رسالة مفتوحة لرئيس هيئة مكافحة الفساد
بقلم/ عبدالله عبدالكريم فارس
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 29 يناير-كانون الثاني 2008 08:54 م

مأرب برس - خاص

طال الليل... أما من فجر؟

لله ما أجم أدبك - زادك الله أدباً. لله ماأثمر خلقك، ولله ماأنقى قلبك.

سيدي،

  لن أقارضك ثناءً بثناءْ، فليس ذلك شأن الأبناء مع الآباء، ولكني أبقى مابقيت من خلص الأولياء، واقدم صفك على صف الأقرباء، أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل وأن يقيمك وإيانا في الآخرة مقام الصادقين الأوائل.

  لقد عرفتك بلسان مؤدب تصيب به مواقع الشعور، مثيراً به مكامن الخيال، مؤمناً بهبة الخالق للمخلوق، تستدرك النقص فتطلقه، وتأخذ المطلق فتحده، وتكتشف الجمال فتظهره، وتجعل الكلام كأنه أوجد لنفسه عقلاً لترفع به الحياة درجة في السمو والمعنى.

  لقد عرفت لك قلباً رقيقاً مهيئاً للإحتراق عند المآسي، مفتوحاً تنفذ إليها الأشعة الروحانية فتنعكس منه عناصر الخير.

  سيدي، معاذ الله أن أكون مداهناً أو منتفعاً فليس عندي لك إلا كلمة حق لايراد منها باطل، وليس لديك ماتمنحني إياه - فوق ما منحني إياه المولى عز وجل - إلا الدعاء الذى اتوسله - فمثلك لاتملك ماتعطي، فلا يُرجى كما قال السلف من فاقد الشئ عطاء، فأنت العاصم لنفسك أسراب الدنيا، وقد يكون إنكارك لذاتك وشحك في أهلك هو المأخذ الوحيد الذي وجدته عليك، حتى أني خشيت -والعياذ بالله - أن إفراطك بالزهد، والله أعلم، قد يوقعك في مظالم النفس.

  سيدي، دعنا أولاً نردد - بأمل - مع ناظم حكمت: أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد... وأجمل القصائد هي تلك التي لم تكتب بعد.

  لقد عرفتك إنساناً في غاية البساطة كرئيس عملك آنذاك الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، تجسدون المشاعر الإنسانية بما تعنيها الكلمة - كأنما كنتم تحاكون بعضكم بعضاً -. لايمكنني أن أنسى يوماً ما، رفضك القاطع - تواضعاً - السماح لي بحمل حقيبتك، وأنا الذي لم اكن غريباً وفي مقام الإبن البار عندما كنا صدفة في رحلة من صنعاء الى عدن، حيث كنت انت تقبع في الدرجة السياحية والأولى شاغرة.

  لكني كلما ذكرتك ابتسم، وكأني بك في منصبك الجديد، ستؤول الى مافعله "غاليلي" وهو يترك جلسة المحاكمة الكنسية التي حاولت الزامه التخلي عن آرائه الفلكية في دوران الأرض حول الشمس وإلاّ واجه اوخم العقاب، فقال غاضباً على نفسه وعلى جلاديه وهو يضرب الأرض برجليه: "وستبقى تدور"!

اذكرك وأبتسم، لأن كثيرنا لايزالون يعتقدوا بأن الامتحان منازلة للطالب يجب ان ينتصر فيها المعلم بالضربة القاضية. أمازلت تذكر مثالك هذا في يومٍ ما وانت وزيراً للتربية والتعليم؟... اذكرك وأبتسم، لوجود ثقافة عسكري الزبيري بيننا عندما يكون مسؤولاً عن مؤسسة ثقافية، عندها يتولى مصادرة الكتب بدلاً من إصدارها!

سيدي، تالله أني لا اُزكي نفسي، ومع هذا اُزكيك فوق كُل شبهة مادية... لكن لاريب انك قد وضعت نفسك، دون أن تدري، بين دفتين معتمتين لباب دوَّار... لايدري وارده بعد اللّف المضني... هل سيفضي به في الداخل أم يُلقى به في الخارج!... بين فكَّي نظام ورأي عام، بين جمهور «مايطلبه المستمعون» وحذلقة الفرعون «إني أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد»، محذراً من دعوة سيدنا موسى عليه السلام إلى الله. 

