الأمريكي المخترق للمدارس السلفية: اليمن بلد ساحر حكومتها عاجزة
بقلم/ مأرب برس - خاص
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الأحد 07 فبراير-شباط 2010 01:22 م

ترجمة خاصة- محمد الثور

السيد بادنوس، عشت أكثر من ثلاث سنوات "كاذبا" أنك مسلم في اليمن، للتمويه كان يجب عليك اعتناق الإسلام؟

في خريف عام 2005 اعتنقت الإسلام رسميا، وقلت لأحد الشهود: "لا إله إلا الله محمد رسول الله". في الأصل كان يجب علي بعدها الاستحمام، ولكن طقوس اعتناقي الإسلام كانت مختصرة عكس الطقوس الأخرى، التي تقام في بلدان أخرى. ففي اليمن تتم العملية أسرع بهدف إدخال الشخص إلى الإسلام. ويمكن الحصول على الشهادة إذا كنت تريد. لم أرد ذلك لأن الآخرين لم يكن لديهم، ولربما أثار ذلك الشكوك.

سيظهر كتابك قريبا؟ ألا تخاف أن العديد من المسلمين سوف يتهمونك بالكذب؟

الكثير من المسلمين في اليمن كانوا مضيافين معي جدا، وودودين تجاهي، ولقد خدعتهم طوال الوقت. كنت أعرف أنهم سيرعبون من فكرة أن كافر من الغرب قد دخل أماكنهم المقدسة. وأنا غالبا ما كنت أشعر بالخوف من العواقب إذا ما اكتشفت أمري. ومع ذلك فقد درست القرآن، واستمررت في الكذب. لذلك أنا لست فخورا.

هل كانوا مرتابين تجاهك باعتبارك مواطن أميركي؟

في المدارس القرآنية الكثير من الغربيين الذين أسلموا كان اليمنيون يشكون فيهم، ولالتزامي فهم لم يشكوا بي.

كيف يتم قضاء اليوم في المدرسة؟

يبدأ مع الساعة الخامسة فجرا، ثم نعود مرة أخرر إلى الفراش. في بعض المدارس كان هناك تعليم الساعة الثامنة، ولكن هذا هو وقت مبكر جدا للطلاب المسلمين. أما مدارس أخرى فأن التدريس أشد يبدأ من الساعة السادسة، بعد الصلاة مباشرة. بعض الطلاب يصحو الساعة العاشرة. إذا أردت، يمكنك التعليم طوال اليوم. وبين وقت وآخر تقام الصلاة ويتناول الأكل، وتقوم تقريبا جميع الفصول بالقيلولة في المسجد. في فترة ما بعد الظهر ويحفظون القرآن. بعد صلاة المساء (العشاء) يذهب الطلبة المتزوجون إلى زوجاتهم، والطلاب غير المتزوجين يجلسون أمام المسجد ويشربون الشاي.

ما يُدرس في المدارس؟

العديد من المدارس تعلم مبدأ (الأمة)، وهي عبارة فكرة أُسرة المؤمنين العالمية. وعلى الطلاب اكتشاف واقع المسلمين والبحث في الماضي. هذا الماضي الإسلامي المفترض إلى حد كبير نتاج الغرور الديني، والذي يصور بأنه رائع، في حين أن الإسلام حاليا في كثير من الأحيان في وضع مهين. الهدف الرئيسي هو جعل التلاميذ يسألون أنفسهم: ما الذي يمكن القيام به كي يعود ذلك العصر الذهبي خلال الخلافة الإسلامية في العصور الوسطى عندما كان الإسلام قويا.

هل شعرت بالارتياح في المدارس القرآنية ؟

لم أشعر بالانتماء، ولكن الشعور يتطور بالانتماء إلى المجتمع الذي يقابلك بالثقة. هذا كان مهم بالنسبة لي؛ لأنني أردت أن أتعرف على أشخاص آخرين اعتنقوا السلام بعد المسيحية، كي أتفهم سحر الإسلام وجاذبيته. هدفي هو فهم القرآن والناس في اليمن وأفكارهم وأحلامهم ومخاوفهم. أردت أن أذهب إلى المساجد والمدارس القرآنية، والتي لا يسمح للكفار الدخول إليها، ومعرفة أين روعة الإسلام وما يثيره من قلق.

المدارس تزعج الكثير من الناس في الغرب، لأنها بؤر الإسلام الراديكالي.

