الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم
مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب
تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي
قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية .
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية
عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين
هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟
نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026
خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن
مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب.
مأرب برس – خاص
تمر الامم والشعوب والجماعات وحتى الأفراد بتجارب مختلفة في مسارات حياتها الإنسانية المتنوعة فنجدها تتغير الى الأفضل او الى الاسواء بنسب متفاوتة بحسب فعل وتأثير وحجم هذه التجارب وقوتها وسطوتها وعلى اساس المقدرات العرفية المتراكمة التي تشكلت في شبكة وعيها المتنامي على مر الزمن.
ولقد مرت اليمن بتجربة طويلة خلال ثلاثة عقود متواصلة لا شك انها توصلت من خلالها الى تراكم معرفي تستطي
ع من خلاله الحكم واجراء التقييم الاستقرائي الكامل الموصل الى الاستنتاجات والمعالجات الصحيحة والدقيقة لدرجة المعرفة الكاملة بالاجراءات الخاطئة والصائبة التي انتهجتها البلاد والتي تستطيع من خلالها معرفة وتحديد دون ادنى شك من هو العدو من الصديق, والمجرم من البريء, والمفسد من المصلح وبالتالي العميل والخائن من الوطني الاصيل.
قد يندرج كلامي هذا تحت بند منظري المؤامرات لكن في اعتقادي ان من لا يؤمن بوجود مؤامرات تحاك وتدبر في دهاليز و أقبية قصور الرئاسة فهو او هي مجانب للحقائق الساطعة للعقل السليم والعين المجردة.
خلال الثلاثة العقود الماضية.. تطور العالم من حولنا ونمى اقتصاديا وسياسيا ومدنيا واجتماعيا في الوقت الذي عادت اليمن القهقري في كل المجالات, تقدم العلم وتقدمت فيها أساليب وطرق التعليم ونظم محو الأمية وازدادت اليمن جهلاً وتفاقمت فيها الأمية , تطورت صحة الإنسان في جميع انحاء العالم حيث تلاشت الإمراض الوبائية ولازالت اليمن تعاني من إمراض البلهارسيا والسل والجدري والملا ريا,
ارتفعت مستويات المعيشة والرفاهية لدى شعوب العالم وازداد الشعب اليمني فقرا ومعاناة ومجاعة... وقائمة المقارنات لا تنتهي ويعرفها الجميع.
ورغم كل ما يحدث من انتكاسات وكوارث ومآسي على مستوى الوطن اليمني بأكمله الا ان البعض منا لا يزال او يحاول التعامي عن الأسباب الحقيقية والرئيسية وراء هذه الحالة المأساوية التي تمر بها اليمن فضلا عن ان الكثير من هؤلاء يبدع في اختراع المبررات المحلية والعالمية بل والأنكأ والأسوأ من ذلك أنهم يقلبوا كل الفواجع الى منجزات تاريخية ومكتسبات وطنية !!!!
ما ينبغي علينا جميعاً هو ان نحاول تغيير أنماط تفكيرنا الى ان الحاكم ليس قدرا مفروضا علينا ابد الدهر ولا هو شيئاً منزلا بزنبيل من رب السماء او شرا مستطيرا لا بد منه, بل ينبغي ان ندرك انه عبارة عن موظف مفوض من قبل الناس لإدارة شؤونهم وعليهم واجب تغييره عند الضرورة خاصة عندما يتجاوز مقررات هذا التفويض فضلاً عن اتضاح الصورة على حقيقتها بان هذا الموظف هو من يقف عن عمد وسبق إصرار وترصد وراء هذا الانهيار والتدهور والتخلف, لأنه لو كان غير ذلك فما كان يمنعه سلوك طريق التطور والتقدم والرقي خلال ثلاثة عقود من الزمن والمثل اليمني يقول "لو في شمس كانت من امس", وهذه الفترة تطول مدة ثلاثة عقود معناها ان اكثر من 70% من الشعب اليمني لا يعرف سوى هذا الموظف.
كما ينبغي ان نقف ضد ترويج وتسويق التبريرات التافهة والاعذار الاقبح من ذنب بتحميل البطانة او الجهل ذنب ما آلت اليه الأوضاع والتي تجعلنا نعلق آمالنا على خيوط العناكب..
اننا عندما نعاصر ثلاثة عقود من الفساد والتقهقر المتواصل يعني اننا نتحدث عن ظاهره مستفحله وليست إستثناء لان الاستثناء لا حكم له, اما الظاهرة فهي كالشمس لا يمكن ان تغطى بمنخل, لذا فان معالجة الظاهرة لا بد وان تكون في الرأس وحده وليس الجسد, ومع فرض ان الداء في الجسد, فان الجسد كما نعرف قد تغير مراراً وتكراراً من خلال تعاقب الحكومات الكثيرة والسياسيات المختلفة فضلاًً عن تغيير البلد نفسها جغرافيا و ديموغرافياً واجتماعياً وسياسياً لكننا لم نرى إلا تأخراً وتراجعاً على كل المستويات, لان الرأس, السبب الرئيسي في البلاء لا يزال رابضا وجاثماً على الوطن وهذا هو الداء بعينه.
ف لا داعي اذاً لأي تنظيرات او فلسفات تبتعد عن الظاهرة الجوهرية, كون المشكلة لا تكمن في طبيعة النظام اياً كان جمهورياً او إمبراطوريا او ملكياً او حتى وراثيا او ما الي ذلك من التسميات, لان هذا وأشياء اخرى كثيرة لم تعد تعنينا, أن ما يعنينا هو تغيير الرأس نفسه وينبغي أن يكون هذا التغيير الآن وليس غدا قبل فوات الأوان.
تنويه
اتقدم بالشكر والتقدير لكل من اغنى مقالتي السابقة بالنقد وهي بعنوان "اغتصاب الشرعية"
لكني انوه باني قد اخطأت التقدير وكتبتها طويلة جدا حيث تجاوزت المساحة المسموح بها مما اضطرت الناشر مشكوراً الى اختصار اكثر من نصفها تقريباً مما افقد المقالة مضمونها ومعناها وهدفها, لذا من يرغب في قراءتها كاملة ارجوا نقر الرابط التالي:
http://www.aafaq.org/search_details.aspx?id_arch=6413