|
الحاقاً لما سبق بيانه في وقفة سابقة بشأن الحضور القوي لفكر الامام الخميني في بنية الفكر الحوثي والذي يتجلى من خلال الإستشهاد والاشاده بمقولاته في معظم المسائل والافكار التي اوردها حسين بدر الدين الحو ثي في ملازمه ومحاضراته !!!
فعلى سبيل المثال فهوا في ملزمته "خطر دخول امريكا اليمن " يتباكى على هزائم ايران ويشيد بتقوى وإيمان وعدل الخميني وبأن دعاءه مستجاب من الله تعالى حين لوح بان الله يستجيب لدعائه وبان عقاب الله تعالى على الرئيس السابق وعلى ضباط وجنود الجيش اليمني الذين قاتلوا مع العراق في حربهم مع إيران آت ونازل بهم لا محالة نظراً لقتالهم قوات الخميني !!!
حسين الحوثي في هذه الملزمة صَب غضبه ليس على اليمنيين فحسب وانما وعلى العرب عامةً بسبب مواقفهم المناصرة والمؤيدة لموقف العراق في تلك الحروب!!
حسين الحوثي في هذه الملزمة قال :ان الخميني كان حريصاً جداً على تحرير العرب !!!
وعلى تحرير المسلمين !!
وفي ملزمته " الموالاة والمعاداة"يشيد برؤية الخميني في عمق معنى الحب في الله والبغض في الله الى درجة ان تصبح معايير المؤمن بالموالاة والمعاداة معايير الهية !!
وفي ملزمته "الصرخة في وجه المستكبرين " يُظهر اعجابه واعتزازه با لخميني لمقولته بان اسرائيل غدة سرطانية في جسم الامة يجب ان تستأصل ،!!
بل ان اسم هذه الملزمة في حد ذاته هو في الأصل عنوان لكتاب مؤلفه الخميني !!
وفي ملزمته "من نحن ومن هم " يشيد بإدراك الخميني لخطورة امريكا وإسرائيل على الأمة وبإعتزاز الخميني بأنه عدو لأمريكا وإسرائيل !!
و حقيقةً فليس هناك من يُنكر ان الإمام الخميني كثيراً ماكان يُشنع بإسرائيل وبأمريكا (قولاً) وليس هناك في نفس الوقت من يجهل ان الإمام الخميني كان( فعلاً) يشتري من هاتين الدولتين السلاح في ذات الوقت الذي كان يشنِّع بها !!
ففضيحة (ايران جيت) -لا زالت عالقة في اذهان الناس كلهم بكل تأكيد -بشأن صفقة الأسلحة الأمريكية التي تمت لإيران بوساطة يهودية وبإشراف الخميني وشارون والرئيس الامريكي في ذلك الحين!!
ماسة زرقاء صغيرةالحوثيون عملياً يُعرّون الخطاب الإعلامي للفكر الحوثي ولا يلتزمون بتعاليم حسين بدر الدين الحوثي :
بفساد اغلبهم !!
وبعبثيتهم المقززة بالوظيفة العامة وهوشمتها!!
وبإنتقامهم المفضوح وإهانتهم للمؤسستين العسكرية والامنية ومنتسبوها من خلال عبثهم بمنح الرتب العسكرية الكبيرة لأطفالهم ولأشخاص مدنيين غير مؤهلين عسكرياً وامنياً!!
وبتعمدهم تجويع ابناء الشعب اليمني وتكدير عيشتهم !!
وبتسببهم في تدمير ابراج ومحطات الكهرباء!!
وفي استدعائهم لظروف ومبررات ودواعي الحروب، وعواصف الحزم والأمل، لتدمير البنى التحتتية بمختلف مفرداتها التي أنجزها الشعب اليمني منذ قيام ثورته المباركة في 26 سبتمبر من علم 1962م بينما حسين بدر الدين الحوثي في ملزمتهّ"المائدة الدرس الثاني "المؤرخة ب14/1/2002
كان يُمّني اتباعه حين كان يثير في محاضراته كراهيتهم للجمهورية ولنظام الحكم في عهد الرئيس السابق (الظالم ) بما يجب على الدولة ان تحققه للمواطن من خلال اشادته وتباهيه بما انجزه الخميني للشعب الإيراني خلال سنوات محدودة-حسب زعم حسين الحوثي - بقولة :
(٠٠٠مالذي عمله -يقصد الخميني - خلال سنوات محدودة؟ أربعين الف كيلو متر من الخطوط في فترة قصيرة مقابل أربعة عشر كيلو في زمن الشاه وهكذا في بقية الشؤن يبني المستشفيات يبني الجسور يبني المدارس،المزارع ،الكهرباء،التلفون ٠٠)!!
إشادة حسين بدر الدين الحوثي بالإمام الخميني عموماً لاتقل كثيراً عن إشادة أتباع المذهب الإثنى عشري لذات الإمام ،!!
ليس ذلك فحسب فهناك العديد من القواسم المشتركة بين الفكر الحوثي وبين الفكر الخميني فعلى سبيل المثال :
كلاهماينكر إمامة الخلفاءالسابقين على الإمام علي رضي الله عنهم اجمعين !!
وكلاهما يقدح في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام !!!
وكلاهما يقول بالإصطفاء ويحصر الامامة في الامام علي وفي ذريته من فاطمة وفي ذريتهم من بعدهم الى 12اماماً عند الاثنى عشرية والى ما لانهاية عند الزيدية الهادوية وعند الجارودية ايضاً!