أنا لست متأكدا ما يعنيه التطرف الإسلامي خارج إطار الإرهاب. في القرآن أشياء كثيرة جدا متطرفة حول الحرب والعنف والنساء عندما لا يكون من السهل التفسير حرفيا، والحفظ عن ظهر قلب، وهذا ما اضطررت إلى القيام به في المدارس. على الجانب الآخر، الإسلام فيه أيضا شيء فطرية،فهو باطني ووجداني تقريبا. وثمة مشكلة رئيسية هي النظرة التي يتم تدريسها في المدارس، وهي أن الغرب يخون الإسلام. وبعد فترة قصيرة يجد الطلبة أنفسهم يشعرون بالتهديد والاعتداء. ويريدون الذهاب إلى الكفاح وقتل الكفار من الأعداء، ويفضل أن يكونوا من اليهود.

ليس كل طالب مسلم إرهابي.

ولكن لديهم الشعور بأنهم في شيء من الحرب مع الغرب لتبرير العنف في أي وقت. وعندما لقيت في العام الماضي الممرضتان الألمانيتان مصرعهما في اليمن تم الحديث عن ذلك في المدرسة. تم الإجماع على هذا الفعل بين المدرسين والطلاب وذلك أنهن لما يأتين لمساعدة النساء في الولادة، ولكنهن أتين كي لا تلد النساء المزيد من الأطفال في المستقبل، وقال أحد المعلمين: "إن الغرب يريد أن يتحكم بكل شيء، حتى رحم المرأة اليمنية كي لا يتزايد عدد المؤمنين". وفي نهاية حديثة قال المعلم: "أنت مسلم. الأمم المتحدة، والمسيحيون لا يريدون أن تحصل على المزيد من الأطفال. كل واحد منكم يجب أن يخرج ويحصل على عشرة أطفال"، وبطبيعة الحال حصلت هذه الفكرة على إعجاب الجميع المصابين بالإحباط الجنسي نتيجة عدم و جود نساء لديهم و عدم وجود نساء بين الحاضرين.

كنت أيضا في(دار الحديث)، المدرسة الإسلامية في مدينة دماج، المدرسة هي منشأة تدريبية، ووفقا لوكالات المخابرات الغربية أنها تدرب للجهاد، والحرب المقدسة.

كانت المدرسة التي أسسها الشيخ السعودي (ربما أخطأ. هو في الأساس يمني) مقبل الوادعي، الذي كان ضمن الهجوم على المسجد الكبير في مكة عام 1979. في ذلك الوقت كان بضع مئات من المسلحين احتلوا المسجد، وأعلنوا قيام دولة إسلامية متشددة. مقبل طرد من البلاد وجمع حوله من يثق فيهم. في الثمانينات ربما أنه قد بعث بعض الطلاب إلى أفغانستان، ولكن عندما كنت هناك لم يكن في المدرسة على سبيل المثال معسكر للتدريب على المتفجرات. ولكن بالتأكيد هناك تدرس السلفية والإسلام المعادي للغرب. معظم الطلاب هناك يعانون من وهم العظمة ويعتقدون أنهم في يوم ما يمكنهم أن ينقذوا الإسلام.

لماذا الإسلام يزداد تطرفا؟

كثير من البلدان الإسلامية كأنها قلاع محتلة. وليس هناك قلعة تتساقط حجارتها أكثر من اليمن. وبالطبع فإن سكان القلعة يودون أن يشاهدوا باعتزاز الأسوار والأبراج التي ترتفع إلى السماء، ويكرهون زحف الهزيمة نحوهم. إن العديد من اليمنيين لديهم شعور بأن من هم في السلطة في البلد، يبيعون كل شيء، الحقول و موارد البلاد المعدنية. البلد من وجهة نظرهم للأسرة المؤمنة (الأمة)، وليس للشركات الغربية والجنود والمبشرين أو السياح.

كيف ترى مستقبل اليمن؟

اليمن يذكرني بمسرحية الروسي تشيكوف "بستان الكرز". في الواقع يمكن العيش في هذا البلد الساحر بشكل جيد، ولكن بدلا من ذلك فإنهم يقطعون شجرة تلو الأخرى يوميا. حكومة عاجزة ونفوذ متزايد جدا للجماعات الإسلامية المتشددة يدفع البلاد إلى مزيد من الفوضى التي تجعل اليمن محط اهتمام الإرهابيين من القاعدة وليس فقط منذ الهجوم الفاشل الذي استهدف في ديترويت، وهذا شيء معلوم.

هل ستفاجأ إذا قال المسلمون: "ثيو، لقد خنتنا، لقد خدعت نبينا، عقوبتك هي الإعدام؟

لا.