اليوم: لاأدري هل اهنئك على المنصب الجديد، أم اهنئ "الفساد" الذي كُرِّم أخيراً بهيئة عليا... تحمل شعاره... وتحمي اسمه من الإندثار!؟

اذكرك وأبتسم، فإما أن تكون باطشاً أو أن تكون نعامة تستر عورة الفاشلين... ولأنك لست أياً من ذلك، ربما لأنك خـُلقت في غير زمانك وفي غير مكانك، ومع هذا: "أوقدْ من الحق للداجين نبراسا / وأقرع لإيقاظ أهل الكهف أجراسا"، لأنني لازلت أعتقد أن الله سبحانه وتعالى يخلق بعض البشر في غير زمانهم ومكانهم تعمداً، لأن مجتمعاتهم بحاجة إليهم، فهم يُخلقون بـعقل فاعل يظل يواكبهم ويغذيهم، يعذبهم ويشقيهم، بل قد يعاقبهم مجتمعهم عادة على تمردهم على التفكير المجتمعي والسلوك النمطي السائد.

فمنذ فجر التاريخ عرّف العلماء الحقيقة أنها بنت البحث. فطالبها لا يستنكف من الجولان في مضمار البحث حباً في الحصول عليها، وصاحبها لا يتقاعد عن البحث لأن البحث يزيده رسوخاً فيها. لكننا خروجاً علي نواميس الطبيعة وخرقاً للقواعد، العبقرية الوحيدة عندنا هي إدامة المضارع... إدمان تعليب الأفكار وتقديمها بإخراج فني فاقع... اننا - بقصد أو بدون قصد - نرص أنفسنا مجاناً جسوراً لعبور مآرب الغزاة، وقد نجحنا في ذلك... فها هو المولود يخرج مسخاً من الوهلة الأولى... فها هو يُجَيَّر لأبٍ غير شرعي... يجند نفسة لخدمة اجندة دولية لاناقة لنا فيها ولاجمل. يتسكع على أبواب "اليونودك" و "اليوندبوجار" وربما غيرهم، يهتم بالمخدرات والجريمة، دسيس جمع معلومات المركزي ليحول دون تقطيع أوداج ممتهني الإرهاب والحول دون تدفق الأموال منها الخيرية او المغسولة بلغة العصر الصهيوني... هو نفسه ذلك المولود الذي توسم فيه الطيبين من قومه ان يكون حامي حماهم وعنوان شرفهم.

لعل فكرة الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، فكرة ساذجة من الأساس، لا ينبغي طرحها في مجتمع لايمتلك بوصلة تحدد اتجاهاته، ناهيك عن إفتقاره لإدارة رشيدة في خدمة التنمية، تضع نصب أعينها أولاً التطور النوعي للبلاد، وتعمل على تحقيقه بما يشبه إعلان حرب نهضة وبناء، فنهضة الأمة بكل شرائحها واتجاهاتها يجب أن تصبح فريضة شرعية لا محيص عنها ولا يجوز التنازل عنها.

ولعل فكرة الهيئة خبيثة فعلاً لأنها تديم المألوف.. وتعيد تكرار المكرر... فتوصيفها السوريالي عند العامة سيكون: هيئة ترحيل الفشل.. كيان هلامي الملامح، ومكان نخزِّن فيه كراكيب فشلنا بإيداعها غرف المستقبل حتى لا تؤرقنا مشاكلنا الحقيقية!... وبهذا نكون قد ابتدعنا آلهة خرافية، نعكف على تقديم الإقرارت المصطنعة إليها، وبعض القرابين المنتقاة... لتقينا شر الفساد وتحمينا من أرواحه الشريرة!

