آخر الاخبار
إطلاله على أهداف ثورتنا المجيدة
بقلم/ عبدالباري محمد الشميري
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 10 فبراير-شباط 2009 06:01 م

إن أهداف الثورة ورغم تقادم الزمن على قيامها لا زالت أهدافها الستة تشغل الحيز الكبير من اهتمامات العديد من الساسه والمفكرين.

قبل الخوض فيها يجب أن نعود للوراء قليلاً وبالتحديد إلى العقد الخامس والسادس من القرن التاسع عشر، أبّان الحكم الأمامي.. وعندها نتذكر الثوار الذين كانوا يرسمون معالم اليمن الحديث.

وبديهياً عند رسم أي خطة ، أو وضع أي هدف يرجى بقوة السلاح وبالتضحية تحقيقه ، فهذا يدل دلاله قاطعه على نبل ذلك الهدف وأهميته ، وإلاّ لما قٌدمت الأرواح رخيصة من اجله.

وبناءً على ذلك فان الثوار قاموا بتحديد تلك الأهداف الستة وقدموا قوافل الشهداء ، وضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحقيقها... ورغم رحيلهم المبكر من الساحة اليمنية قبل أن يحققوا ما تم تحديده سلفاً ، إلاّ أن قوافل الأحرار من أبناء هذا البلد المعطى امسكوا بزمام الأمور ليقودوا اليمن الميمون لتحقيق الأهداف النبيلة التي ستغير ملامح اليمن الجديد أرضاً وإنساناً.

إن أول أهداف الثورة اليمنية هو :.

  التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .

ومن خلال الهدف الأول يتضح لنا سمو الهمة وبديع المصطلحات المختارة لأول هدف..وطبيعي أن تتسلسل الأهداف بحسب أهميتها ، فالهدف الأول هو المهم والذي ينبغي أن يتم تحقيقه قبل غيره ، فإذا كتب له أن يرى النور ، ونٌفّذ على ارض الواقع تسلسلت الأهداف التي تليه .

التحرر هو الهدف الأسمى والغاية القصوى التي تسعى لها الشعوب وقد صاغها ذلك الفاتح المسلم كلمات تكتب بماء الذهب وتعلق على جدار الزمن ( جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد ) فالتحرر له مفاهيم عديدة والتحرر لا يكون من العبودية فقط لأنه وبطبيعة الحال لم يكن اليمنيين في تلك الفترة تحت الرق والعبودية ، وإنما يقصد به التحرر من جوانب أخرى تفسره الكلمات التي تليه ( التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما) وهنا يبدوا جلياً عزمهم القوى إذ أن شمال الوطن لم يكن مستعمر وإنما الاستعمار كان في جنوب اليمن الحبيب .

ومخلفاتهما هنا يوضع عليها علامات استفهام عديدة فمخلفات الحكم في شمال الوطن كان منها ( انعدام المدنية و الفقر والجوع والمرض وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي ودرجه متوسطة من العدالة الغير مستقره والمتغيرة بحسب الحالة ، وجود التفرقة الطبقية ،وجود هيبة الدولة عزز الأمن العام ).

بينما في جنوب الوطن مخلفات الاستعمار ( المدنية، عدم الحرية،سلب ثروات البلاد، ونشر المناطقية وإثارة النعرات ، وتكريس مبدأ فرق تسد) .

فهل المقصود التحرر من كل تلك المخلفات برحيل مسبباتها وستذهب تلقائياً ؟

إن مخلفاتهما بها الكثير من المساوئ والمحاسن ولتغيير ذلك الواقع ينبغي البحث عن الحسنات لتطويرها و تقليص فجوة الجانب الأخر ، للوصول الى درجة من ما نطمح إلية وهذا لا يأتي بين ليلة وضحاها. 

إقامة حكم جمهوري عادل هل المشكلة في الملكية وربط العدالة في الجمهورية فقط ؟ أم أن هناك حكم ديمقراطي متعدد تم اختيار العادل منه بحسب النص ؟.

فالحكم الملكي كان مثال سيئ في اليمن لكن في بعض الممالك كـ ( المملكة المتحدة – الدنمارك ) مثال جيد لحكم ملكي ديمقراطي مدني يقوم على أساس المدنية واحترام الحريات العامة ).

بينما هناك جمهوريات سجلت ضدها أعلى نسبة من الانتهاكات للحريات وحقوق الإنسان وانعدام العدالة وجمهورية طاجاكستان مثال على ذالك .

ازالت الفوارق و الامتيازات بين الطبقات قد يكون الثوار أكثر ما يعانون منه الفوارق الطبقية والامتيازات التي تمنح لطبقه دون أخرى .

وهذا قد يكون هم عامة اليمنيين لان الثوار من مختلف محافظات الجمهورية وعانوا من العنصرية والتفرقة الطبقية وقد اتفقوا جميعاً على هذه الجزئية المهمة وتم وضعها في الهدف الأول لأهميتها .

الهدف الثاني: بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.

