قصص لم تكتمل .. في مسيرة الثورة
بقلم/ د. عبد الحميد الحسامي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 16 يوماً
الثلاثاء 21 يونيو-حزيران 2011 06:07 م

على الرغم من أن الثورة اليمنية تمتد في عمرها الزمني لأكثر من أربعة أشهر إلا أن هناك ظاهرة مهمة رافقت حركتها وهي ظاهرة عدم الاكتمال لكثير من القصص المتعلقة بها ..

- الثورة بدأت سلمية واستمرت سلمية وتمنينا أن تنتهي سلمية لكن قصة السلمية لم تكتمل حيث ‘ن تداعياتها جرت إلى بعض ملامح العنف التي دفع إصرارُ النظام وصلفه كثيرًا من الأطراف إلى عدم التزام سكينة السلمية .

- الرئيس وعد بأنه على استعداد ، \" وأنا على استعداد \" لكن قصة الاستعداد لم تكتمل ولم يكشف لنا عن هوية هذا الاستعداد ، فهو لم يكن على استعداد للإصغاء لمطالب الثورة وليس على استعداد للتنحي ، وليس على استعداد ....استعداد لم يكتمل حتى على مستوى البنية اللغوية .. فالحذف في المبني يقابله حذف ربما في المعنى .....

- الحرب بين آل الأحمر و فلول النظام قصة لم تكتمل لا هدنتها ولا احتدامها ، احتل المسلحون القبليون الوزارات ولم يكملوا ، واستعاد الجيش بكل قواه- حتى بالقوات التي دربتها أمريكا لمكافحة ما تسميه الإرهاب - بعضها ولم يكمل ، ....

- المبادرة الخليجية بدأت ورجعت ، وعدلت ، وقبلت ورفضت ، وحوصرت في السفارة الإماراتية ، وأخذت للقصر ، وقعت عليها المعارضة ، ووقعت عليها شخصيات من المؤتمر الحزب الحاكم وهاهو الرئيس يتأهب للتوقيع .........لكنه يرفض في اللحظة الأخيرة ، وعاد الزياني .... فلم تكتمل .

- أعلن الجيش المؤيد للثورة السلمية تأييده ، وتعهد بحماية الثورة ، وعلقت عليه آمال كبيرة في الحسم لا سيما حين أعلن البيان الأول الذي من الطبعي أن يعقبه بيان ( 2) و(3) ... فقد أحال ذاكرتنا على تجربة الجيش المصري ببياناته المتعاقبة ، لكن قصة التأييد لم تكتمل ، ورؤية المستقبل ربما لم تكتمل أيضا .والبيانات توقفت عند البيان رقم واحد.

- سيطر كثير من المعتصمين في بعض المحافظات على مؤسسات وميادين ومصالح ، وانتظرنا تشديد الخناق على فلول النظام حتى يختنق في القصر الرئاسي ، كما فعل التونسيون والمصريون ... لكن القصة لم تكتمل .

- حتى القذيفة التي داهمت القصر بحسب بعض الروايات ، وسواء كانت قذيفة من الخارج أم عبوة من الداخل ، من تحت المسجد أم طيرا أبابيل من السماء ، خيانة أو اعتداء ، في شارع الخمسين أو ( تحت النهدين )حتى كل ذلك لم يكمل القصة التي انتهت بغموض ، سواء في صنعاء أو في الرياض ، فهي لم تُكتمل ، ولم تكمل مشوارها ، لقد تركت أركان النظام معلقين بين الحياة والموت ، إنها نهاية مفتوحة بلغة القصة .

- النائب ( عبد ربه منصور هادي ) يتسلم ولا يتسلم مهام الرئيس ، يقترب ولا يقترب من الثورة ، موقفه يكتنفه الضباب أو الضغط الجوي - لا مشاحة في الاصطلاح - فهو رئيس لكنه لم ينتقل من رئيس بالقوة إلى رئيس بالفعل على لغة المناطقة ....ظل في منزلة بين المنزلتين ، وفرحة لم تكتمل في نقل السلطة وتشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون أنهكه النظام الذي لم يعرف يوما النظام .

- الموقف الأمريكي .... يدين النظام ومجازره في حق المعتصمين سلميا ولكنه يظل في منطقة تتراوح بين الإدانة والتلميح بين الدعوة للتنحي والضغط على القوى المعارضة ... موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي قصة أخرى لم تكتمل ..

- تمكن النظام السياسي بآلته الأمنية من إحراق ساحة الحرية في تعز على حين غرة ،في لحظة غفلة أو اطمئنان ، أو سمه ما شئت المهم انه أحرقها فابتهج ، واستعد شيئا من توازنه –لكن لم تلبث أيام حتى احترق القصر فلم تكتمل أيام العسل المؤقت ، وتحولت البهجة والابتهاج إلى عزاء بمشهد مرعب .

- لك عزيزي القارئ أن تفكر في كثير من جوانب الثورة وما رافقها ، ستجد أنها قصص لم تكتمل ، وربما تذهب بك القراءة حتى إلى مقالتي وستجد – ربما أنها مقالة (لم تك ....).

- لكن عزائي أمل يضج في الحنايا بأن نجد مشهد اكتمال لمعاني الحرية في نفوس جيل يتخلق ، جيل جديد قد يكمل مشاهد الروعة في حياتنا .