القصيبي الى الجنة وشارون الى النار
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 17 يوماً
الثلاثاء 17 أغسطس-آب 2010 09:48 م

فلاشات وقفشات

((كم سمعنا من مشائخنا الأجلاء تشديدهم تحريم الخلوة بالمرأة الأجنية وما سمعنا تشديدهم الخلوة بالمال العام)):محمد بن محمد قحطان

فقيه السلطة لـ سيد قطب قبل شنقه: قلْ لا إله الا الله ياسيد قطب.

سيد قطب:هأنذا أقول لا إله الا الله لأقاد بها الى المشنقة ويقولها غيري ليتكسب بها من فتات العيش.

مخابرات خليجي لـ البردوني: يا ملحد

البردوني:حذارِ أن تقتلني سيقطعون عنك الراتب، لأنك "تتقرص" من ظهري،تقول لأسيادك أنك تحارب الملحدين فيجزلون لك المرتب والعطاء.

فقيه سلطة بعد أن شتم مخرجاً سينمائياً: إعلم ياهذا أن قيم الإسلام خط أحمر.

فقيه مركز إسلامي في لندن: لا تصلوا على نزار قباني هذا الكلب الفاسق،اخرجوا جثة هذا الكلب من هنا(كما روت ابنته هدباء نزار قباني).

مشائخ إخوان مسلمين أردنيين للروائي الأردني الإخواني "الشاب" عماد زكي اثناء تأليفه روايته الشهيرة (دموع على سفوح المجد):روح يا شيخ احفظ لك سيرة وفقه وأحاديث ولا تضيع وقتك بالخزعبلات وكتابة الروايات السخيفة.

واحد (عسكري اصلاحي مزعوم)لـ عبد المنعم الشيباني: وهو أنت عبد المنعم الشيباني الذي كتب تلك (المقامات)ضد "الشيخ"!! ،حسبتك شخصية قيادية في الإصلاح (وانت طرطور مبهدل ما معكش قيمة شمبل، شوف كيف انت مبهدل رمة ما تسواش بيسة).

ملك عربي يرثي رابين قال:( أخي رابين).

***

أول مرة سمعتُ بها اسم غازي القصيبي عام 1986، سمعتُ باسمه من خباز شيباني قضى حوالي اثنتي عشر عاماً في المملكة العربية السعودية بالرياض، سنوات المجد الذهبي لليمنيين في المملكة فترة السبعينيات وحتى عام 1986.. قال لي علي عبده محمد مجاهد إن أدهى رجل متعلم في المملكة العربية السعودية هو غازي القصيبي،67 عاماً، دكتوراه من جامعة لندن في العلاقات الدولية... وتمضي الأيام وأقرأ عن سيرة الرجل في بعض أعداد مجلة (العربي) الكويتية، يصفه أحد الكتاب أنه ليس شاعراً ولا أديباً مبدعاً لولا أنه من أهل المنصب والثراء. وكان أغلب النقاد وإلى يومنا هذا من التيار اليساري وكانوا يسخرون من (أهل اليمين) وينعتون الصحف والمجلات الممولة من دول البترول العربي بصحف ومجلات (البترودولار). ويضيفون أنه لا أدب لهؤلاء ولا رواية ولا شعر سوى ما يخلعه عليهم المنتفعون من المرتزقة يجاملونهم لبترولهم ودولاراتهم .ودار الزمان وصار اليساريون من أكثر الناس زحاماً على أبواب القصور وبراميل الثقافة ودولارات الإمبريالية ونستثني الشرفاء منهم وممن لايبيعون ولا يشتريهم أحد.

