إسرائيل تدخل معركة جديدة ..استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن
لليمَن سحر على الكتّاب وله - لسبب ما - سحر شديد على الكاتبات. أوائل القرن الماضي، جاءت إلى الجنوب الرحّالة البريطانية فريا ستارك ولم تعد إلى لندن إلا بعدما تركت أجمل الآثار الوصفية والأدبية لتلك الجبال والصحاري والشواطئ. اليوم جاءته مهندسة معمارية من دمشق تعيد اكتشاف تاريخه المذهل وعاداته الباقية. إنها الدكتورة ريم عبد الغني، قرينة الرئيس اليمني السابق، علي ناصر محمد. يتقاسمان معاً، كل على طريقته، إحياء التاريخ الجميل. وقد تحوّلت دارهما إلى دار نشر تصدر الكتاب بعد الآخر دون كلل أو ملل. الفارق بين رحلات ومشاهدات فريا ستارك وبين إقامة ريم عبد الغني، هو طبعاً فارق الزمن. لكن المهندسة السورية تتميّز بالقدرة على التنقل بين الماضي والحاضر، ويمكّنها ذلك من مقارنات ساحرة «في ظلال بلقيس» كما هو عنوان إحدى دراساتها الممتعة من صنعاء إلى عدن إلى حضرموت إلى شبوة إلى سائر القاموس اليمني بعماراته المطرّزة وحصونه العالية وقلاعه الملوّنة. إليك هذا النموذج:
«وصنعاء القديمة - التي كانت محطة أساسية على طريق التوابل بين عدن ومكة الذي حل محل طريق (اللبان) شرق اليمن والمشهور منذ عصور ما قبل الميلاد - طالما اشتهرت بأسواقها... وفيها اليوم 48 سوقاً متخصصاً تضمّ أكثر من 1700 محل تجاري. ولكل حرفة أو بضاعة هامة، سوق خاص بها، فهناك سوق البزّ أو القماش، وسوق الحرير، سوق المبساطة أو القملة (الملابس القديمة) سوق اللقمة، سوق الخريف (الفواكه) سوق العنب وسوق الزبيب، سوق القات، وسوق العلف، وسوق البقر، وسوق الحبّ، وسوق الفتلة، وسوق الفضّة، وسوق النحاس، سوق الجنابي (الخناجر)، وسوق العِسوَب (الأغمدة)، سوق المخلاص، سوق النظارة، سوق الجديد، وسوق الخياطة، وسوق الكوافي (أغطية الرأس)، سوق الحنّاء، سوق المصاون (البراقع والأقنعة)، وسوق العطارة، وسوق الجصّ (الجبس) والمفرقعات، ومن أشهرها وأقدمها على الإطلاق سوق الملح وهو أبهر قلب صنعاء».
ولكن ما هو «سوق الملح»؟ لا شك أنها السوق التي تُباع فيها الأملاح. أو هكذا يُخيّل إلينا كقرّاء عاديين. غير أن الباحثين لا يتوقفون عند الانطباع السطحي. تقول الدكتورة عبد الغني: «ربما أتى الاسم من شهرة السوق بتجارة التوابل والبهارات. ولكنني عرفت لاحقاً أنّ المؤرّخ أبو محمد الحسن الهمداني في كتابه (الإكليل) أورد أن التسمية كانت في الأصل سوق المُلَح (بضمّ الميم وفتح اللام) أي سوق كل ما هو جميل ومليح، وصُحّفت التسمية لاحقاً وصارت سوق المِلح (بكسر الميم وتسكين اللام)».