آخر الاخبار

دور الإعلام في تعزيز الوعي الوطني ودعم مسار استعادة الدولة.. ندوة نقاشية بمحافظة مأرب حيث الانسان يعيد البسمة للأطفال الملتحقين بمركز يؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تريم بحضرموت.. تفاصيل الحكاية رمضان في مناطق الحوثي .. من أجواء روحانية إلى موسم للقمع الطائفي والتلقين السياسي.. شوارع تعج بالمتسولين وأزقة تمتلئ بالجواسيس العميد طارق : ما حدث في سوريا لن يكون بعيدًا عن اليمن وادعاء الحوثيين التصنيع الحربي مجرد وهم وكل أسلحتهم تأتي من إيران اللجنة العليا للحج تؤكد على استكمال إجراءات السداد وتحويل المبالغ لضمان جاهزية الموسم مقاومة قبيلة أرحب تدعو المجلس الرئاسي إلى اتخاذ قرار الحسم وتمويل معركة الخلاص وتعلن.جاهزيتها العالية لرفد الجبهات بكافة سبل الدعم وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان'' عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية

وقائع عجيبة قبل مقتل بوش في قريتنا!
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 3 ساعات و 29 دقيقة
الإثنين 17 مارس - آذار 2025 11:10 م
 

الليلة أثناء عودتي إلى البيت فوجئت بكلب يسير خلفي بصمت وحذر كأنه سارق محترف، ومن حسن حظي أنني ألتفت في الوقت المناسب فلو غفلت للحظة لكان قد عضني، إذ لم يبق بينه وبيني سوى سنتيمترات قليلة.! 

وقد تعجبت كيف اخترق الحصار وتبعني إلى باب البيت رغم أن شارعنا قد تم تقسيمه إلى نصفين: نصف للأطفال الذين يلعبون الكرة، والنصف الآخر للأطفال الذين يقرحون الطماش؟! 

 

ألتفت إليه لأطرده بالحسنى لكنه كشر عن أنيابه وهاجمني بكل جرأة ووقاحة فركلته بقوة فأمتص الضربة وهاجمني ثانية فركلته بقوة أكبر وقد صارت معركة حياة وموت بيني وبينه فانسحب وهو ينبح ويتوعد كأنه نتنياهو يتوعد أهالي غزة.!

 

في رقبته سلسلة ويبدو أنه كان كلب ابن ناس لكنه فقد الشغف في حياته فقرر التشرد والصياعة كباقي كلاب الوطن.!

 

كلب أسود بحجم العجل السمين وقد لوى ذيله للأسفل، ويبدو أنه مسعور.

وقد حمدت الله أنني نجوت منه فلو عضني - لا قدر الله - لاحتجت إلى 21 حقنة وفترة طويلة كنت سأقضيها في المستشفى وأنا مش ناقص مرض وأكره المستشفيات كره العمى.

 

وقد ذكرني هذا العجل أقصد الكلب بكلب مشابه له في قريتنا كان يمثل لنا نحن الأطفال كابوس مرعب، يختبئ خلف أي شجرة بجوار منزل الذين كانوا يتبنوه ثم يهجم فجأة على أي شخص يقترب من ذلك المنزل ويباغته تماما ويجعل منه فريسة سهلة له إذا لم يكن مستعدا له.

 

وأذكر أنني ذهبت ذات ليلة إلى ذلك المنزل للبحث عن ماعز لنا ضاعت من بين الغنم، بحثت عنها في كل منازل القرية باستثناء ذلك المنزل الذي فيه ذلك الكلب الضاري المتوحش، وقد هممت بالعودة إلى البيت الا أنني قلت في نفسي: 

_ من المؤكد أن العنزة في ذلك البيت فقد اختلطت أغنامنا بأغنامهم في ذلك المساء.

يومها تساءلت: 

_ لكن كيف سأفعل بالكلب ؟! 

وعدت إلى البيت، يا روح ما بعد روح، كما قال ذلك المصري الذي حذره أصحابه: 

_ لو ما رحتش تحارب هيقولوا عليك جبان.

فرد عليهم بكل برود: 

_ جبان ولا الله يرحمه.

لقد هبطت علي في تلك اللحظة روح ذلك المصري فقلت في نفسي: 

_ جبان ولا الكلب يجدمه.! 😅

 ولكنني بعد لحظات داهمتني حماسة عنترية مفاجئة فأمسكت بفأسي أهزه في الهواء وكأنني عنتر بن شداد وقد أمسك بسيفه، وحينها قررت الذهاب إلى ذلك المنزل وليكن ما يكون.! 

لقد خشيت أن يتهمني إخوتي بالجبن لأنني خفت من الكلب فتشجعت وقويت قلبي، وقررت خوض المعركة المصيرية مع ذلك الكلب.

وبينما كنت أهز سيفي أقصد فأسي وأتخيل جولات الصراع ولحظات النزال بيني وبين الكلب، وإذا به يهجم علي فجأة وقد أيقظ بنباحه القرية كلها، وحينها دارت بيني وبينه معركة ولا معركة حطين.!

وبعد عدة مبارزات وجولات هرع من في ذلك البيت لنجدتي وإبعاد الكلب عني، وقد سألوني عن سبب زيارة حضرتي المفاجأة لهم فنسيت كل شيء.! 😅

لقد سبب لي ذلك الكلب والمعركة التي خضتها معه فقدان ذاكرة جزئي فعدت أسألهم: 

_ أنا ليش جيت عندكم ؟! 

وحينها ضجوا بالضحك، ثم أجاب أحدهم ساخرا: 

_ جيت تتضارب مع الكلب! 

وتحولت زيارتي لهم إلى مهرجان للضحك والتسلية والسخرية من العبدلله.! 

وحين هدأت وألتقطت أنفاسي وعادت لي الذاكرة سألتهم: 

_ ما فيش كلب من كلابنا.. قصدي بقرة لا لا قصدي الغنمة..

وأنفجروا بالضحك مجددا.! 

وتماسكت وأكدت لهم أننا أضعنا الغنمة من بين الغنم فتوقفوا عن الضحك وأكدوا أنها موجودة فعلا، وقد سلموها لي فطلبت منهم أن يفسحوا لي الطريق أولا، وأن يفرعوا لي من الكلب لأتمكن من العبور بسلام، وحينها نادوا على الكلب وكأنه واحدا منهم: 

_ أتركه يمشي يا بوش.

وقد سمع بوش الكلام وألتزم التوجيهات كأنه جندي مطيع.! 

ومررت بجوار بوش وهو يلهث فلم ينظر حتى باتجاهي أو يعيرني أدنى اهتمام.!  

 

سحبت الغنمة من أذنها وأنا أصب عليها جام غضبي وسخطي فقد تسببت لي بمعركة غير متكافئة مع العجل السمين بوش والذي كان في قمة مجده حينها.! 

ولأن الأيام دول فقد كانت نهاية بوش بائسة جدا حيث قتله صاحبه بعد أن هجم عليه ذات ليله حين جاء وهو ملثم فهاجمه الكلب فما كان منه إلا أن أطلق النار عليه وقتله شر قتلة فكان جزاءه جزاء سنمار، وقد تخلصنا حينها نحن الأطفال من كابوس ثقيل أرعبنا لسنوات طويلة.!