ولكن يقولون أن غازي القصيبي نفسه علمانيٌ ويصفونه في مناسبات مختلفة بهذا الوصف. نحن نبرأ من هذه المسميات كلها لأنها من صنع إعلام بني صهيون وإذاعتهم لندن ليشقوا بهذا صفنا ووحدتنا الفكرية. ويبدو أن جهةً ما خفيةً وربما لها علاقة با لأنظمة التي تضيق ذرعاً بأرباب الفكر ورجال المقاومة والرافضين لمشاريع يهود، يبدو أن هذه الجهة هي التي تقف وراء إطلاق صفات العلمنة والزندقة على مفكريي الأمة وأدبائها، كما فعلوا مع المرحوم نزار توفيق القباني (من عائلة شامية تركية مسلمة وعريقة بإسلامها)، رفضوا الصلاة عليه في مسجد) ريجنت) بلندن قائلين: (لا تصلوا على هذا الكلب) كما روت ابنته هدباء نزار قباني. وأنا على يقين أن أي مسلمٍ عادي ٍ في قلبه الرحمة على موتى المسلمين لن يقول هذا الكلام ولكن يقوله زبائن المخابرات للعدو وللأنظمة التابعة للعدو لتشويه رموز أمتنا الذين قالوا كلمتهم في وجه الإحتلال والإستبداد والقهر ومنهم نزار قباني رحمه الله ولا رحم الله المفسدين من بعده.

كنت أبحث عن السر الذي بسببه يكفر به الفقهاء الشاعر نزار قباني فوجدتُ الجواب عام 1983بالتحديد(أول ثانوي معهد تعز العلمي)، في ذلك العام قرأت كل أشعار نزار وبدأت بديوانه السياسي الثائر (تزوجتكِ أيتها الحرية) وقصائده الساخرة الثائرة في تصوير (بطولات ومغامرات) الحاكم العربي و (أمير المؤمنين) مع النساء والفساد في القصور بأدق تصوير يعري هذا الحاكم وهذا الأمير الذي لم يعد له من هم سوى الجواري والفساد، وخاصة قصيدته المجلجلة الثائرة( الحب والبترول ) والتي مطلعها:

متى تعلمْ ؟ متى يا سيّدي تفهمْ ؟

ودأبت وسائل الإعلام العربية بخطابها السلطوي والإستخباراتي المتحالف مع الفقهاء المحسوبين على الدين (دين الملك)-لا دين الله- بشن حملات دعائية تكفيرية ضد أعلام الفكر والثقافة والشعر والأدب العربي ورواد القصيدة العربية والرواية العربية المعارضين للإحتلال وأذناب الإحتلال،ومن أبرز من كفروه وفسقوه الى جانب نزار الشاعر اليمني عبد الله البردوني ثاني اثنين مجدد للقصيدة العربية،بسبب أشعاره التي دك بها عملاء الإحتلال المتربعين على آبار النفط،وتلقف هذه الدعايات التكفيرية يمنيون طيبون بحسن نية ومنهم أعضاء في الإخوان المسلمين في اليمن، كانوا يقولون لنا في إذاعة الصباح في المعاهد العلمية أن البردوني كذا وكذا ..واسألوا شوقي عبد الرقيب المقطري القاضي الذي ساءه أن يقف أستاذ اللغة العربية المصري احمد العيسوي في معهد تعز عام 1985 يمجد البردوني وأنه عملاق الشعر العربي في القرن العشرين،كاد شوقي أن يبطش بالمصري ،ثم أنتزع الميكرفون منه وقال في البردوني ما تقوله دكاكاين المخابرات العربية التي تتبع دكاكين الصهاينة في فلسطين المحتلة أرض الرسل والأنبياء ..