هذا الهدف بالذات تم تحقيقه بشكل كبير وقد اثبت في أكثر من وقت انه قادر على حماية الثورة والوحدة ومكاسبها ، إلاّ أن أحداث صعده بدت وكأنها تطالب بإعادة النظر في تحقيق هذا الهدف وتطالبنا ببذل المزيد من اجل تطوير هذا الهدف ، لتأتي أحداث القراصنة الصوماليين لتجدد الطلب وبإلحاح شديد في بذل المزيد من الجهود .

الهدف الثالث: رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.

هذا الهدف منطقياً أن يحتل الثالث لأنه وبعد الانتهاء من تحقيق الهدف الأول وبناء جيش قوي للحفاظ على ما تم تحقيقه يتم الانتقال إلى هذا الهدف لرفع مستوى الشعب اقتصادياً .

ورغم اجتهاد الحكومات منذ فجر الثورة إلى يومنا هذا لم يتم تحقيقه بالشكل الذي كان يتطلع إلية عامة الشعب .

فالبطالة في ازدياد والفقر يسري في المجتمع كسريان النار في الهشيم .

ورغم أن البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس أولى هذا الجانب الهم الأكبر الاّ أن الأزمة المالية العالمية بددت تلك الآمال , وطالت منهم في مستوى خط الفقر لتجعلهم تحته .

إن الاستقرار الاجتماعي لا يتحقق الاّ بالاستقرار الاقتصادي ففي ظل العوزه والحاجة يغدوا المجتمع متفرقاً وممزقاً وتسوده الانقسامات ، ويتفرق المجتمع بحثاً عن الاستقرار الاقتصادي .

ولا يمكن ان يرتقي المستوى الثقافي في ظل وجود الفقر الذي يجعل التفكير برفع المستوى الثقافي نوع من أنواع الرفاهية التي لا تتحقق في ظل الفقر والبطالة .

الهدف الرابع : إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف .

هذه الهدف يعتقدُ بعض الناس إن جزءً منه كان محققاً فيما مضى مع غياب خاصية الديمقراطية التي لم تضف الكثير للمجتمع الذي يتطلع لما هو أولى من الديمقراطية .

فالديمقراطية في ظل عدم استقرار اقتصادي لعامه الناس ، وتدني مستواهم الثقافي ، يكون له الأثر الأكبر في توسع الجريمة وانتشار الفساد .

ويكون لها تأثير عكسي على المجتمع ، ولا تأتي أُكلها بالشكل المطلوب .

الهدف الخامس : العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.

إن هذا الهدف السامي قد تحقق في الثاني والعشرين من مايو1990م وهذه تحتسب لليمن واليمنيين ، ولكن من اجل الحفاظ عليها والعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة ينبغي تحقيق الجزء الثالث من الهدف الأول وتحقيق الهدف الثالث والرابع .

الهدف السادس : إحترام مواثيق الامم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.

في اعتقاد الكثيرين لو كان الأحرار عايشوا أحداث هذا الأيام وما يجري في العراق وغزة ما كنا وجدنا هذا الهدف ضمن قائمة أهداف الثورة اليمنية.

إن ما يجري اليوم في أروقة الأمم المتحدة افقد تلك المؤسسة مصداقيتها لتصبح آلة حرب تتحرك وفق السياسات التي ترسمها الدولة العظمى في ظل غياب قوة الردع الأزمة .

ثم إن الأمم المتحدة قد هَرِمتّ بحيث أنها لم تعد صالحه الاّ للاستشارة فإن قالت ما يوافق هوى الأقوى أخذه وإلا فما لها عليه من سبيل .

إن التمسك بمبدأ الحياد قد يكون عن قناعه او تحت تأثيرات أخرى ولكن يختلف باختلاف الأحداث .

ان اقرار السلام العالمي بقدر ما تتوق إلية المجتمعات المتقدمة ، إلاّ انه لم يعد ذا اهمية في أولوياتهم العالم الثالث لان العالم اليوم لا يعترف الاّ بمبدأ القوة التي يفتقر إليها العالم الثالث .

ان السلام العالمي اصبح اليوم من اهتمام الدول العظمى فهي تحدد اين تنشر السلام ، وتحدد وجهه وملامحه لتعطي صكوك الغفران لمن تريد ليكون ممن ينشدون السلام ، وتنزع الثقه ممن تريد لتجعله اداة هدم للسلام والاستقرار العالمي .

وقد سعت الدول العظمى لتطوير مبادئ الديمقراطية والسلام العالمي لتجعل منه الطعم الذي تصطاد به ، طرائدها ، وتنتهك مواثيق الامم المتحده وترهب العالم تحت مسمى مكافحة الإرهاب ونشر السلام العالمي .

وفي الأخير إنما كتبت هذا للتذكير بما لم ننساه لأضع التساؤل التالي :

هل ما زال هناك شي من الأهداف السته لم تحقق ؟؟

وهل أصبحت الحاجة ملحه لإضافة أهداف أخرى تسهم في بناء الوطن ؟