الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري ويسيطر على أحياء جديدة في الخرطوم
أعاصير مدمرة ورياح عاتية.. عاصفة قاتلة تهز الولايات المتحدة
قاضٍ أميركي يمنع ترامب من استخدام صلاحيات قانون يعود لعام 1798
هذا المشروب يعزز من طاقتك ويمدك بالفيتامينات في رمضان
غارات أميركية على مواقع الحوثي.. قتلى عسكريون وهروب قادة من صنعاء
محتجز إسرائيلي سابق يكشف تفاصيل صادمة حول شبكة أنفاق حماس
إعلامي مصري يهاجم الحوثيين: لم يستهدفوا سفينة إسرائيلية واحدة بينما خسرنا المليارات
الكشف عن تفاصيل صادمة في انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني..
حيث الإنسان يعيد الحياة والبسمة لأهالي قرية نائية بمحافظة أبين ...مشروع للمياه النقية ينهي معاناتهم وألامهم
ما تبعات نقل مراكز بنوك يمنية من صنعاء إلى عدن؟
كانت السياسة الأمريكية قد وضعت خريطة جديدة للشرق الأوسط ومعالمها، وتحدث عنها سرا وعلنا شخصيات أمريكية كثيرة خصوصا الصقور وأصحاب القرار, شاركهم في رسمها معظم الحكام العرب, بيد أن جيل التغيير قد نسف هذه الخريطة وزلزل الأرض تحت أقدام من رسمها، وأراد أن يرسم التاريخ من جديد بريشة الشباب الثائر، ليغير الصورة النمطية عن الشاب العربي بأنه يرضى بالذل والهوان والاهانة، وانتفض ضد من هان آدميته واستهان بقدرته على كبح جماح الظلم والاستعباد والاستبداد.
إن الاغتراب السياسي وما ارتبط به من ظلم وجور واستبداد وقهر واستعباد للعباد، و بطالة وفقر وطبقات مهمشة وسوء توزيع الثروة وفساد، كل هذا فصل عرى العلاقة بين جيل شباب الانترنت والفيس بوك والتوتير والتكنولوجيا الثورية والمعرفة الرقمية، وبين قيادات أنظمة بالية ما زالت تفكر بعقلية القرن التاسع عشر، فتتحكم برقاب العباد في زمن الحرية العالمي، وتقيد الاتصالات في زمن القرية الكونية، وتراقب الانترنت في زمن التواصل الاجتماعي العالمي، وتحتكر حرية التعبير في زمن العولمة؛ فزادت الفجوة واتسعت رقعتها بين جيل الشباب المعاصر رافع لواء الحرية والتغيير، وأنظمة دكتاتورية فاسدة تواجه رياح التغيير الشبابي بالعنف والإرهاب .
فالأنظمة المستبدة تدعي لنفسها حق معرفة مصلحة البلاد والعباد، وتسحق طبقات الشعب، خاصة الشباب، تجاه تلك المصلحة التي تتحول مع تجاهل مجاميع مصلحة الأمة، إلى سياسات اغترابية لا يشعر جيل الشباب المعاصر بأهميتها مادام انه لم يشترك في صنعها أو يستشار بقراراتها؛ من هنا تجد الأنظمة نفسها أمام خيارين : إما أن تلبي مصالح شعبها أو مصالح الأطراف الخارجية التي تحافظ على كيانها ونظامها، فالنظام الذي لم يأتي برغبة الشعوب أمر طبيعي أن لا يحترم إراداتها!! لكنه بالمقابل يخشى على نظامه من الخارج، بينما مطمئن أن شعبه قابع تحت وطأة البوليس والمخابرات!
حينما يفقد الشباب العربي قيمة الحرية وابسط حقوقه الإنسانية، يصبح مجرد وقود للأنظمة العربية الفاسدة التي قضت على أحلامه بوهم السلطة والاستبداد وأمن البلاد والعباد، وجلدت طموح الشباب بحجة قلة الحيلة ووهن الواقع، فيما تعيش نخب حاكمة في طفرة من الثروة والسلطة والاستبداد، فأصبح اغلب الشباب العربي، كالعبيد في خدمة سيده الحاكم، لا يملك سوى الطاعة والسمع لولي الأمر، حتى لو كان ظالما وفاسدا وقاهرا، كيف لا وهو المنزّل بأحكام الدين والشرع، ويمثل هالة إلهية، لدى بعض الشعوب العربية، فهو من المحرمات، كالدين، لا يجب نقده أو التطاول عليه!! فأصبح الشباب العربي أشبه بأعجاز نخل خاوية، ومجرد رقم في زمن التكنولوجيا الرقمية، وقيمته فيما تثبت وثائق الدولة، لا بكرامته كانسان ولد حر وسيموت حرا!! فأي سلطة تلك التي تستعبد الشباب، إن خلقهم رب العالمين أحرارا؟