ولكلاهما(الإمامية والجارودية ) مظاهر إحتفالية تحظى بالتقديس عندهما معاً كاحيآء ذكرى مقتل الحسين (عاشوراء) في العاشر من محرم!!
و إقامة الحسينيات ومافيها من طقوس كضرب الصدور ولطم الخدود الى آخره وان كانت عند الحوثيين على مستوى اقل !!!!
إحياء عيد غدير خم يوم الثامن عشر من ذي الحجة!!
وتقديس الصرخه شعار الموت لأمريكا.الخ !!
بل ان تأثر الفكر الحوثي بفكر الامام الخميني يصل في بعض الحالات الى حد التماهي مع فكر الخميني كما هوا الحال مثلاً في تماثل طرق وبرامج تدريب بعض المقاتلين الحوثيين من خلال مدربين عراقيين ولبنانيين بذات الطرق والبرامج التي يتدريب عليها عناصر الحرس الثوري الإيراني!!
وكما هو الحال في معنى ومبنى الصرخة وقدسيتها!!
وفي ذاتية الألوان التي تكتب بها تلك اللوحات واللافتات والمخطوطات على الجدران التي شوهت جمال معالم صنعاءورونقها واساءت الى معالم مدن اليمن عامةً والمتمثلة في عبارات الصرخه، وفي العبارات تلك المندده بالعدو الامريكي والمحرضة على مقاطعة منتجاته وهي كلهاموضوعاً منتقاه من صميم الفكر الخميني وشكلاًمن مكونات ألوان العلم الرسمي الإيراني !!!
ماسة زرقاء صغيرةطبيعي جداً -برأيي - ان يفتتن مؤسس الحوثية بمقولات الامام الخميني ، وأن يسترشد ويشيد بها في ملازمة ، وان يتخذ منها مبادئ وشعارات يرددها هو وانصاره ، فليس في ذلك ما يعيب !!
فالاخوان المسلمون مثلاً مفتونون بحسن البناء وبسيد قطب وبمقولاتهما يرددونها من حين الى اخر ويتخذون من بعضها شعارات لهم !!
والشيوعيون كانوا قد افتتنوا بمقولات ماركس ولينين واشادوا واسترشدوا بها واتخذوا منها شعارات كانوا يرددونها هم وانصارهم !!
ومثلهم الناصريون فهم مفتونون بمقولات عبد الناصر وبقيمه وبأفكاره يشيدون بها ويتخذون منها شعارات يرددونها هم وأنصارهم !
ومثلهم البعثيون مع ميشيل عفلق وصلاح البيطار
غير ان الشيوعيون لم ينكروا لينينتهم اوماركسيتهم!!
والناصريون لا يخفون صلتهم بعبد الناصر!!
والبعثيون لم يجدوا حرجاً في اعتزازهم بميشيل عفلق ولا صلة فكرهم بصلاح البيطار !!
والاخوان المسلمون لا يخفون اعتزازهم بإمامهم حسن البناء ولا يجدون أية حرج في التأكيد على صلتهم بفكر سيد قطب !!
فما بال الإخوة الحوثيون ينكرون صلتهم بإيران ويتنكرون لخُمينيتهم !!؟؟؟
ويتحرجون من الكلام عن تدجين فكرهم بفكر الخميني!!
اترك لكم احبائي تفسير هذا التناقض بين المعلن و غير المعلن في مسلك الحوثيين ا لفكري ومسلكهم العملي !!
شخصياً لا ارى في إنكار ارتباط الحوثيين بإيران والتنصل من خمينيتهم غير خيانة القادة الحوثيون لأنصارهم ولتابعيهم سيما غير الهاشميين منهم من جهه!!
وتأكيد من القادة الحوثيين انفسهم بأنهم يسعون عمداً الى تزييف وعي الناس من اجل تحقيق انتصارات سياسية رخيصة دون أدنى حد من ضمير من جهة ثانية!!
وبالمثل فليس من وجهة نظري الشخصية مايعيب على الجارودية من شيء في كونها تلتقي مع المذهب الجعفري في بعض المسائل !!
لولا اننا وجدنا الحوثيون انفسهم ينكرون ذلك من ناحية ولولا انهم يضيقون ذرعاً بمن سواهم من ناحية ثانية، !!
فقد وجدناهم مثلاً لايقبلون بالسلفيين في دماج ولا بالإصلاحيين في أي مكان !!
فقد شهد الواقع بعد انقلاب 21 سبتمبر المشؤم سيطرة الحوثيين بدعم ميليشياتهم المسلحة على عدد من مساجد السلفيين و على عدد من مساجد الإصلاحيين في أمانة العاصمة وفي عدد من المحافظات !!!
و قاموا ايضاً وتحت تهديد السلاح بمنع عدد من الخطباء المستقلين من إلقاء خطب الجمع والعيدين في اكثر من مسجد في العاصمة وفي غيرها وتنصيب خطباء حوثيون بدلاً عنهم !!!
فمتى سيعي الحوثيون ان اليمنيين اخوة ومن ان جراحات الوطن كبيرة وعميقة لا تحتمل ديمومة قيامهم ببناءقصور حقدهم هنا وهناك على جراحات الوطن الارض والانسان؟؟!!
والله تعالى غالب على أمره!!
في الأحد 24 يوليو-تموز 2016 04:10:12 م