آخر الاخبار

عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة

موتوا بغيظكم!!
بقلم/ افتتاحية الثورة
نشر منذ: 15 سنة و أسبوع و 6 أيام
الإثنين 11 يناير-كانون الثاني 2010 07:15 م

وجّه أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، بمختلف شرائحهم السياسية والوطنية والاجتماعية صفعة مؤلمة ومدوية لتلك الشرذمة الانفصالية المأجورة، التي تطبعت على الارتزاق والخيانة، وذلك بوقفتهم الشجاعة والمشرفة في وجه دعوات تلك الشرذمة، التي باعت نفسها بثمن بخس لبعض العملاء والحاقدين على هذا الوطن ووحدته، ومسيرته الديمقراطية والتنموية.

حيث أكد الجميع وقوفهم صفاً واحداً في مجابهة عناصر ما يسمى بالحراك وحلفائهم في تنظيم القاعدة، الذين توزعوا على الشوارع كمجموعات ملثمة بهدف إرهاب المواطنين ودفعهم إلى إغلاق محلاتهم، والتجاوب مع دعوة الإضراب، أن وحدة الـ22 من مايو ليست سلعة تباع أو تشترى، بل هي استحقاق وطني لمسيرة حافلة بالتضحيات، قدم فيها أبناء هذا الشعب القوافل من الشهداء من خيرة أبنائه، وأنهراً من الدماء، تدفقت بغزارة من أجل بلوغ هذا الهدف العظيم، الذي ارتبطت به كل أماني وأحلام اليمنيين، أكان ذلك أثناء النضال ضد الإمامة والاستعمار، أو عقب انتصار الثورة اليمنية (26 سبتمبر / 14 أكتوبر)، وما اتسمت به هذه المرحلة من اعتراك سياسي، وصراع داخلي ودورات عنف كان محركها الأساسي الانتصار لذاتية اليمن ووحدته وسيادته، من خلال إعادة وحدة اليمن، التي بها اكتملت مضامين الثورة واسترد هذا الوطن ألقه الحضاري واعتباره التاريخي.

والأهم في هذا المشهد الوطني الوحدوي الجماهيري أنه كشف عن مدى هشاشة تلك الشرذمة الانفصالية ودعواتها البائسة، وأنها ليست سوى مجموعة محدودة من المرتزقة والمأجورين، الذين لا وزن لهم ولا تأثير، وأن ما أقدموا عليه من ممارسات تخريبية، وأعمال إرهابية، أمر مرفوض من كل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الشرفاء، الذين يعلمون علم اليقين أن تلك الشرذمة الانفصالية إنما تخدم أجندة خارجية، مقابل ما تحصل عليه من المال الحرام، وهي من دأبت على ذلك، مرحلة بعد أخرى، سواء أثناء صراعات الرفاق وثاراتهم، أو حينما حاولت الانقلاب على المعادلة الوطنية بعد قيام الثورة، وتحقيق الاستقلال، عبر تآمرها على المشهد الجديد، ومحاولة إعادة تكريس القديم بكل أوجاعه وأثقاله ومآسيه ومتاعبه.

وما حدث بالأمس لاشك وأنه قد أسقط كل الأقنعة الزائفة والخائبة، سواء منها تلك الوجوه الكالحة من المرتزقة والمأجورين من الانفصاليين وحلفائهم في تنظيم القاعدة، أو أولئك الذين بنوا رهاناتهم وحساباتهم السياسية والحزبية على ما يمكن أن تفضي إليه تلك التحركات الفوضوية المشبوهة من أعباء ومضاعفات على أجهزة الدولة، بغية الوصول إلى بعض المكاسب والمنافع الحزبية والسياسية والذاتية، خاصة وأنهم جعلوا من أنفسهم وأحزابهم غطاء للمتورطين في أعمال التخريب والإرهاب، وما تفرزه من نتائج وجرائم.

ونحسب أن الفشل الذريع الذي منيت به دعوة الإضراب، وإن كان أصاب عناصر (الحراك القاعدي) في مقتل، فإنه كان صادما وشديد المرارة على أولئك المتمصلحين من وراء الأزمات، الذين وجدوا أن ما كانوا يراهنون عليه وجعلوا دعمه في مقدمة أولوياتهم وحساباتهم، هو مجرد أصفار لا تسمن ولا تغني من جوع، وأنه بلغ من الاهتراء والخيبة والسوء والانحدار حدّاً يحول دون استخدامه كورقة للمساومة والمناورة السياسية والابتزاز. وأن ما عولوا عليه ليس سوى جثة هامدة ومن الطبيعي أن يجني أولئك هذا الحصاد المر لاعتمادهم على استراتيجية مغايرة لاستراتيجية الشعب اليمني، الذي يضع الوطن ووحدته في حدقات عيونه، وقد تبلور ذلك قولاً وعملاً بكل تفاصيله على أرض الواقع يوم أمس بتبيان لا يحتاج إلى توضيح.

ذلك واحد من الدروس التي نأمل أن يستفيد منها أولئك الواهمون والمأزومون، إذا بقي لديهم أي ذرة من عقل أو حكمة.

وبداية الطريق إلى الفهم والخروج من المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه هي في تغيير طريقة تفكيرهم وتعاملهم بما يتواءم مع معطيات الشعب لا معطياتهم الخاصة، ومعطيات الحاضر لا حسابات الماضي وتراكماته، باعتبار أن الزمن هو زمن الشعب، صاحب المصلحة الفعلية في الوحدة والديمقراطية والنهوض التنموي الشامل، ولا يوجد أي مبرر أو سند قانوني أو دستوري يمنح الحق لأحد مهما كان شأنه في ادعاء الوصاية على هذا الشعب أو على أي جزء من محافظات الوطن أو مناطقه، فالشعب هو صاحب الحق المطلق في السلطة وحكم نفسه والتعبير عن إرادته، والحفاظ على مقدراته ومكاسبه وإنجازاته ووجوده الوطني، الذي جعل من الوحدة مشروع حياة.

وعلى من لا يعجبه ذلك أن يموت بغيظه أو أن يشرب من ماء البحر. والحليم تكفيه الإشارة.