آخر الاخبار

وكيل محافظة مارب الشيخ حسين القاضي: عاصفة الحزم لم تكن مجرد تحرك عسكري بل نقطة تحول إقليمي أفضت إلى تغييرات استراتيجية من عمق الصحراء وفي مضارب البدو بمحافظة حضرموت...حيث الإنسان يؤسس مركزا لمحو الأمية وينتشل نساء المنطقه من وحل الجهل الى واحات العلم. مركز الفلك الدولي يقول كلمته بشأن موعد عيد الفطر وهل تحري الهلال يوم السبت ممكنة؟ قتلنا عدد من القادة الحوثيين.. بيان للبيت الأبيض يحسم أمر استمرار الغارات على اليمن ويكشف عن عدد الضربات والأهداف المقصوفة حتى الآن إيلون ماسك يختار السعودية لمشروعه العملاق الجديد .. تفاصيل عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء اليمن تحصد المراكز الأولى في مسابقة دولية للقرآن الكريم عاجل: سلسلة غارات أمريكية تستهدف جنوب وشمال العاصمة صنعاء قبل قليل 21 حوثيًا يحملون رتبًا عسكرية أقرت الجماعة بمقتلهم في أعلى حصيلة يومية ''الأسماء'' مأرب: إحياء ذكرى استشهاد أيقونة الحرية حمدي المكحل والشهيد خالد الدعيس

التربية الإيمانية ضرورة
بقلم/ نبيل النشمي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 11 يوماً
الثلاثاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2011 07:40 م

معشر المربين في أي موقع تربية كنتم :

آباء أو مدرسين أو قائمين على محاضن تربوية أو مسئولين عن مناهج تربوية ؛

إن كثيرا من المشاكل والانحرافات السلوكية الخاطئة التي تشتكون من وجودها واستمرارها في المتربين وبذلتم جهودا وأتعبكم علاجُها تنظيرا وتطبيقا ؛ إن كثيرا منها ليس له علاج إلا بالتربية الإيمانية التي تربط الفرد بربه وتقوي علاقته بخالقه سبحانه وتعالى فتعزز الخشية منه والمراقبة له والرغبة فيما عنده والخوف من عذابه.

إن التربية الإيمانية إلى جانب أنها تضبط السلوك الشخصي للفرد فإنها ترفع من مستوى الإيجابية والفاعلية وتعزز من درجة الاحتساب في إصلاح الذات وفي نفع الآخرين .

ومما يؤكد ضرورة التربية الإيمانية :

1- التأمل السريع في هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في تربيته لأصحابه يتضح بجلاء الاهتمام بالتربية الإيمانية وتقوية العلاقة مع الله سبحانه وتعالى في كل الأحوال.

2- التغيير الحقيقي للفرد والمجتمع والأمة لا يكون بدون تغيير النفوس كما قال المولى عز وجل :\"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم \" وأساس تغيير النفوس هو إصلاح علاقتها مع الله عز وجل .

3- توارد الفتن والانفتاح الفضائي وتكاثر الشبهات وضعف التدين العام وتردي العملية التربوية وغياب دور الأسرة والمدرسة التربوي وغيرها لا يمكن تعويضها وسد فراغها إلا بوجود حافز داخلي ووازع ذاتي وهذا لا يتأتى إلا بتربية إيمانية قوية .

4- انتشار أمراض تربوية وانحرافات سلوكية خطيرة حتى في مواقع وبرامج التربية نفسها مثل سيطرة حظوظ النفس أو التعلق بشهوة أو الإصرار على معصية أو الانجراف في مستنقع المخدرات أو عدم القيام بالواجبات الشرعية وأكبر من ذلك التعلق بأفكار وشبهات عقدية منحرفة والجدال لها.

5- الاهتمام - بقصد أو بدون قصد – والتركيز على طرق تربوية ومناهج لا تهتم ولا تعتني بالتربية الإيمانية .

ولو تأملت في المنهج النبوي العملي للتعامل مع المخالفات والانحرافات على مستوى الفرد أو على مستوى المجموع تجد العلاج بالإيمانيات هو العلاج الرئيس بل التربية الإيمانية هي المنهج التربوي القرآني والنبوي من أول يوم في الانتماء لهذا للدين .

سورة المزمل مثلا من أول ما نزل من القرآن وفيها فُرض قيام الليل على قوم لا يستطيع أحدهم أن يجهر بإسلامه فضلا عن أن يطبق تعليماته ويقوم بشرائعه ولمدة عام تربوي يطلب منه وجوبا قيام الليل كجرعة تربوية إيمانية ضرورية .

إن التربية الإيمانية سلاح المؤمن أمام المحن وزاده في طريقه إلى الله وسلوته في الخلوة وهي ما يمكن أن يقال عنه الحارس الشخصي له من الوقوع في مزالق الشهوات وفتن الشبهات .

إن المسلم إذا قوية علاقته بالله وزاد إيمانه وامتلأ قلبه حبا له وخشية وتوكلا ويقينا وإيمانا فإنه يرتقي في سلم الثبات إلى أن يصل إلى الله خالصا مخلصا .

بل إن الاتصاف بالصفات والأخلاق العظيمة كالصبر والبذل والتضحية والوفاء والصدق إن لم يكن دافعها إيمانيا فإنها تنقطع وقت الحاجة إليها .

معشر المربين :

من أجل توفير الجهود وتحقيق الأهداف بنسبة عالية واستخدام وسائل خالية من السلبيات فالتربية الإيمانية هي ما يتوفر فيها كل ذلك .

قيام الليل وصلاة الضحى وصيام النوافل والارتباط بالقرآن قراءة وتدبرا والصدقة والذكر والدعاء ومجالس الصالحين والصف الأول وعيادة المرضى وزيارة المقابر واتباع الجنائز وغيرها من كثير من الطاعات التي تقرب العبد من الله تعتبر من أهم أسباب الوقاية والحماية من الوقوع في انحرافات فكرية أو سلوكية وصدق الله إذ يقول \": والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ..\"

والتأكيد على أعمال القلوب وتقريرها منهجا تربويا يعد من أساسيات التربية الإيمانية بل أن النوافل العملية من صلاة وصيام وغيرها ما هي إلا وسائل لإصلاح القلوب والارتقاء بها في علاقتها وتعلقها بالله سبحانه وتعالى .

فالإخلاص والتوكل والخشية والمراقبة وحب الله ورسوله والرجاء والخوف وتعظيم الكتاب والسنة وغيرها من أعمال القلوب هي القوة الحقيقية للوقوف أمام الشهوات والشبهات وهي الحصن الحصين لحماية الفرد والمجتمع .

أخيرا :

معشر المربين :

إن تقوية صلة المتربي بالله تعالى هي النجاح الحقيقي للمربي .

وفق الله الجميع لما يجب ويرضى

وصلى الله وسلم على النبي الكريم والمربي العظيم وآله وأصحابه أجمعين

والحمد لله رب العالمين