بطارية نووية يمكنها العمل 100 عام دون شحن.. ما قصتها ؟
حرب الإقتصاد… زيادة الرسوم الجمركية بين أميركا وأوروبا تهدد بـ9.5 تريليون دولار سنوياً
300 مليون يورو مساعدة ألمانية لسورية
عشرات الوفيات بسبب عواصف تضرب عدة ولايات أمريكية.. تفاصيل
واتسآب يطور ميزة جديدة لتنظيم المحادثات الجماعية
اشتعال موجهات وحرب طاحنة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله ..تفاصيل
إسرائيل تترقب زلزالا سياسيا وأمنيا الأربعاء
البنك المركزي ينشر أسماء 8 بنوك كبرى قررت الإنتقال من صنعاء الى عدن
أول رد روسي على الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
ما تحتاجه اليمن وحتى الرئيس علي عبدالله صالح، ليس مهرجانات النفاق والاحتفاء بعيد الجلوس لأن الأزمة التي تجتاح البلاد من غربها إلى شرقها تحتاج إلى شجاعة الإقرار بهذه الأزمة ومن ثم معالجة الوضع المتفجر في كل مكان وبمشاركة جميع الأطراف السياسية.
في اعرق الديمقراطيات، لا يهم رئيس الوزراء البريطاني -مثلاً- أن تحشد له الأجهزة الموظفين العموميين ومنتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية للاحتفاء بمناسبة وصوله إلى السلطة. ورئيسنا في أمس الحاجة لأن يحتفي به الناس من خلال المنجزات والكف عن العبث الذي طال كل شيء في حياتهم.
لا أستطيع تفسير الأحاديث المتتالية للسلطة في اليمن عن النهج الديمقراطي والخيار الذي لا رجعة عنه، في حين يصر النظام على أن تتحول مناسبة شطرية إلى عيد وحدوي، ولا أفهم كيف يتحول اليوم الذي جاء فيه الرجل إلى قمة الحكم في أوضاع كانت السعودية هي التي تحكم وتتحكم بالجزء الشمالي من البلاد، إلى يوم عرس وطني، مع أن هذه الصفة كان ينبغي أن تطلق على يوم 22 مايو الذي تحول إلى مأتم بفعل الأخطاء والخطايا التي ترتكب منذ القرن الماضي.
بعد سبعة عشر عاماً على الإقرار بالتعددية السياسية والحزبية، تراجعت مساحة الحرية بشكل كبير وعدنا لمهرجانات التطبيل للحاكم الفذ، واستطعنا بقوة ان ننافس العراقيين إبان حكم صدام حسين والسوريين في عهدي الأسد الكبير والصغير في قدرتنا على الابتذال وتقديم المواطنين وحتى كبار المسؤولين على أنهم مجموعة من المطبلين مهمتهم الأساسية هي الهتاف بحياة القائد المخلص المنفذ صانع المعجزات.
من المفترض أن يقدم حكم الرئيس لنا وللعالم من خلال ساحة الاختلاف القائمة مع معارضيه وعبر الحوار المسؤول وإزالة كل القيود المفروضة على الإعلام وخصوصاً الاعلام المرئي والمسموع والنشاط السياسي، لأن ذلك يزيد من احترامه ويجعله نموذجاً لحاكم عربي تتمناه شعوبها، ولأن هذا أيضاً يحفظ للشعب اليمني احترامه وكرامته.
حتى يتطابق الحديث المستمر عن الفرادة التي تعيشها اليمن في الجوانب السياسية بين دول المنطقة، فإن ذلك يقتضي أن لا يجلد الناس ليل نهار عبر وسائل الإعلام الممولة من حقوقهم لنقل مهرجانات التطبيل وندوات النفاق، وأن يدرك وزير الإعلام أن مرتباته ومكافآته وجميع العاملين في تلك الوسائل هي من أموال الشعب عبر الضرائب التي يدفعها ومن ثرواته، وأن كل ذلك يفرض عليه أن يحترم عقلية المشاهد في الداخل والخارج وأن يغادر زنزانة القمع التي دخلها في الثمانينات ولم يخرج منها حتى الآن.
وبما أن العزيزين نصر طه مصطفى ونبيل الصوفي قد ضما إلى اللجنة غير الحكومية المساعدة على تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس، فإني على ثقة أن بإمكانهما إقناع الرجل أن ما يقدم في وسائل الإعلام التي من المفترض أنها ملك للمجتمع، وما يتم في الشوارع، يسيء له ولإنجازاته ولشعبه، وأن هناك وسائل أكثر فائدة للتعبير عن الولاء أو الإخلاص له ليس من بينها بالتأكيد التزلف والنفاق.
نحن بحاجة كيمنيين بمن فينا الرئيس ذاته لرد اعتبار جراء الصورة التي قدمنا بها للعالم وأظهرتنا على أننا مجموعة من الغوغاء المسيرين، تتحكم بهم أجهزة القمع وأن الديمقراطية لدينا لا تزال كذبة كبيرة تستطيع أي حكومة عريبة أخرى أن تحاججنا فيها.
malghobari@yahoo.com