدد من المناطق ببعض المحافظات الجنوبية بعد تسلل اليأس إلى قلوبهم إبان نجاح خليجي عشرين وخذلان الشارع بجنوب اليمن لقادة الحراك عندما رفض تنفيذ برنامجهم الذي قرر الحراكيون القيام به أثناء البطولة الخليجية.
يقومون باستثمار أوجاع الأشقاء السودانيين، بالرغم أنهم يعلمون جيداً أن المعطيات اليمنية تختلف كثيراً عما يحدث في السودان.. يعرفون جيداً أن اليمنيين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً متوحدون في العرق والدين واللغة والثقافة، بينما الشعب السوداني يتكون من عرقيات واثنيات وديانات وثقافات مختلفة، وهذا ما قد يساعد على تقبّل واقع انفصال جنوب السودان لدى البعض.
من جانب آخر، قد لا تمانع الدول الإقليمية والدولية فكرة تقسيم السودان، بينما العكس بالنسبة لليمن، فأمريكا وأوربا تعيا جيداً مغبة تقسيم اليمن الفقير صاحب الموقع الجغرافي الحساس في ظل التغيرات العالمية الحديثة. ففي حال فُرض الانفصال، فإن هذا الجزء من العالم لن يكون آمناً ولا مستقراً ولا مسالماً. فاليمن بلد مرعب في نظر من حوله إذا كان قوياً ومستقراً، ومرعب أكثر إذا كان ضعيفاً كما هو الحال اليوم.
أمَّا المملكة السعودية ودول الخليج بشكل عام، فلهم حساباتهم الخاصة، فالثروة في المحافظات الشمالية قليلة جداً مقارنة بعدد السكان، بينما الثروة في المحافظات الجنوبية كبيرة مع وجود عدد سكان أقل، وفي حال سلّمنا ونجح مشروع الانفصال بجنوب اليمن وحدثت معجزة وبقي الشمال شمالاً والجنوب جنوباً، فهذا يعني أن الشمال سيكون بلا ثروة، وهذا ما سيساعد على جعل هذه المنطقة في شبه الجزيرة العربية قابلة لأن تكون عصا بيد أي طرف خارجي يضرب بها من يشاء في المنطقة وأقصد هنا إيران، فهي بلا شك ستتلقف يد شمال اليمن الممدودة حاجة وفاقة.
ومن خلال ما سبق، فالإخوة الخليجيون يفضلون يمناً واحداً يتقاسم خيراته القليلة خيراً من يمنين الأول غني يحكمه الفكر الاشتراكي المحدّث، والثاني فقير يتحكم به الخميني.
أخيراً، فإن المعطى الأهم في اليمن يتمثل بالرأي والقناعة الشعبية، ففي السودان قد لا تمانع بعض التيارات السياسية والمجتمعية السودانية فكرة انفصال الجنوب السوداني لأسباب وعوامل عديدة لا يسعنا ذكرها هنا، بينما في اليمن فالأغلبية العظمى من الشعب ترفض فكرة انفصال أي جزء من اليمن وبشكل قاطع.
فقد وقف الشعب اليمني ضد مشروع الانفصال في 1994م، والدافع حينذاك وطني قومي حيث أصر غالبية الشعب اليمني على أن يكون اليمن واحداً مستقراً بدون تلك المناوشات والحروب الشطرية التي كانت تحدث قبل الوحدة من وقت لآخر. أما اليوم فإن حدث تهديد حقيقي للوحدة اليمنية، فإن المواطن اليمني سيقف ضد مشروع الانفصال بصرامة والدوافع لن تكون وطنية وخاصة بالاستقرار وحسب، بل إن هناك دافعاً إضافياً قوياً خاصاً بأبناء المحافظات الشمالية، وهو الرغبة في الوجود وحق العيش، فلا يمكنه أن يبقى متفرجاً على جزء من الوطن يعيش أبناؤه في غنى فاحش وهم يموتون جوعاً ويمدون أيديهم للعالم، لاسيما وهم يعلمون أن الثروة في أرض يمنية وهي لكل يمني وليست لفئة أو جماعة أو قبيلة دون أُخرى.
خلاصة القول: كي لا يتعب هؤلاء ويضيعون وقتهم دون طائل، هناك ألف حل وحل للأزمة اليمنية، إلا التقسيم فلن يستسيغه الشعب اليمني لأي سبب من الأسباب وبأي شكل من الأشكال لا فدرالية ولا كونفدرالية.. لن يتقبّل الشعب اليمني التقسيم لمجرد أن جنوب السودان انفصل، بل حتى لو تجزأت الجارة السعودية نفسها..
نعم.. الشعب اليمني لن يقبل التقسيم لمجرد نباح أوكامبو أو حتى جاءت الطائرات والدبابات بالبيض والعطاس إلى اليمن كما جيء بالمالكي والجعفري إلى العراق.
ما قلته أعلاه ليس من باب التحريض أو الاستفزاز أو التحدي والتهديد، وإنما قراءة صريحة للواقع الذي يجب أن يعيه الحالمون بتمزيق اليمن. فاليمن لديه معطياته وحيثياته الخاصة التي لا يمكنها أن تجعله سوداناً آخراً. وقلوبنا معك يا سوداننا العزيز.
hamdan_alaly@hotmail.com