عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها
الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية
ترامب يتوعد إيران بعواقب وخيمة ويحملها مسؤولية هجمات الحوثيين
عاجل: أمريكا تكشف متى ستتوقف ضرباتها ضد الحوثيين
غارات أمريكية تدمر مصنعًا في الحديدة
جدول مواعيد مباريات ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
استهداف الأمم المتحدة واشتباكات دامية.. ماذا يحدث في جنوب السودان
بطارية نووية يمكنها العمل 100 عام دون شحن.. ما قصتها ؟
حرب الإقتصاد… زيادة الرسوم الجمركية بين أميركا وأوروبا تهدد بـ9.5 تريليون دولار سنوياً
300 مليون يورو مساعدة ألمانية لسورية
الاسبوع الجاري كان أصحاب المحلات التجارية، على قلتهم، من أبناء المحافظات الشمالية، والعمال، هدفاً لغضب المئات من الشباب في مدينة المكلا، حين تعرضت هذه المحلات للتكسير والعبث، كما أن الفعل ذاته طال كل سيارة تحمل لوحة أرقام إحدى هذه المحافظات. وأصبح كل مولود في الشمال، حتى وإن كان عاملاً بسيطاً، هدفاً للاعتداء والإزدراء والسخرية.
الحادثة ليست الأولى إذ إن أحداث الشغب التي رافقت المباراة قبل النهائية للدوري العام بين فريقي حسان ابين، وشعب إب، قادت الغاضبين من قرارات حكم المباراة إلى استهداف كل ما هو شمالي: المحلات التجارية المملوكة لأبناء تلك المحافظات تعرضت للتكسير والنهب، وعمال البوفيات تعرضوا للضرب المبرح، وحتى أصحاب البسطات عُبث بهم وأهينوا إهانات بالغة على اعتبار أنهم أعوان «للاحتلال».؟!
بعد الحادثة تعالت الاصوات المنددة بهذه التصرفات، واستغرب الكثيرون من أن يتحول غضب الناس من سوء إدارة الدولة وعلى الفقر والفساد، وغياب المواطنة المتساوية الى عداء للجغرافيا، ونزعة عنصرية تبحث في الأصول، وظهر أن هناك قناعة راسخة لدى البعض بأن كل مولود في المحافظات الشمالية هو السلطة، في إقصاء العسكريين من أعمالهم واستبعاد الموظفين من أبناء محافظات الجنوب والشرق من الوظائف والمواقع المهمة في المؤسسات المختلفة وحتى كانوا سبباً في ارتفاع اسعار السمك.
حين شاعت مفردة «دحابشة» مع بداية الازمة السياسية عام 1993 استخدمت بصورة استعلائية وأضحت تعبيراً عن نظرة دونية لكل ما هو قادم أو مولود في شمال البلاد، غير أن الأخطاء الفظيعة التي تسبب فيها نظام الحكم منذ ما بعد حرب صيف 1994 المشؤومة قد أوجدت مناخاً ملائماً لبعض الأطراف لتوظف هذه المفردة لا في مواجهة فساد السلطة، ولكن في استهداف الجغرافيا لأنها رأت ان ذلك أسهل لها بكثير من مقاومة حكم جائر أفسد كل شيء.
لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الظلم الذي طال عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الشرقية والجنوبية، ولا يمكن الدفاع عن سياسة البسط على الاراضي واقتطاعها للأقارب والمحسوبين على مراكز النفوذ، لكن ذلك لا يعني أن أبناء الحديدة مثلاً في منأى عن هذه الممارسات فغالبية عظمى من أبناء هذه المحافظة أضحوا أُجراء لدى الاقطاعيات التي ارتكزت في ثرائها غير المشروع على النفوذ والحماية.
كما لا ينتقص من حق الناس في حضرموت وعدن والضالع وغيرها القول إن أبناء الحديدة باتوا أقلية في الوظائف داخل محافظتهم ومستأجرين لدى ملاك أراضهيم، و لا يبرر للحكم اقتطاع المساحات وارسال المسؤولين من صنعاء الى تلك المحافظات.
ولا ننسى الاشارة الى النفوذ الفاجع للمشايخ في محافظة إب وفي ريمة وحجة والمحويت حيث كل شيء مصادر من المواطنين لصالح هؤلاء الذين يعتمد عليهم في كسب الولاءات للحزب الحاكم وفي الحصول على الأغلبية البرلمانية.
وبالمثل فمهما عظمت مظالم الناس في شرق البلاد وجنوبها، فلا يعقل ان يتحول هذا العامل البسيط وصاحب البسطة المعدم الى محتل ومحتقر ومنبوذ لاعتبارات تخص مكان ولادته.لأن هذا يسيء للمطالب المشروعة والعادلة لأبناء تلك المحافظات ويخدم من يقفون وراء هذه الممارسات المدانة من جميع الناس في كل المناطق.
malghobari@yahoo.com