ثم أخيراً تعرض الدكتور الأديب والوزير والسفير غازي القصيبي لحملات تشكك في دينه وتتهمه في عقيدته بسبب ما يكتبه من أشعار وما يؤلفه من قصص وروايات ..تعالوا نرى ونقرأ ما ذا فعل العلماني غازي القُصيبي؟ أبى أن يصغي إلى فتوى (بوش) التي تقول (لا تقولوا عنهم شهداء بل إنتحاريون) وكانت فتوى آيات محمد الأخرس الحسناء الحورية (16عاماً في الثاني الثانوي ، من مخيم الدهيشة، استشهدت في اليوم المقرر لعُرسها)، أقوى من كل الفتاوى ضجت لها السماء، وبئس فتوى فقهاء السلطان وفقهاء بوش. وقال العلماني غازي القصيبي قصيدةً ضجت لها الدنيا وكانت الرد القاطع على فتاوى الأمريكان من أذناب يهود، والسلاطين ومن والاهم ممن خان الأقصى أو باع فلسطين، وكانت قصيدته شفاءً لصدور المؤمنين وطريقاً جديداً سنه القصيبي للشعراء، ولم يبال أن خسر منصبه كسفير لدى بريطانيا راعية اليهود الأولى وأم الدسائس، كما عبر البيحاني رضي الله عنه ورحمه من قصيدةٍ ملحميةٍ له مطلعها:

قلبي يكاد اليوم َ أن يتفطرا مما أصاب المسلمين وما جرى

إلى أن يقول رحمه الله :

وإذا التفتَ وجدتَ ألف دسيسةٍ ووراء كلِ دسيسةٍ إنجلترا

وإليكم قصيدة الشهداء للدكتور غازي القصيبي:

يشهدُ اللهُ أنكم شهداءُ

يشهدُ الأنبياءُ.. والأولياءُ

مُتّمُ كي تعزّ كِلْمة ربّي

في ربوع أعزها الإسراءُ

إنتحرتمْ؟! نحن الذين إنتحرنا

بحياةٍ.. أمواتها الأحياءُ

أيها القومُ! نحنُ مُتنا... فهيّا

نستمعْ ما يقول فينا الرِثاءُ

قد عجزنا.. حتي شكا العجزُ منّا

وبكينا.. حتي إزدرانا البكاءُ

وركعنا.. حتي إشمأز ركوعٌ

ورجونا.. حتي إستغاثَ الرجاءُ

وشكونا إلي طواغيتِ بيتٍ

أبيضٍ.. ملءُ قلبهِ الظلماءُ

ولثمنا حذاء شارون .. حتي

صاح مهلاً! قطعتموني! الحِذاءُ

أيّها القوم! نحن مُتنا.. ولكنْ

أنِفت أن تَضمّنا الغَبْراءُ

قل لآيات : يا عروسَ العوالي!

كلّ حسنٍ لمقلتيكِ الفِداءُ

حين يُخصي الفحول... صفوةُ قومي

تتصدي للمجرمِ الحسناءُ

تلثمُ الموْت وهي تضحكُ بِشْراً

ومن الموتِ يهربُ الزُعماءُ

فتحت بابها الجنانُ.. وحيّتْ

وتلقتكِ فاطمُ الزهراءُ

قُلْ لمن دبّجوا الفتاوي: رويداً!

رُبّ فتوي تضجّ منها السماءُ

حين يدعو الجهادُ.. يصمتُ حِبرٌ

ويراعٌ.. والكتبُ.. والفقهاءُ

والقصيدةُ القُصيبية (الشهداء) في حقيقتها قصيدةٌ عاديةٌ وتخلو من الصور والأخيلة إلا قليلاً لكنها معبرةٌ وكان كل شاعر يقول في نفسه (هي أسهل ما يمكن قوله من الشعر ولم أفعل) ثم أخذ كل شاعرٍ بعد ذلك يريد محاكاة القصيدة أو مجاراتها أو معارضتها أو تقليدها أو منا فستها ... ومهما قلنا أو قال غيرنا من الشعراء والنقاد عن قصيدة القُصيبي وأنها تخلو من كثيرٍ من الصور الشاعرية إلا أن السبق والمجد والفضل للقُصيبي، تحمل المسؤلية الأدبية والشعرية والتاريخية وحده، ونصر الأقصى وحده يوم سكت الناس أو جبُنوا أن يردوا على(سُبلة) يهود بوش. .

