يفضحنا الظلام
بقلم/ جمال انعم
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 29 مايو 2013 07:47 م

في الظلام أتحسس كبرياء بلد يهان أتلمس إرادة وطنية مشتعلة في مواجهة بقايا الليل أبحث عن قرار أخير ساطع يوقف هذا الاستعراض التخريبي المذل.

ضوء الشمعة لا يكفي لاجتياز باقي المسافة لا يكفي لبقائنا مضائين نعمل نفكر نتحاور بإستنارة الفجر بعيدا يلوح والعتمة تسكن الروح تعرش في العيون تسمل الحلم تكبل الأمل تجثم فوق صدور المدائن تسحلنا بانتظام تخنق نور اليقين بأن دجى قد رحل وأن زمانا منيرا أطل هي الكهرباء اختبار وجود أكبر حرب قذرة ضد اليمن الآن. ليست مجرد أعمال فوضوية هي عدوان بالغ الخطورة يستهدف تقويض سيادة الدولة وسحق كرامة المواطن والوطن كم يكون المهان وكم يحتاج لكي يسلم الروح كم يحتاج لكي يموت أو يميت المهانة داخله كم يحتاج من النور كي يثور على كل هذا الصلف كي يثأر لكرامته الممرغة في الظلام.

استهداف الكهرباء عمل تخريبي نادر يحدث فقط في اليمن ما من دولة اشتكت هذا النوع من التخريب حتى أكثر البلدان خرابا وغرقا في العنف والجريمة كلما طالبنا بمواجهتهم بقوة وحزم بسط الوهن في وجوهنا ذرائعه الغريبة بلد يتسلى بإهانته المخربون دونما خوف أو اكتراث العملية السياسية برمتها لا تعني شيئا ما لم تكن قائمة على أسس حامية وضامنة كيف يمكن أن يثق المواطن بأن عملية تحول جارية بينما حياته العوبة بيد المخربين ؟

عليكم تقبل الإهانات لتنظروا حتى تنطفئ قلوبكم ويسوى بكم الأرض وتتعفن حياتكم وكلفوت، الضمن، رقيصيان، وبقية من آل شبوان حفنة من مستمرئي التخريب في مواجهة شعب في مواجهة دولة في مواجهة مرحلة يجب أن لا تنهزم أمام هذه التحديات الحقيرة .

مأرب كلها ضد هذه الأعمال مأرب بقبائلها ورجالها وشيوخها وأبنائها ضد هذه الاعتداءات التي تستهدف الإنسان المآربي في الصميم في آخر مرة وبحسب مصادر صحفية موثوقة "تم الاعتداء على الكهرباء من قبل الضمن وأولاده وقاموا بمنع الفريق الهندسي من الدخول لإصلاح البرج مما دفع قبائله الدماشقه لتجهيز ثمانية أطقم مسلحين ودخلوا ومعهم المهندسون حماية لهم حتى أنجزوا مهمة إصلاحه.. مثال آخر يعكس ذات الروح النبيلة المستندة على إرث مديد وراسخ من الفضائل والقيم "قبائل الجدعان كانت من أكثر المناطق عرضة لاستهداف الأبراج وقعت وثائق بينها في منتصف2012م لحماية الكهرباء وفرض عقوبات قبلية على من يعتدي على الأبراج وقام المحافظ بإيصال الكهرباء لهم كأول مديريات تستفيد من الطاقة المشتراة ومنذ ذلك الوقت لم تسجل أي حادثة إعتداء على الكهرباء في مناطقهم.. سألت عديدين من أبناء مارب كلهم يؤكدون بصورة حاسمة وقاطعة أن " أبناء مأرب ضد تلك الأعمال التخريبية لكنهم لايستطيعون أن يقوموا مقام الدولة.. لديهم استعداد للتعاون وعدم التستر على المخربين.

ويضيفون : مأرب تحتاج توعية وتنمية وقيام القضاء والأمن بدورهما في ملاحقة قطاع الطرق وممتهني الخطف والمخربين في المدن والمنافذ ومحاكمتهم ولو غيابيا.

مأرب تستدعي الدولة بكامل حضورها كي تعمل على تثبيت الأمن والاستقرار ومعالجة كافة الاختلالات والأزمات لا أتحدث عن القوة العسكرية أو شكل معين من أشكال الحضور بل أتحدث عن قوة تواجد الدولة بكل ما تعنيه في حياة المجتمع عموما .

شكرا لقيادة وزارة الكهرباء وطواقمها الهندسية على المواجهة الباسلة لأعداء النور وقوارض الأسلاك لكننا الآن نشفق عليهم وعلى أنفسنا استمرار هذه الحرب العبثية يبخس جهود الإصلاح المعنى والقيمة ما دام الأمر بيد المخرب وحسب مزاجه المكهرب .

لنتوقف عن كل شيء حتى نضمن عودة التيار بشكل دائم حتى نضمن أننا في مأمن من أيادي المخربين من غير المعقول أن نتعايش مع هذا الكابوس اليومي المهين وأن نواصل التخبط في متاهات العجز والخوف في بلد سهل المنال سهل التقويض يمكن إطفاؤه بالكامل بخبطة مخرب مفلت يبدو عصيا على قبضة الدولة وهو منها في قفر بالغ الانكشاف .. يا قوم حتام يفضحنا الظلام ..؟