آخر الاخبار

دراسة جديدة تناقش انهيار الأذرع الإيرانية وانحسار الوهم الإمبراطوري الهلال السعودي يوجه صدمة إلى أحد أبرز نجومه عاجل قائد القوات المركزية الأمريكية يلتقي بالرياض برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه وبحضور رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق بن عزيز الحوثيون يحولون جامعة صنعاء إلى معسكر إرهابي ويجبرون الطلاب على حضور دورات طائفية مقابل الدرجات هل حقا حرائق كاليفورنيا تحاصر شركة ميتا فيسبوك وهل ستتوقف خدمات وتساب وانستجرام؟ الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تعقد اجتماعًا استثنائيًا بمأرب وتنتخب الرمال رئيسًا وزير الأوقاف يطالب بزيادة حصة اليمن من الحجاج ويوقع مع مع نظيره السعودي اتفاقية ترتيبات حج 1446هـ تعليمات حول اصدار تأشيرة خروج نهائي للمقيمين في السعودية ومدة صلاحية الهوية قرارات لمجلس القضاء الأعلى وحركة تنقلات واسعة في المحاكم والنيابات.. تفاصيل تطورات السودان.. حميدتي يعترف بالخسارة والبرهان يتعهد باستعادة كامل البلاد

عفوا بوعزيزى
بقلم/ صادق حزام
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 23 يوماً
الجمعة 18 فبراير-شباط 2011 11:02 ص

بوعزيزى رحمه الله حقق للأمة العربية والإسلامية - للظالمين والمظلومين فيها على حد سواء- ما لم يحققه قادة ولا علماء ولا أحزاب ولا حتى إرهابيين كبار ....

بوعزيزى انتفض لكرامته وأدميته الإنسانية..وإبائه...المجروح ظلماً وعدوانا...

أشعل بنفسه فتيل الكرامة والآدمية فى خارطة مشاعر الفرد وإحساس المجتمع والأوطان... فألهم الجميع الاستنارة بفتيل الكرامة والآدمية من ناره ونوره الذى سرى فى نفوس الأفراد والأوطان والملايين من البشر حتى خارج النطاق العربى - البائس رغم غناه والتائه رغم وفرة قيمه وحكماه - ... لم يلهم الناس ولم يدعوهم لحرق أنفسهم أو تفجيرها وقتل الأبرياء عمداً تحت أى مسمى أو أى شعار... كان..!

بوزعزيى محرك المعنى والشوارع و ملهم الملايين حاضر فى النفوس لكنه مع كل ذلك يغيب فى لوحات المظاهرات أو يُغييب..!

لذا يحزن المرأ كثيراً عندما يرى \"جيفارا\" وقادة آخرين يحضرون فى لوحات المظاهرات فى مختلف البلدان والشوارع... بينما تنسى الملايين ملهمهم الآبى وفى أربعينيته حتى...! فكيف بعدها..!!

يا الله... كم تنكر الجميل هذه الإفراد والشعوب... وكم تعشق التقليد حتى فى رموز الكرامة والإنسانية...الذين وهبوا أنفسهم طواعية وبالفطرة... وبدون تأطير حزبى أو تنظير فكرى أو ايدلوجى ... يُنَفس ويقيد أكثر مما يثرى ويحرر..

فهل ذلك جزاء شهيد الإباء والكرامة بوعزيزى من الآلاف والملايين المتظاهرة التى تعمل بطاقة إشعاعه ..ناره ونوره...

كم نحن ناكرين للجميل ...أفراداً وشعوباً وأوطانا...أحزابا وتنظيمات وجماعات...!

فلو كان بوعزيزى ينتمى لحزب أو جماعة ما... لكانت صوره قد عمت الدنيا وكل جدار ومظاهرة ..بل كان صار من القديسين رتبة عند البعض ، وحديثاً ونبراسا وغراساً ثورياً وتنظيرياً بهيا.. عند البعض الأخر...!ٍ

لكن يبدو أن الله جعله واحداً من الناس ليكون ملكاً للجميع وملهماً مشتركاً لكل الناس والبشر.. دون استثناء...أو حقوق تملك...واستقطاب...واستثمار...!

ومع ذلك فله حق على الناس وعلينا لا يقل عن حق \"جيفارا\"وغيره... إن لم يكن حقه أكبر بحكم تميزه فى طريقة الأداء الثورى والتثويرى والتنويرى للظالمين والمظلومين..على حد سواء ، فالكل جرح ويجرح ، خدر ويخدر الآدمية والإنسانية \"الذاتية\" كما \" الأخرى\" بطريقته...وأساليبه...

والكل يجرح فى بوعزيزى.. بنسيانه وأهله وتغييبه حتى من يافظات المظاهرات...

فعذراً لكل هذا التجاهل والنسيان يا تاج الأباة والأحرار ، يا من ترفعت عن إراقة حتى قطرة دماء... واحدة فى ثورة فجرت أوطان وملايين من الأحاسيس والبشر...والأحرار...

فالعصر عصرك عصر بوعزيزى وثورته بعد عصر التكنلوجيا والفضائيات والفيس بوك الذى أنت وما أشعلت.. مادتهم جميعا ومحركهم أجمعين . والمستقبل من إلهامك...

أنت لم تفجر أحداً قط. فقط فجرت الإباء فى نفسك وأشعلتها لتطهرها من الإذلال...ففجرت كرامة الملايين وأشعلت إرادتهم التى لا تزال قطراتها تتراكم سيلا راجلاً على مئات الشوارع فى مختلف البلدان والعواصم... حتى فى إيران ... هل تعلم بوعزيزى حتى فى إيران... لكن لا تأسف إن كان كل ذلك ينم بدون حضورك \"الصورى\" على اليافطات...فأنت أعمق من ذلك بكثير...! تواضعت حياً وميتا... وصدقت مع ذاتك ... فصدق تأثيرك على الناس والأجيال والحياة والسياسات..والمستقبل...