آخر الاخبار

أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟ منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح الإتحاد يعزز الصدارة بفوز كبير على غريمه الهلال الجيش الأردني يعلن احباط تهريب كمية من المواد المخدرة عبر طائرة مسيرة إعلام أمريكي: ''الحوثيون هاجموا طائرات مقاتلة ومسيرة أمريكية وجدل داخل الجيش حول كيفية الرد''

لا نريد وقف العدوان على غزة
بقلم/ محمد عمر الضرير
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 5 أيام
السبت 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 06:06 م

يحمل وزير الخارجية التونسي في طريقة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب تراب العزة من غزة، تراب غزاوي من أرض فلسطين المنكوبة عامة، تراب له من الدلالة والرمزية ما لا يجب على العرب إغفاله، علَّ إبصارهم له يعكس خُطى أو على الأقل اشتمام رائحة عبق الكبرياء والعظمة والعزة والشموخ العربي الإسلامي المنبعث من غزة وكامل تراب فلسطين المتمثل في نماذج من عظمائها أو ممن مرَّ بها كالإمام الشافعي وصلاح الدين الأيوبي وأحمد ياسين وياسر عرفات وغيرهم، تراب يقول إنه يشتاق أن يغرس بالأزهار والسنابل وأشجار الزيتون، لا أن يسقى بدماء الأبرياء ويطمى بأشلاء الشهداء، تراب يصر (النتن ياهو) في دعوته لانتخابات مبكرة أن يملأه مرتقيا أشلاء أبناء غزة سُلّمًا محققا لفوزه بتنسيق يفسره سرعة وقوة الدعم الأوبامي الفائز قبله. تراب عربي إسلامي يحرص الصهاينة ومن يقع تحت نفوذهم من ساسة الأمة الأوروأمريكية أن يحولوا رمزيته بتوسيعها في الدلالة على الانكسار وامتهان كرامة الأمة العربية الإسلامية، إنها مهزلة وإهانة كبيرة لكل القادة والشعوب المسلمة أن يحقق الصهاينة نجاحاتهم الانتخابية على دماء وأشلاء أبناء الأمتين العربية والإسلامية.

يجري الإعداد على قدم وساق لهجوم بري تترصده الآلة الإعلامية الصهيونية بتعابير المأساة المخلفة في غزة الصمود، تشرح به صدور المنتخبين وتمجد قادتهم المرشحين وجدارتهم على سحق الجوييم وخاصة المسلمين من العرب الأذلاء، مدعوما من الغرب الخاضع للوبي الصهيوني، يشجعه صمت بعض المسلمين ممن لم يعتبروا بعد بعاقبة مواقف التخاذل ممن سبقهم في ثورات الربيع العربي، ولولا حداثة التكتيك العسكري للمجاهدين على الأرض وخشية مالا يتوقعونه من المفاجآت في ذلك، لما تأخروا لحظة، لذا فلعلهم يترقبون تطمينا مما ألفوه قبل ربيع العرب يحفزهم على تحقيق مخططهم.

ومن ثم فإن عامة شعوبنا المقهورة وقد طال صبرها، تنظر آملة أن تستبصر عيون وزراء خارجياتها دلالة تراب غزة المرسل إليهم، ويتأملوا ما حققته المقاومة الباسلة على الأرض، فيرتقوا وارتقاء المقاومة المجددة لبيان وهن البيوت العسكرية الصهيونية الأسطورية وآخرها عنكبوتية القبة الحديدية، في دعم واضح قوي برسائل شديدة تتماهى وما أصبح عليه الحال بعد الربيع العربي الرافض للخنوع والغطرسة، ملوحة باستخدام كافة الخيارات وخاصة التي لا تفهم قوى الاستكبار سواها في توازن المصالح، والمسلمون يملكون الكثير منها، فلو لوحوا مجرد تلويح وخاصة في ظل الإشكال الاقتصادي العالمي والغربي خصوصا ببعض ما يملكون من قوة يرهبون بها عدو الله وعدوهم ممن يساند بني صهيون لانزوى جبناء الصهاينة بفطرتهم من الخور وكره الموت، وعرفوا حجمهم وما تطاولوا على أحد.

لذا ونظرا لمتغيرات الأحداث والأحوال بساحتيها الميدانية والسياسية: ينبغي على وزراء خارجية العرب - وإن أشركوا خارجية بعض الدول الإسلامية كتركيا وإيران- تبني موقف صارم واضح يتجاوز وقف العدوان، ليصل إلى ضمان كف أي عدوان في المستقبل، يبتدأ من اجتماعهم وسط غزة، ورفض الحصار الجائر، في تضامن كامل، يصدر بياناً شافيا معبراً بقوة عن الغضب الإسلامي لما يتعرض له بعض جسده العربي من انتهاك صارخ للحق الإنساني والضمير العالمي، مهددا باستخدام كافة الوسائل الكافلة لإخوتنا في غزة وكامل فلسطين حياة كريمة مستقرة آمنة كباقي شعوب القرن الحادي والعشرين من العالم الحر.

وإنهم لقادرون لو عزموا واستحضروا موجبات الدين الحنيف، واستشعروا أن الشارع العربي بعد إشراقاته الربيعية لن يقبل بقرارات خريفية شاحبة لا ترتقي ورونق وبهاء ربيعه الحاسم.