أيها الأخ الرئيس.. حبل الكذب قصير
بقلم/ محمد قاسم نعمان
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 8 أيام
الجمعة 25 فبراير-شباط 2011 01:43 ص

الأخ الرئيس .. ها هم شباب الوحدة الذي كنت تحدث الناس عنهم بأنـّهم مبسوطين ومرتاحين وآخر انبساط وأنـّهم هم الذين يحموا الوحدة، - طبعا وحدة منتصري حرب 94 التآمرية - ا لتي تدار بالفاسدين والحاقدين والانفصاليين . وبسبب هؤلاء تمت الإساءة للوحدة اليمنية وأهدافها الوطنية والإنسانية .

لقد أتيحت لي الفرصة اللقاء ببعض من هؤلاء الذين يشاركون في الانتفاضة الشعبية اليوم في محافظة عدن الأبية ، ووجدت بينهم من كانوا موجودين في قاعة المعرض الدولي بخور مكسر- قبل شهور قليلة مضت - ممن فرض عليهم حينها الحضور لغرض التصفيق لكم مقابل بضعة ريالات، باستغلال ظروفهم الصعبة.

· هؤلاء هم "شباب الوحدة" الذين لم يستطيعوا تحمل المعاناة والظلم والقهر الذي يعانوه ويعانيه آبائهم وإخوانهم وأهاليهم بسبب توقيفهم من الأعمال منذ حرب 1994م، والامتناع عن ترتيب أوضاعهم الوظيفية رغم مؤهلاتهم العلمية العالية وخبراتهم ذات الكفاءة العالية.

· هؤلاء هم شباب الوحدة .. يا أخ الرئيس الذين توقعوا أن حضورهم المهرجانات التي تتواجد فيها والتصفيق لك يعني حصولهم على فرص في العمل، لكن ذلك لم يكن سوى حلم بعيد راودهم نتيجة الوعود التي كانوا يحصلون عليها ممن كانوا يتولون دعوتهم إلى مثل هذه المهرجانات.

· شباب .. طلاب يعرفون بل ويلمسون بوضوح أن تعليمهم ضعيف وجامعة تحرمهم من أبسط حقوقهم في التعبير وقول لا.. لمواجهة الأخطاء والسلبيات داخل الكليات وفي المجتمع.ومن يخرج عن ذلك مصيره التوقيف والطرد والحرمان من مواصلة الدراسة ...الخ.

وأن الاعتقالات تطالهم وهم داخل حرم كلياتهم الجامعي وبتوجيه من المسؤولين عن حمايتهم داخل هذا الحرم.. هؤلاء شباب الوحدة صحيح لكنهم وجدوا تشوهات كبيرة في هذه الوحدة.

الأخ الرئيس.. كتبنا وتحدثنا وطالبنا بالانتباه إلى مشاكل الشباب والشابات و المواطنين، دون حسابات حزبية وسياسية ضيقة، ولكن لم نجد على الواقع إلا ما يؤكد إصرار الحكم والسلطة على ممارسة قهر الناس وانتهاك كل حقوقهم المرتبطة بالحياة بكل حلقاتها .. المشكلة الحقيقية يا أخ الرئيس أن من يمدوك بالمعلومات والتقارير ليسوا صادقين معك، فكل ما يوصلونه إليك يناقض الحقيقة تماما.

· ما يحصل اليوم هو نتاج طبيعي للتراكمات التي حصلت و تحصل في البلاد، تراكمات الفساد والفاسدين الذين نهبوا الأرض والمال العام والشركات والأراضي والمصانع والمباني والعقارات (في عدن والمكلا وأبين ولحج).

