فتحي:سنقول بأن التيار المتشدد في الحراك غير واثق بمطالبه الإنفصالية
بقلم/ فيس To فيس
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 22 فبراير-شباط 2012 05:57 م
  فتحي أبو النصر

سنقول بأن التيار المتشدد في الحراك غير واثق بمطالبه الإنفصالية أصلاً ، مادام وقد عمل على محاولات حمقاء لإجبار الناس في الجنوب على عدم المشاركة في الإنتخابات، بحيث بلغت هذه المحاولات العجيبة حداً كبيراً من التسلح والعنف .

لكن بغض النظر إن كان ماتم من تبلطجات بإسم الحراك لا تنتمي لجوهره ومسعاه النضالي الذي نعرف ، إلا أننا سنظل ننتظر من قادة حراكيين تحديد مواقفهم بوضوح مما جرى وبحزم كبير أيضاً .. ذلك أن الحراك سيتعثر كثيراً في هذا المسعى حال استمراره مثلاً ، وكما نلاحظ يبدو أنه لايوجد إدراك واع للعواقب التي سترتد على رأسه خصوصاً إذا ما استقر كورقة صراع إقليمي للأسف .

فالحاصل أن الحراك يعيش أكبر مآزقه حالياً، إذ ثمة من يقايض به لمصلحة بقايا النظام بعد ان استطاعوا تقسيمه إلى عدة حراكات صغيرة متناثرة، ساهمت به أمراض الزعامة ، كذلك صار يتغلغل منذ مدة بالعنف الذي تجلى مع التصرفات العنفية المشينة يوم 21 فبراير . من ناحية أخرى هناك مؤشرات قوية على أن الحراك صار يرتهن للأجندة الإيرانية –تيار البيض وحسن زيد بن يحيى بالذات .غير أن سلمية الحراك بشكل عام لا زالت متأصلة في التكوين الأخلاقي النضالي والإجتماعي للجنوبيين رغم كل التغذية الخاطئة باتجاه العنف أو الإرتهان – هكذا أزعم –

أما في حال اعتبرنا أن ما يجري من عنف يمثل تكتيكات سياسية ، فإنها ستكون مجرد تكتيكات هوجاء خاطئة التقدير بالطبع.

وبالمحصلة فإنه لابد أن تخسر القضية الجنوبية العظيمة والنبيلة ورقتها الاخلاقية السلمية وسط تفاقم المخاوف من أن لا يكون الحراك على قدر الروح النضالية النظيفة التي راكمها ، بحيث ستندفع هذه القضية نحو تلك المهاوي السحيقة التي لن تسر أحداً لاشك . والسبب: ضجيج ومزايدات كل هذا التشتت والعنف غير المعقولين على الإطلاق .