إنه العلماني الذي نصر الإسلام ولكن المتباكين على رحيل (أخيهم رابين) يتباكون من جديد على رحيل سيدهم(شارون)،شارون الذي هزمه الممثل الكوميدي الكويتي داود حسين في إحدى مسلسلاته الرمضانية الكوميدية من قناة (ابو ظبي) بعنوان (شارونيات)..لقد اجتمع اليهود المحتلون حينها وأرسلوا رسائلهم الى لحكام العرب بإيقاف المسلسل.. وأود أن أذكركم أن اليهود الغاصبين لأرض المسلمين فلسطين أمروا الحكومات العربية التابعة لهم بحظر 2000 أنشودة و 2000 مسلسل يذكر الناس بفلسطين ومن ذلك أنشودة (أخي جاوز الظالمون المدى ) لـ محمد عبد الوهاب، قصيدة هاشم الرفاعي،ومسلسل (وتعود القدس)من إخراج حسن أبو شعيرة...،واليهود وأذنابهم هم وراء نسف الفندق الذي كان يتواجد فيه المخرج المصري العالمي (مصطفى العقاد) الذي أخرج فيلم (الرسالة) والذي كان ينوي إخراج فيلم عن الشهيد (حسن البنا) ..هذا فقط غيض من فيض التآمر والحظر والتخوين والتكفير والتصفية الجسدية أو التهميش والنفي والإبعاد لكل ماهو مع الأقصى وتحرير الأقصى..

ان الخطاب السلطوي المتحالف مع عمامة الفقي( بدون هاء ) سيظل علامة إنحطاط وسقوط مدوٍّ للذين يتاجرون بهذه الشعوب ينهبونها ثم يكفرونها ويكفرون ابناءها من عمالقة الأدب والفكر والرواية والشعر والمسرح والسينماء الهادفة والصحافة وقادة التغيير في المجتمع او العلماء المجددين والفقهاء الصالحين الزاهدين العاملين للآخرة وعزة المسلمين وممن لا يحبون الظهور ولايأبهون لـحطام الدنيا وزينتها، ومن الدعاة المستنيرين المؤثرين الذين يحبون الناس ويحبهم الناس، ومن مثل علماء فلسطين رائد صلاح وكمال الخطيب والبيتاوي،.. وبالمناسبة، حتى المغنون المطربون الذين غنوا للنبي الكريم في وجه الحملات اليهودية الدانماركية ضد النبي عليه الصلاة والسلام، تعرضوا للتكفير وهددوهم بالتصفية من أمثال إيهاب توفيق(مصر)ورفيق السبيعي المشهور بـ " ابو صياح"(سوريا)...

إنهم المتباكون على الدين وهم أعداء الدين واعداء أحمد تقي الدين ابن تيمية والعز بن عبد السلام والثوري والأوزاعي والحسن البصري وحسن الترابي وراشد الغنوشي وياسين عبد العزيز وأحمد القميري وعبد العزيز الرنتيسي وأحمد ياسين وعز الدين القسام ..الا ما أتعس الحكام ولهم فقهاء يفتون باستباحة دماء الشعوب واغتيال مفكري وأدباء الأمة ومصادرة أعمالهم والتحريض عليهم،ما أتعسهم وقد كانوا بالأمس يتباكون على الهالك الى الجحيم (رابين) لأنه كما عبر شاعر الأقصى محمود صيام كان يدوس فوق أنوفهمْ :(رابين كان يدوس فوق أنوفهمْ كي يركعوا...)

الى الجنة إن شاء الله وبرحمة الله يا غازي القصيبي لعل الله يرحمك بموقفك المشرف والمساند للشهداء بقصيدتك المذكورة أعلاه..والى النار يا شارون ليعلم المجرمون الصهاينة وأذنابهم أن الشر والإفساد في الإرض وجرائم الحرب إن تكُ تمر في هذه الدنيا فلن تمر عند الجبار المنتقم وإنا قادمون ياشارون لتحرير الأقصى نبدأ بالقصيدة والرواية والأنشودة والمسرح والصحافة والسينماء حتى يأذن الله بالفتح ..ولا نامت أعين (فقهاء التكفير)...

شاعر وناقد يمني

a.monim@gmail.com