فإذا كان ارشيف الدولة والنظام الإداري والقضائي والنيابي التشريعي والتنفيذي والنيابة العامة والجيش والأمن والإستخبارات والأمن القومي والأمن السياسي والحرس الخاص والحرس الجمهوري وحرس الحدود وخفر السواحل والبرية والبحرية والجوية والمدرعات وبقية الألوية والأمن المركزي ومكافحة الشغب والبحث الجنائي والنجدة والشرطة العسكرية واقسام الشرطة وشرطة المرور والشرطة الراجلة وعسس الليل ونقط التفتيش المتفشية كالجدري ومنتسبي الداخلية والعدل والخدمة المدنية والمجالس والبلدية وشئون القبائل، كلها لم تعرف للفساد طريقاً، ولم تتسع أروقتها لغرض ارشفة اقرارات الذمم المالية ومراجعتها، فما الجديد الذي ستأتي به هذه الهيئة الركيكة؟

... لاشيء تقريباً... سوى احراق أوراقك على مبخرة طقوس إضفاء الشرعية على "الفساد"، ليتم تسليمنا بواقع أن الولوغ مقبول وأن الفساد طلسمٌ لايمكن فك أسراره!

أليس التعريف الأصح للهيئة ربما كان يجب أن يكون "الهيئة الوطنية العليا لمكافحة العبث وسوء التصرف"؟ والذي عادةً ماتتسم به أنظمة الحكم العسكرية! سيدي، أتوسم فيك فطنة الإستنتاج - هذه الهيئة ليست إلاّ تكرار باهت لمهزلة إشراك المعارضة في الحكم - ليس من أجل إصلاحات جدية للخلل - بل من أجل إثبات فشل الآخرين وحرق أوراقهم، وأخيراً للظهور بمظهر الخيار "العال" الذي لايُعلى عليه!

كل هذا الدوران في حلقات مفرغة يتم بعيداً عن الإحساس أو الإنشغال بمئات الآلاف من الباحثين عن فرصة عمل بسيط يصون الكرامة ويسد الرمق ويحول دون الإرتماء في مزالق التطرف والعنف والانفجار... بعيداً عن الإحساس أو الإنشغال بمئات الآلاف من العجزة والأرامل والمعوقين الذين يُسحقون فقراً... بعيداً عن الإحساس أو الإنشغال بمئات الآلاف من المعسرين ممن بهم خصاصة، وأولئك الذين تحسبهم أغنياء من التعفف.

سيدي:

  لست أدري بماذا اصفك أو اصنفك؟ اجتهد فقط - عصارة أفكار ليس إلاّ - فلربما كانت كلمة الإلهام اقرب من كلمة الموهبة، لأن الموهوبين كثيرون والملهمين قليلون، كما هو الحال فالأذكياء كُثر لكن ذوي الحكمة قِلة، والقرآن الكريم خير شاهد حيث يقول الله جل وعلا "ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً". فالعباقرة الملهمون من ذوي الحكمة إنما يمثلون الثروة الحقيقية لأي أمة، وأنت احدهم بحق.

  لعل مؤهلك الوحيد، في مهمتك الجديدة، هو ايمان الجميع بطهارة يدك وشفافية ذمتك المالية، وكأني بك اتيت إلينا من خارج هذا الزمان... وللأمانة، في الإطار هذا، أنت تفتقد إلى عضلات الفتوة والشوارب التنفيذية المطلوبة لمقارعة فرد مفسد، ناهيك عن عصابات إفساد... لكن إذا كنت انت مؤهلاً حقاً بنظر نواب الشعب، فالسؤال: وانت العالم والمهندس والأستاذ والتقني - هل انعدمت كل فرص توظيف مهاراتك وخبراتك إلاّ بما يسمى "الفساد"؟ - اللعنة: أي غول إسطوري هذا المجهول الذي قُيِّد إسمه "فساد" في سجل الخدمة المدنية، والذي لازلنا نبحث عنه منذ عقود دون جدوى - وفي مجتمع لم يعد فيه مايُفسد أصلاً!؟

فانت ومن معك - من تلك الزاوية - فكأن بنا من عوالم أخرى، ربما عالم الجن! - من عوالم وادي "عبقر"، موطن وبلاد الجن الأصلي عند العرب القدماء مثلاً، (والذي منه جاءت لفظة عبقري، نسبة إلى ذلك. كما أن كلمة جنيّ انتقلت إلى اللغة اللاتينية ثم إلى اللغات الأوربية الأحدث ومنها الفرنسية والإنكليزية، فكلمة جيني genie/genii تعني جنيّ كما تعني عبقري، وكلمة genius الإنكليزية، تعني العبقري، أي المتميز أو المبرّز، كما تعني الروح الحارسة للشخص).

