|
حين تصبح العدالة في طور الإعاقة الدائمة الذي يبعث استدلالها العجز الفاضح في القدرة على التحرك خطوة واحدة للأمام هذا سيكون اعترافًا واقعيًّا عن الإدانة واسعة النطاق التي تتعدى جبهة "ضد" إلى أغلبية النخبة في جبهة "مع"، ووحده مسمى المصالحة وسور التوافق يصبح طوق النجاة لكل الهبارين.
ما بين الشعب وكلاب حراسته تكون مصالحة، بحيث يكون إعادة الحقوق من أبجديات تلك المصالحة، لكن أن تتم مصالحة أخرى ما بين الكلاب تحت لافتة المصالحة الأولى فسيكون هذا الوضع هو بمثابة وضع الإدانة للشعب وإخراج الجاني من مسار قضية النهب الشامل للوطن ومقدراته !!، إنها ضحكات التأريخ واستدامة الحماقة والتغابي المعلن والتغافل المقصود.
كل من شملهم تقرير نهب الأراضي في مجلة "الإعلام الاقتصادي" هم هرم الشجرة الخبيثة التي كانت لعنة على هذه البلدة حتى إشراقة شمس هذا اليوم..
بالتقييم النهائي أنتم تجار البلدة، فقط، يكمن الخلاف بالوجود من أطراف النظام السابق إلى أعماق الثورة الشعبية وما زال جميعكم في قائمة العار الوطني الموسوم بالتجارة في هذا الشعب هوية وجغرافيا.. فساد عابر للتأريخ بدايته الإنسان وليس نهايته الأرض..
باعتبار أن الانضمام للثورة أو الخروج من قميصها حدث إيجابي يمكن أن يكون بداية لرصيد التصالح مع هذا الشعب، لكن لا يجب أن تكون الثورة حصن الدفاع الأول لأركان الفساد الشامل، وبالضرورة فإن استحقاقات الثورة لا بد أن يدفعها أول من تفوّه بكلمة "التغيير".
تدفعنا مبادئ الثورة.. تخاطبنا دماء الشهداء.. تهددنا جراحات الجرحى..
إن حراسة أهداف الثورة هي مهمة اللحظة، فلا أمان والوطن ما زال في ملاجئ النهب بينما توزع علينا بيانات الإشادة بخطاب الشيخ أو تصريح الجنرال..
من حق الجميع أن يقول عنا مجانين وأغبياء ونعيش في مراهقة سياسية حين نطالب بإعادة الوطن من سجون الكبار.. لكن ليعلموا أن الثورة مستمرة في تحقيق حلم الشعب، ولن يزعجنا أن يصبح المهمشون في لحظة معيّنة هم الثوار الحقيقيون في ظل مغادرة اضطرارية لكل النخبة التي رحبنا بانضمامها الى تيار التغيير، وهذه المغادرة تأتي كنتيجة لإخضاع الجميع لمبادئ وقيم الثورة !!
ميزة الثورة في امتلاكها لفضاء حر يمكنه تحقيق ما يريد دون مكبلات أو قيود تأريخية أو لحظية سياسية أو مناطقية.. فقط للثورة انتماؤنا، وكل ولاء داخلها يذوب..
منطقيًّا سنقول عن علي محسن الأحمر وحميد الأحمر أنهما ملتزمان بمبادئ الثورة حين يعيدان كل الأراضي التي بحوزتهما إلى الدولة، ووقتها سنكون معهما في نفس الصف لانتزاع ممتلكات الدولة من بين أنياب كلاب العائلة وأذنابها..
الخطاب موجه إلى الأحمرين - علي وحميد - كوننا دافعنا عنهما في لحظات كانا يتعرضان لأبشع الهجمات من العائلة المخلوعة، وتوجيه الخطاب لهذه العائلة سيكون فعليًّا بثورة جعلت منهم عدوها الأول، ولن تتوقف حتى تحتضنهم حبال المشانق.. وتخصيص الخطاب للأحمرين ليس تناقضاً منا، بل إنه من صميم ما نحمل من قيم تتعدى الأشخاص ولا تقف أمامهم مهما كان الثمن !!، إضافة إلى أن الأحمرين استطاعا إدراج أسمائهما تأريخياً إلى قائمة الثوار، لكن عليهما أن لا يتناسيا أن الثورة تمتلك من النقاء والطهارة ما يجعل من رفضها لكل البركات السوداء في حوضها أمرا غير قابل للتداول..
