بطارية نووية يمكنها العمل 100 عام دون شحن.. ما قصتها ؟
حرب الإقتصاد… زيادة الرسوم الجمركية بين أميركا وأوروبا تهدد بـ9.5 تريليون دولار سنوياً
300 مليون يورو مساعدة ألمانية لسورية
عشرات الوفيات بسبب عواصف تضرب عدة ولايات أمريكية.. تفاصيل
واتسآب يطور ميزة جديدة لتنظيم المحادثات الجماعية
اشتعال موجهات وحرب طاحنة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله ..تفاصيل
إسرائيل تترقب زلزالا سياسيا وأمنيا الأربعاء
البنك المركزي ينشر أسماء 8 بنوك كبرى قررت الإنتقال من صنعاء الى عدن
أول رد روسي على الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
ولد الفنان الراحل وديع فرنسيس، المعروف باسم وديع الصافي، في 24 تموز/يوليو عام 1921 في قرية نيحا الشوف اللبنانية، وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد.
عاش طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، وفي عام 1930، نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي إلى مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، وبعدها بثلاث سنوات، اضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى في إعالة العائلة.
بدأت مسيرته الفنية عام 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناءً وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي. واختارت اللجنة الفاحصة آنذاك، اسم "وديع الصافي" إسماً فنياً له، نظرًا لـ"صفاء صوته". كما طلبت إليه الانتساب رسمياً إلى الإذاعة.
بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. وذاع صيته عام 1950 وأصبح أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية، بعد أن أضاف إلى أغانيه موّال الـ"عتابا" الذي أظهر قدراته الفنية.
في خمسينيات القرن الماضي، قال عنه الفنان محمد عبد الوهاب، حين سمعه يغني: "من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت". ولُقب بـ"صاحب الحنجرة الذهبية"، وقيل عنه في مصر إنّه "مبتكر المدرسة الصافية (نسبة إلى اسمه وديع الصافي)، في الأغنية الشرقية."
تزوج عام 1952 من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد. وفي أواخر الخمسينات شارك مع عدد كبير من الموسيقيين اللبنانيين في عمل لنهضة الأغنية اللبنانية انطلاقًاً من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات "بعلبك".
وفي عام 1975 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، فغادر الصافي بلده إلى مصر بعد عام، ثمّ انتقل إلى بريطانيا، ليستقرّ عام 1978 في باريس. وكان سفره "اعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان"، ودافع في تلك الفترة عن لبنان الفن والثقافة والحضارة من خلال موهبته.
عام 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين.
يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته، ويردد أن "الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد".
كرّمه أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية، وحمل أكثر من وسام استحقاق منها ستة أوسمة لبنانية منها وسام الأرز برتبة فارس. كما منحته جامعة "الروح القدس" دكتوراه فخرية في الموسيقى في 30 حزيران/يونيو 1991. كما أحيا الحفلات في شتّى البلدان العربية والأجنبية.
كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد. أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا، واقترن اسمه بلبنان.