سيدي:

مهمتك الجديدة - جدلاً - لايستغرق مجهود تنفيذ مهامها، قبل مغادرتك إلى البيت مجدداً، سوى إعلانها في عبارة قرآنية واحدة، في إطار جملة واحدة وفي سطر واحد: "أيّتُهَا العِيْر إنَّكُمْ لَسَارِقوُن"- أرفعوا أيديكم عن الإستئثار ببيت مال المسلمين، وقننوا صرف امواله وأعدوا لهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى. إنتهى. نقطه على السطر.

عبارة قرآنية قرأتها في مقالة عالم جليل فأستهواني استعارتها، ففيها من البلاغة والإيجاز مالا تتسعه هذه الصفحة... في حين أنها لاتخص، فإنها لاتدين أيضا، وفي الوقت ذاته توجز، دون الإضطرار إلى استخدام لغة مقذعة مثل مقولة "إدوارد كلاي" المفوّض الأوروبي - مضطرّا - في وصف فاسدي أفريقيا حين قال بالحرف: "لقد ابتلعوا وابتلعوا حتي تقيأوا علي أحذية المانحين الأوروبيين"، وبالطبع.. بروتوكولياً.. كان عقابه هو الإعفاء من المنصب وتعيين بديل أكثر تفهماً للقيء والمتقيئين!

سيدي، أليس الفساد هو ذلك الذي لايمثل القضايا الصغيرة للأفراد والتي لاقبل لجهة، إلاّ الملائكة، جند الله المكلفين بحصرها لحكمة ارادها سبحانه وتعالى... وانما الفساد هو توجيه الأمة نحو الجهل... هو إنحراف الأمة عن مهمة إستخلاف الله لهم في الأرض... تجهيل الشعب وتحنيط عقوله بما يؤدي لتآكل البنى الإنتاجية وضرب المناعة الإجتماعية وكذلك تحلل النسيج الإخلاقي، ذلك هو الفساد بعينه... الم يحن الوقت لأن نعترف بأننا كنا مجتمعاً أكثر انتاجية قبل ٥٠ عاماً!... أن يكون هنالك قضايا فساد مستعصية عند الأفراد أمر لامفر منه، بل تحصيل حاصل نتيجة العوز والفقر... الفساد هو الظلم والتعسف ووأد الإبداع وتدمير الإنتاج وتهجير القدرات وطرد الكفاءات، وإستبدالها بتهريج ذي منفعة حسية لحظية لحقن الناس بوهم ان شيئاً ما يحدث.

ببساطة: الفساد هو مخالفة قيم الأرض والسماء وسرقة كل أحلامنا الجميلة... فبدون إدراة رشيدة، نصبح قطيع مستهجن بدون مصدر فخر وإعتزاز أو شرف وطني، وذلك يعني فساد فقدان هويتنا الإنسانية أيضا.

من المُسلَّم به، ولا جرم أن نُذَكِّر، وهذا هو الكلام الفيصل: أنه بعد أقل من خمسة عقود... ٥٠ عاماً فقط... ستكون هناك جموعٌ جُدد تتدافعُ.. هتافات وتصفيق.. إستعراض وكرنفالات.. خطب وصخبٌ وضجيج.. وربما إنتخابات لحفيدٍ ما... لكن لا أحد - أعني لا أحد تقريباً - من العابرين اليوم سيكون يومها حاضراً!... كبيراً أو صغيراً، تابعاً أم متبوع، رئيساً أو مرؤوس، مليكاً أم مملوك، فقيراً أو ميسور!... ومن المفارقات، أن مكافحة الفساد سوف لاتزال يومها عصية على الحل -كما هو الحال اليوم، ولن يُعرف إليها طريقاً حينئذ بعد!