الحشد الرسمي النوعي الاضطراري الذي أبداه الرئيس هادي في اجتماعه الموسع لقيادات الدولة قبل يومين واجتماعه الأخير بالمعنيين بالكهرباء هو بمثابة يقظة متأخرة للدفاع عن الدولة وأركانها التي تتعرض للإسقاطات المتتالية معنوياً وعلى أرض الواقع من قبل جبهة الانتقام من الثورة والشعب المتمثلة بالمخلوع برفقة مافيا الحوثي.
ليس ملف الكهرباء فقط الذي يجب أن يديره هادي !!، بل إنه من المفترض وجود غرفة عمليات رسمية بإشرافه وبرئاسة وزيري الدفاع والداخلية لوقف الهيستيريا الجنونية للثورة المضادة التي تجيد إدارة مثل هذه الغرف بصورة عدائية للدولة والوطن.. فما إن تخرج الدولة من أزمة إلاّ وتم استحداث أخرى وبؤرة جديدة للتخريب ونشر الجريمة، وهذا من شأنه وضع السلطة الحالية في مجهر الشعب الذي بدوره ينقم عليها ويبدي سخطه وتذمره والحنين إلى زمن ما قبل 11 فبراير2011م .!!
يستطيع واعد باذيب إثبات إيمانه بمنطق الثورة واقعياً بالتراجع بكل هدوء عن القرارات التي تنتمي لسلوكيات ما قبل الثورة، ما لم فعليه الاستعداد لدفع ثمن هذه المهزلة والخيانة للثورة ومبادئ الانتساب إليها، وعليه أن يعلم أن ليس في الثورة شافع !!، فالجميع تحت مجهر الثورة وعين الشعب..
تمتلك الثورة نظامًا دفاعيًّا عصيًّا على الاختراق يتمثل بأهدافها النبيلة ووسائلها السلمية المستمرة بالسير بكل فاعلية واقتدار لحظر تكوين أية نواة لمشروع شخصي أو حزبي أو مناطقي في كيان الدولة.
حصار المشاريع الخاصة يبدأ للتو ولا مجال لتوليد دولة داخل دولة وشركات خاصة في دهاليز الوزارات ومؤسسات الدولة.
جرأة الثورة لا يقف أمامها أي سمسار أو مركز نفوذ قبل الثورة أو بعدها باسم النظام السابق أو بمسمى التغيير !!
التحضيرات جارية لإعلان حضرموت "إمارة"، وفي مشهد الافتتاح يتم تقديم رجالات الدولة من المخابرات قرباناً بين يديّ أمراء السفاحين باسم الإسلام !!!
سكرتارية الرئاسة تحولت إلى محطة لتوليد السخط الشعبي والثوري ضد الرئيس ومؤسسة الرئاسة بسبب عرقلتها للعديد من القرارات الرئاسية بهدف تحقيق مكاسب مادية وسياسية لمصالح شخصية!! (حسب صحيفة الناس)..
لفتة يا هادي نحو محيطك للتخلص من الكلاب المسعورة !!
الرئيس هادي:
ننتظر منك استدعاء وزير الدفاع وإخضاعه للتحقيق بسبب المهزلة التي يمارسها بخروجه من الوطن لمتابعة صفقات الزي العسكري !! في حين أن بالإمكان أن يقوم بهذه المهمة غيره من المسؤولين في الهيكل الإداري بالوزارة، أما هو فيجب أن يكون معك في كل لحظة للسيطرة على الوضع الأمني والعسكري المنفلت في طول البلد وعرضها !!
أم أن الوزير ناصر يبدو منشغلاً بعملات الصفقة أكثر من مسؤوليته الوطنية التي تحتم عليه التواجد على مدار 24 ساعة !!
يجب تشكيل غرفة أمنية عليا برئاسة وزيري الدفاع والداخلية وإشراف الرئيس هادي لضبط الحالة الأمنية وقطع الطريق أمام جنون الثورة المضادة، بحيث تكون هذه الغرفة على تواصل على مدار 24 ساعة مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين في المحافظات للسيطرة على هذا الانفلات المريع.
يجب حصار الجريمة بأسرع وقت والسير في خطين متوازيين (السيطرة على الحالة الأمنية، ومسار الحوار الوطني بجدوله الزمني).
في السبت 22 يونيو-حزيران 2013 05:40:51 م