بكل أسى وألم عميقين نقول هذا الكلام ، أن يصبح هادي الرجل الذي توافق عليه شعب اليمن وأعطوه أصواتهم حبًا فيه بل والدعاء له بطول العمر والسداد ، ليكون المنقذ الوحيد من ظلمات الجوع والفقر والظلم الذي صنعها سلفه علي صالح ، فكانت الكارثة المحققة ، يجعلنا للأسف نردد مقالة الشيخ الحكيم / عبد الله بن حسين الأحمر – رحمه الله رحمة واسعة – الدخول فى النفق المظلم ، وكذلك قوله عن علي صالح : " جني نعرفه أفضل من إنسي لا نعرفه " .
لن نتحدث عن أبعاد مؤامرة إسقاط صنعاء وبقية المناطق اليمنية فقد ذكرناها في مواضيع سابقة ، لكن نتحدث عن مؤامرة ما بعد المؤامرة ، ولذلك نقول واهم ثم واهم من يقول أن البلاد يمكن لها أن تسير في طريق السلامة والأمان ، وهي تتقطع أوصالها وتنتهك حرماتها بأيدي العصابات المسلحة والتدخلات الخارجية السافرة في أمور البلاد ...
ماذا بقي من البلاد ؟! والحوثيون يأمرون وينهون ويمنعون ويقررون وينهبون وينتهكوا الحرمات واستباحوا الأرض والعرض ، وأصبح كل شيء مباحًا لهم ، فماذا بقي من سلطة للرئيس هادي وزمرته المزمرة بحمده وسلطانه.
ماذا بقي من البلاد ؟! والحوثيون كما فى التصريح مسيطرين على البحر الأحمر والموانئ فيه كاملاً ، ويستوردون السلاح الثقيل والمتوسط والصواريخ وغيرها من تلكم الموانئ دون رقيب أو حسيب ، وينقلون السلاح الثقيل إلى عمران وصعدة وغيرها .. وكذا التصريح بسيطرتهم على ما يساوي نصف مخزون السلاح التابع للقوات المسلحة ..
ماذا بقي من البلاد ، والحوثيون يرفضون اتفاق السلم والشراكة الموقع على جراحات صنعاء الدامية ، وأصبح الجيش في ظل قياداته الواهنة أو التي أوهن عزمها رئيس يأتمر بأمر عصابة ويتلقى إستراتيجيته من أمه أمريكا ..
ماذا بقي من البلاد ؟! والبقية الباقية من المناطق يتم التآمر عليها بإسقاطها تحت مبرر مكافحة الإرهاب ، والهدف بصريح العبارة القضاء على القوة القبلية في مأرب والجوف والبيضاء لأنها لم تزل القوة المانعة حتى الآن لأي تقدم حوثي لاستكمال المخطط الأمريكي لضرب السعودية وإبقاءها تحت رحمتها ..
ماذا بقي من البلاد ؟! وكل أبناء الوطن المكلوم أصبح يمسك أنفاسه خشية وقوع الكارثة ، وحلول دمار شامل للبلاد وإيصالها إلى النموذج السوري والليبي والعراقي ، كما يجب أن يعلم كل مواطن أن الغرب أراد ضمن مخطط الشرق الأوسط تقسيم البلاد إلى العربية إلى دويلات ضعيفة واهنة ، واليمن واقع ضمن مخطط التقسيم ..
ماذا بقي من البلاد والرئيس هادي يشاهد العبث الحوثي في منع رئيس أركان القوات المسلحة من الدخول الى مبنى وزارة الدفاع ، ويضعون محافظ الحديدة في وضع لا يحسد عليه باشتراطات بلطجية ، وهو لا يستطيع دفع ذلك عنهما ، فماذا بقي له من سلطة إذن ؟!
للأسف نقولها أن الأحزاب السياسية مغفلة ، يوم أن انقادت إلى مؤامرة المبادرة الخليجية ، ودمرت ثورة 11 فبراير العظيمة ببلاهتها وأسلمت البلاد والعباد للخارج تحت مسمى " الحفاظ على اليمن من الحرب " نقول لهم ماذا بقي إذن من اليمن الآن ؟ لا أحد يستطيع أن يرد .. لأنه يتمنى في قرارة نفسه ، ليتنا ما وقعنا على المبادرة الخليجية ، وليتنا ما أيدنا ثورة ولا حتى أقمناها ، فبعض الشر أهون من بعض .
للأسف التعامي عن ما يحصل فى البلاد ، والوقوف عن ما يحصل بصمت رهيب من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والحقوقية والقبائل تحت مبرر الخوف من العقوبات الدولية ، يجعل الأمور تسير نحو النفق المظلم ، وآخر ما سمعناه أن الدولة الخليجية ترفض تقديم أي دعم اقتصادي حتى يتم تنفيذ اتفاق السلم والشراكة ، ومعهم الحق الكامل في هذا الإشتراط لأننا للأسف لم نحافظ على بلدنا ولم نقدمه بالصورة التي يمكن أن تجعل الآخرين يقدموا العون والمساعدة ونحن بعد لم نحسن مساعدة أنفسنا وهم يرون أن اليمن يمر بأعظم مهزلة فى التاريخ ...