عندما تأزف الآزفة ويحين أمر ربك، لن يبقى حقاً إلاّ ماينفع الناس.. أي مايجعل تجاوز الخط الأحمر ممكناً... بين البؤس والرفاه، وبين الفاقة والنعمة.. وبين منتهي الفقر الشعبي وذروة التكلّف الحكومي فيما لاينفع... وعليه، لن يبقى لنا الاّ العمل صالح يصاحبنا إلى القبور.. أو أجيال تدعوا لنا.. أو علمٌ يُنتفَع به. - هل رسالة سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم لم تصل بعد إلى مسامعنا؟

سيدي، اتابع معك في البقية القادمة من رسالتي المفتوحة في ماهية الحلقات المفقودة في دورة النهوض والتغيير في ظل الإدراة الرشيدة.

سؤال بل أسئلة: ماهو حلمنا الجماعي الذي يعمل الكل لتحقيقة، كأننا في سباق مع الزمن لتحقيق إنتصارات ساحقة... ساعة صفر... وموعد مع القدر... إنتهاج سياسة خلق حراك "دؤوب"، وليس حراك "دواب"، وكأن معركة أولمبياد توشك على الإنطلاق في كل زاوية وكل شبر من أرضنا، على مضمار سباق لرسم علامة/ماركة متوهجة تميز بلادنا وتكسبنا تقدير البشر، إن لم يكون إعجابهم؟

أيضاً، كيف يتم رسم شكل اليمن ومواطنيها في معارك التسويق والعلاقات العامة؟... كيف نعيد تغليف وتسويق صورة اليمن؟... ماهو النموذج الإقتصادي لليمن؟... ماهي مقاييسنا المعتمدة في كل الجوانب؟... في الشراكة الإجتماعية، كم هي نسبة المواطنين اليمنين الذين يمتلكون مصلحة حقيقية في المؤسسات الإقتصادية وقطاعات الإتصال والمواصلات والزراعة والصناعة والكهرباء والنفط والغاز والبنوك وحتى الأرصفة والطرقات - ولو على سبيل المبالغة -.. إلخ، بما في ذلك نسب ملكية المجموع في الشركات الأهلية أيضاً، حيث لايجوز ابقاء إمبراطوريات إقطاعية بيد حفنه قليلة من الناس؟... الكل جنود، والكل عمال. لماذا لانُفعًِل القوات المسلحة والأمن في قطاعات الإنتاج - على غرار حزب الله في الجنوب اللبناني؟... لماذا لانؤهل ونهذب العمالة المصدرة؟... ماهي المجالات التي يجب ان نركز عليها باعتبارها خصائص بلدنا ومصدر قوته؟... ماهي الصناعات المحلية التي تحتاج الى تطوير أوحماية من الإندثار؟... ماهي المجالات التي يجب ان نجعلها ثانوية أو مساعدة لعمليات التنمية؟... ماهي المجالات التي يجب ان نركنها جانباً باعتبارنا لانملك مقوماتها بدلاً من ملاحقة الأوهام؟... لماذا انحرف معنى التراث عندنا وتشوه قصد الثقافة، وماتعريفهما بالضبط؟... ثقافة العدل، تبدأ من السلوك، ماذا يعني ذلك؟... وكذلك هل الديمقراطية المعلبة والمستوردة تناسبنا حقاً؟ - املك رأياً شخصياً في هذا الموضوع، وجوابه المختصر: "لا"، وحيث اني لا أملك المعرفة ولا التخصص في هذا المجال، فأكتفي بصوتي منفرداً.

أنا متأكد من وجود أسئلة عديدة من النوع الذي يخدم دورة النهوض والتغيير في ظل الإدراة الرشيدة، واخريات سفسطائية أوميكافيلية، من النوع المصمم لتدويخ الشعوب، مثل بعض مايدور حالياً في أقطار عدة وليس عندنا حصرياً.

كم هي جميلة ومطلوبة مثل هذه الأسئلة البناءة حين تأتي عفوية كالمطر وانبثاق الينابيع... وفي جو من المشاركة كالأعراس ومواسم الأفراح.

إلى اللقاء قريباً..

* الرسالة موجهة الى رئيس مكافحة الفساد الحالي الأستاذ ( أحمد الأنسي ).

abdulla@faris . com .