· إنـَّها تراكمات الظلم والقهر الناجم عن حرمان الناس من أبسط حقوقهم في الوظيفة والعمل والترقية وفي العلاج والدواء، وأصبحت الوظيفة محصورة لمن ينتمي لجهاز الأمن أو بتوصيات من الحزب الحاكم أو المتنفذين أو من الفاسدين ، والأولوية لأبناء المسؤولين والمقربين ، والترقيات أيضـًا كذلك دون احترام القوانين والأنظمة، التي يفترض أن تكون الفاصل في كل ذلك.

· قلنا وتحدثنا وكتبنا أنـّه لابد من معالجة حقيقية وجادة لآثار حرب 1994م وإعادة الناس إلى أعمالهم – عسكريين ومدنيين – وإعادة الممتلكات العامة المنهوبة والمستولى عليها حتى تلك التي غلفت بأغلفة "قانونية.. عبر التزوير المكشوف وقرارات المحكم المزيفة والملطخة بالفساد وتوجيهات الحكم والمتنفذين ".

· وقلنا وتحدثنا وكتبنا وطالبنا بأهمية خلق شراكة وطنية تتيح لكل القوى ومكوِّنات المجتمع المشاركة في الحياة السياسية والقرارات السياسية والاقتصادية ولكن المكابرة كانت هي السائدة، والفساد هو المهيمن والمسيطر ، تحت مبررات وشعارات ممقوتة عن الديمقراطية ، وصندوق الانتخابات الذي رائحة نتانة فساده المخضب بالتزوير لا تزكم الانوف فقط بل تنشر السموم في كل الأرجاء ، و تعرفون أكثر من غيركم كيف يتم التعامل مع ( الديمقراطية ) المفرى عليه ، وكيف يتم التعامل مع الصناديق والانتخابات ونتائجها.

· قلنا وكتبنا وتحدثنا مع الأقربون منكم أن في هذه المحافظات الجنوبية كوادر وخبرات ومؤهلات عالية وعظيمة في كل المجالات المدنية والعسكرية والامنية ،ويمكنهم أن يتحملوا مختلف المسؤوليات وفي مختلف المجالات ولابد من إعطاء هؤلاء فرص تحمل هذه المسؤوليات في محافظاتهم ، ومواقع تواجدهم ، ويكون القانون هو الفيصل، بدلاً من تصدير قيادات ومسؤولين من خارج هذه المحافظات ذوي خبرات أقل وكفاءات شبه معدومة وقدرات فاشلة وخبرات بعضهم تنحصر في (فسادهم) وقدراتهم في سرقة المال العام والتزوير والفساد.

وها نحن نكرر ونقول عليكم أيـُّها الأخ الرئيس تدارك ما يمكن تداركه، وجهوا بإحالة الفاسدين المسؤولين عن سرقة المال العام وأراضي الدولة وأراضي المواطنين والمسؤولين عن الاستيلاء على المصانع والشركات والمعامل – تحت غطاء الخصخصة ووجه بتحويل كل هؤلاء إلى القضاء لتأخذ العدالة مجراها.

· وجهوا بإعادة الناس إلى وظائفهم وأعمالهم وامنحوهم حقوقهم والتعويضات لسنوات حرمانهم من حقوقهم في الوظيفة العامة وجهوا بإعادة الموظفين والعمال (نساء ورجال) ممن تم طردهم من شركاتهم ومصانعهم ومعاملهم – بعد أن تم خصخصتها ( الاستيلاء عليها وسرقتها ) إلى صندوق الخدمة ليحصلوا منه على الفتات شهريـًا..!!

· وجهوا بوقف كل نشاط حربي موجه ضد المواطنين في ردفان ولحج والضالع وفي عدن وأبين وحضرموت والموجه ضد التحركات السلمية في تعز والبيضاء وصنعاء وإب. وأوقفوا قتل المواطنين ..

· وجهوا الصحافة والإعلام الرسمي التوقف عن استعباط المواطنين (الرأي العام المحلي) والتعامل معهم بأنـّهم يمتلكون من الذكاء الذي يمكنهم من معرفة الصح من الغلط ومن معرفة التهريج والرأي السليم.